يريدون فتح التحقيق في مصرع المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للجيش في نكسة يونيو 7691 ليعرفوا هل قتل عمدا أم انتحر. لهم الحق في ذلك تماما حتي يعرفوا ونعرف جميعا ما حدث. هل تفرغ عبدالناصر كما يدعون في تلك اللحظات الحاسمة لقتل عامر ام ان المشير اختار ووجد بعد الهزيمة ان الانتحار هو الطريق الوحيد للخلاص من عارها؟ لم ينسوا خلال 44 عاما مضت دم الرجل ومازالوا يبحثون عن جواب لسؤالهم والذي صار الآن ضرورة ليس لمعرفة ما حدث للمشير نفسه ولكن لنعرف ما حدث لمصر كلها فقد تاهت كل الخيوط بين الحقيقة وتزويرها أو تجاهلها وحتي الآن لا نعرف من السبب في النكسة ومن المتسبب فيها؟ ومن الذي قدم جيش مصر فريسة لاسرائيل لتدمره وتقتل الآلاف من زهرة شبابها سقطوا في هذه الحرب دون ذنب بسبب خطأ القيادة سواء السياسية أو العسكرية وكانت مصر ضحيتهما فقد دفعت الثمن وحدها. ما أحوجنا إلي التاريخ حتي يعرف اجيالنا خاصة من الشباب كل الحقيقة التي ليس من حق أحد أن يخفيها أو يدلس بها علي الناس أو يحرفها أو يسرد وقائع كاذبة معتقدا ان الزمن لن يكشفها مهما طال. لقد استوقفني التجني علي غير الواقع علي الضربة الجوية المصرية في حرب أكتوبر بادعاء الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بانها كانت مظاهرة وهو تجن جائر يحرم ابطالها وأعرف منهم العشرات خاضوا طلعتها الأولي وحصلوا علي أرفع أوسمة الشجاعة لبطولتهم في تدمير مراكز قيادة العدو وسيطرته واتصالاته مما كان له الاثر الكبير في رفع الروح المعنوية للقوات العابرة في عز الظهر لتحقق مصر أعظم انتصاراتها علي مر العصور وتحطم اسطورة إسرائيل التي ظنت انها لا تقهر للابد. لقد خاض نسور الجو المصريون معارك ضارية وشرسة هزموا فيها طائرات العدو المتفوقة. هناك من اخطأ بقصر الانتصار علي الطلعة الجوية مع ان النصر تحقق بفضل تعاون كل الأسلحة في ملحمة كان أعظم ما فيها عبور القناة نفسها وهي المعجزة التي لازال العالم يقف امامها حتي الآن بالفحص والدرس. لقد كان ذلك لعبا بالتاريخ وتحويرا له ولذلك جاءت غضبة طياري مصر المحاربين الذين خاضوا اشرس المعارك من تزوير الحقيقة وهم يصرخون يحدث هذا ونحن علي قيد الحياة!! ونحن شهود علي ما جري. الشعب يريد الحقيقة في تاريخ مصر حتي لا يتعرض للتشويه أو المحو أو العبث به ولذلك ادعو بجدية إلي إعادة تشكيل لجنة كتابة التاريخ التي كانت تقوم علي ما اعتقد في عقود مضت بمحاولات جادة لصياغته ولكن هذه اللجنة التي لا نعرف مصيرها ولا ما حققته في حجم عمل حقيقي شهدت تدخلات واعتراضات وتشويه لعملها افقدها صلاحيتها واختفت في ظروف غامضة حتي لا تقول الحقيقة أو تصرح بها. لقد شهدنا عقودا تمحي فيها ذاكرة الأمة تماما حتي من كتب التاريخ التي تدرس لطلابنا في المدارس بل وتحذف بالكامل اسماء زعماء ورؤساء كان لهم دورهم الفاعل في حركة النضال وتزور وقائع تاريخية لها شهودها من الأجيال الذين عاصروها أو سجلوها بواقعها دون تزييف وياللعجب فبمجرد زوال السبب تعود ذاكرة التاريخ لعنفوانها لتفرض الحقيقة كاملة. ولاني كما قلت مرارا أكتوبري التكوين عاصرت انتصارنا علي إسرائيل أدعو ردا لجميل أبطالها من كل التشكيلات وبينهم الطيارون الذين اهضم حقهم بادعاء انهم كانوا في مظاهرة ان ننشر وثائق الحرب التي سجلتها القوات المسلحة مشكورة منذ العيد الفضي للحرب حتي يعرفها الكل دون ان يزايد عليها أحد مهما كان قدره. إذا اردنا ان نصلح مصر ونقف بها علي الطريق الصحيح بلا تزييف فعلينا إن نكتب تاريخها الصح بلجنة صادقة لها دورها في رصد الحقيقة.