شرعت آليات تابعة ل السلطات الإسرائيلية الاثنين في هدم مبنى من أربع طبقات في القدسالشرقية يقطنه أكثر من مئة فلسطيني بحجة البناء دون ترخيص، في خطوة اعتبرها سكان "مأساة"، وأكدت منظمات حقوقية أنها الأكبر من نوعها خلال العام 2025. ونددت محافظة القدس التابعة ل السلطة الفلسطينية بالهدم، ووضعته في إطار "سياسة ممنهجة من التهجير القسري". اقرأ أيضًا| مصر تدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية ووصلت ثلاثة آليات إلى الحي الواقع في بلدة سلوان قرب البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة، وسط طوق أمني من الشرطة الإسرائيلية، وشرعت بهدم المبنى الذي كانت تقطنه أكثر من عشر عائلات بينهم نساء وأطفال ومسنّون. وقال عيد شاور الذي كان يقطن في شقة بالمبنى مع زوجته وخمسة أطفال، إن الهدم "مأساة لجميع السكان". وأضاف لوكالة فرانس برس "كسروا الباب ونحن نيام، طلبوا أن نغيّر ملابسنا ونأخذ الأوراق والوثائق الضرورية فقط، لم يسمحوا لنا بإخراج الأثاث". وأكد أن "لا مكان لدي لأذهب إليه"، وأن العائلة المؤلفة من سبعة أفراد ستضطر للبقاء في مركبته. ورصد مصور "فرانس برس" ثلاث حفارات تعمل على هدم المبنى أمام أعين الأهالي. وقالت سيدة بحسرة وألم أثناء متابعتها العملية "هذه غرفة نومي". ويعاني الفلسطينيون في القدسالشرقية من أزمة سكن، ولا تمنحهم البلدية الإسرائيلية اذن بناء إلا بأعداد نادرة لا تتوافق مع الزيادة السكانية. ويقول الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان إن هذا المنع لا يراعي النمو الديموغرافي ويسبّب نقصا في المساكن. وتنفذ السلطات الإسرائيلية بانتظام عمليات هدم لما تعتبره أبنية غير قانونية بناها فلسطينيون في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلتين. ويطالب الفلسطينيون بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما تعتبر إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها "الموحدة". ويعيش أكثر من 360 ألف فلسطيني في القدسالشرقية، بالإضافة إلى حوالى 230 ألف إسرائيلي. واحتلت إسرائيل الضفة الغربيةوالقدسالشرقية خلال حرب حزيران/يونيو 1967. وضمت لاحقا الشطر الشرقي من المدينة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ووصفت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله الهدم بأنه "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تأتي في سياق سياسة ممنهجة تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين قسرا وتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين". وفي بيان مشترك، قالت منظمتا "عير عميم" و"بمكوم" الحقوقيتين الإسرائيليتين إن هدم المبنى بدأ "دون إنذار مسبق"، وقبل ساعات من اجتماع كان مقررا بين محامي العائلات ومسؤول في بلدية القدس "لمناقشة إجراءات ممكنة لتسوية أوضاع المبنى". وبحسب المنظمتان فإن العملية تمثل "أكبر عملية هدم نفذت في القدس خلال العام 2025"، مشيرة الى أن "نحو مئة عائلة من القدسالشرقية فقدت منازلها هذا العام". وردا على استفسارات فرانس برس، قالت بلدية القدس الإسرائيلية إن المبنى "بُني بدون ترخيص"، وأن "أمر هدم قضائي ساري ضد المبنى منذ العام 2014". وأشارت الى أن الأرض المقام عليها المبنى "مصنفة لأغراض الترفية والرياضة" وليست للسكن. اقرأ أيضًا| جوتيريش: أدين عنف المستوطنين الذي يتصاعد في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية