»83 عاماً« مضت علي أعظم انتصار حققته الأمة العربية في العصور الحديثة.. »83 عاماً« مضت علي نصر أكتوبر الذي أعاد رسم خريطة العالم وقواه السياسية وليس خريطة آسيا وأفريقيا فقط. »83 عاماً« مضت علي العبور الذي قهر الغطرسة الإسرائيلية وأعاد للعرب أرضهم وكرامتهم وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر..رغم طول السنوات إلا أن كل مواطن مصري وعربي مازال يشعر بحلاوة انتصار أكتوبر وقيمته.. يسمع بأذنيه في نفس هذه الأيام من كل عام نغمات سيمفونية النصر التي عزفها رجال القوات المسلحة المصرية في حرب السادس من أكتوبر عام 3791 وقدموا للعالم كله نموذجاً »فريداً« في التكتيك القتالي الفريد من نوعه، ومازالت دول العالم تقوم بتدريسه لضبطها للاستفادة من هذه المعركة التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المصريين هم خير أجناد الأرض..في هذه الأيام يجب أن نتذكر من ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل مصر بل يجب ألا ننسي الآلاف من جنود مصر وضباطها مسلمين ومسيحيين والذين توحدوا جميعاً خلف وحول كلمة الله أكبر فتحقق لهم النصر المبين الذي أذهل العالم وأعاد اكتشاف قدرات الانسان المصري والعربي وأكد أنه قادر علي تحقيق المستحيل. التاريخ سجل وقائع حرب أكتوبر والتي مازالت تبوح بالجديد من أسرارها كل عام وفي مثل هذه المناسبة، ومع كل سر يذاع تتأكد عظمة القوات المسلحة المصرية التي حققت المعجزة منذ 83 عاماً بعد حرب استنزاف طويلة مع العدو الإسرائيلي تكبد خلالها خسائر فادحة بخلاف الخسائر الأضخم في تاريخ حروب اسرائيل وكان ذلك خلال حرب أكتوبر والتي فقدت فيها اسرائيل 2252 مقاتلاً بخلاف الجرحي والمفقودين. زلزال أكتوبر الإسرائيلي زئيف شيف سجل بنفسه تفاصيل الصدمة التي شعر بها كل إسرائيلي في كتاب بعنوان »زلزال أكتوبر« وأكد فيه أن حرب أكتوبر هي أول حرب للجيش الإسرائيلي يعالج فيها الأطباء جنوداً بأعداد ضخمة أصيبوا بصدمات نفسية وعصبية »صدمة القتال« وقال هناك من نسوا أسماءهم من هول الهجوم المصري الكاسح. ساعة النصر في الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر 3791 انطلقت 002 طائرة من 02 مطاراً علي مستوي الجمهورية وعبرت قناة السويس علي ارتفاع منخفض حتي لا تلتقطها الرادارات التابعة للعدو، ونجحت الضربة الجوية في تحقيق أهدافها بنسبة تزيد علي 09٪، وتبعها تمهيد نيراني قوامه 01 آلاف و005 دانة بمعدل 571 دانة في الثانية الواحدة، وفي هذه النيران الكثيفة عبرت القناة في الساعة الثانية وخمس دقائق الموجة الأولي للعبور وتضم 8 آلاف مقاتل استخدموا 0061 قارب وتوالت الموجات العابرة للقناة حتي وصل عددهم بنهاية يوم 6 أكتوبر إلي 08 ألف مقاتل.. وبدأت قواتنا في الاقتحام بما لا يزيد علي 03 دقيقة من العبور في صد الهجمات المضادة للعدو وإنهاك قواه واستمر التفوق المصري كاسحاً طوال أيام الحرب. العلم المصري 73 دقيقة فقط بعد ساعة الصفر وتم رفع العلم المصري علي الساتر الترابي لخط بارليف في منطقة جنوب معبر الشط وردد الجميع الله أكبر والتي اهتزت معها قلوب الأعداء فأيقنوا بالهزيمة. أول شهيد محمد حسين محمود سعد كان باحثاً اجتماعياً بوحدة طوخ بالقليوبية وانضم للقوات المسلحة عام 8691 كجندي استطلاع وكانت أقصي أحلامه أن يشعر بنظرة رضا في عيون والديه عن ادائه خلال فترة تجنيده.. ولكنه لم يكن يعلم أنه سيصبح أشهر جندي مصري لأنه ببساطة كان أول شهيد في حرب أكتوبر ونال شهادته في أول أيام الحرب حيث كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلي سيناء. شفيق سدراك وبعيداً عن شعارات الحفاظ علي الوحدة بين المسلمين والمسيحيين تحت راية الوطن الغالي كان يجاهد اللواء شفيق متري سدراك الذي يعد أول شهيد من ضباط قواتنا المسلحة والذي نال الشهادة في رابع أيام الحرب وتحديداً في 01 أكتوبر وهو يقود أحد ألوية المشاة المدرعة التابعة للفرقة 61 بالقطاع الأوسط في سيناء وكان أثناء استشهاده يتقدم قواته بمسافة كيلومتر في عمق سيناء..كما لعب بدو سيناء دورا كبيرا مهما في الإعداد لحرب أكتوبر وساعدوا المخابرات في تنفيذ خططها بالتمويه علي العدو وكان لهم دورا كبيرا سجلته جميع الكتب التي تناولت نصر أكتوبر الكبير مؤكدين أنهم يتمتعون بوطنية وانتماء لا حد له لمصر. السيمفونية مستمرة قواتنا المسلحة عزفت سيمفونية النصر في 3791 وسمعها العالم كله وصفق لها.. وكان يمكن لها ان تركن لهذا النصر ولكنها خاضت معركة أشد بعد ذلك وهي معركة التنمية وضمان الاستقرار وحماية السلام في المنطقة.. وبعد 83 عاماً قامت ثورة 52 يناير.. فأكدت القوات المسلحة بواسطة المجلس الأعلي لها والذي يرأسه المشير محمد حسين طنطاوي أحد أبطال حرب أكتوبر ومعه من الأعضاء الحاليين من أبطال معركة النصر والكرامة أيضاً الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والفريق الطيار رضا محمود حافظ قائد القوات الجوية والفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد الدفاع الجوي، والفريق مهاب محمد حسين مميش قائد القوات البحرية. المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسته وأعضائه.. قرروا حماية الثورة ولم يطلقوا رصاصة واحدة علي المتظاهرين ومازالوا يديرون المرحلة الانتقالية بكل ما فيها من صراعات وأزمات عازمين علي العبور بمصر من جديد الي بر الأمان.. وهم قادرون علي ذلك بإذن الله.