لا يختلف اثنان على أن لدينا مشكلة كبيرة تواجه مدارسنا ألا وهى ارتفاع الكثافة الطلابية داخل الفصول بشكل مخيف وصلت إلى حد وجود 80 و90 وأحيانًا 120 تلميذًا فى الفصل الواحد.. وهذه مصيبة كبيرة لأنها تؤثر على مقومات العملية التعليمية مما جعل الكثير من التلاميذ يهجرون المدارس ويلجأون إلى الدروس الخصوصية - وطبعًا عندهم حق - لأنه كيف يستطيع المعلم مهما كانت قوة شخصيته وهيبته وكفاءته السيطرة وتحقيق الانضباط وتعليم هذا العدد الهائل من التلاميذ داخل الفصل؟! وقد كشف لنا وزير التربية والتعليم د. الهلالى الشربينى - بكل صراحة - أن الأمر يتطلب إنشاء 52 ألف مدرسة جديدة للقضاء على هذه المشكلة.. ولكى يتحقق هذا فإنه يحتاج إلى فترة زمنية تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، بشرط مساعدة رجال الأعمال وأهل الخير لأن ميزانية الوزارة وحدها لن تكفى لتحقيق هذا الهدف.. وهذا كلام جميل وصريح لمعاليه وأراه أنه البداية الصحيحة لإصلاح التعليم فى مصر بالبدء بإصلاح حال المدرسة.. ولكن حتى يتم الانتهاء من بناء هذا العدد المطلوب من المدارس الجديدة فإن الأمر يتطلب أن نفكر فى حلول مؤقتة خلال السنوات الخمس القادمة للتغلب على التكدس الطلابى - غير الآدمى - داخل الفصول والذى لا يمت للعملية التعليمية بأى صلة.. فلدينا فى مصر 18 مليون تلميذ موزعون على 49 ألف مدرسة.. لماذا لا يتم تقسيمهم إلى مجموعتين كل مجموعة تذهب إلى المدرسة 3 أيام فى الأسبوع.. مجموعة تذهب أيام «السبت - الإثنين - الأربعاء» والمجموعة الثانية أيام «الاحد - الثلاثاء - الخميس» وبذلك تنخفض الكثافة الطلابية داخل الفصل الواحد إلى النصف. على أن يتم تطويل اليوم الدراسى وتطبيق اليوم الكامل على اعتبار أن اليوم التالى إجازة يمكن للتلاميذ فيها مراجعة وتحصيل الدروس التى أخذوها فى اليوم السابق مع تكليفهم بواجبات منزلية.. ويستمر هذا الأسلوب إلى أن تنمو مواردنا ونستطيع بناء ال 52 ألف مدرسة الجديدة. وبهذا الأسلوب نكون قد - ضربنا عدة عصافير بحجر واحد - أولها تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول مما يساعد على الارتقاء بجودة العملية التعليمية بالمدارس.. وثانيًا سيكون له الأثر على سيولة حركة المرور بالشوارع.. وثالثًا سيساعد فى قبول التلاميذ الذين ينقصهم يوم أو أيام قليلة عن الحد الأدنى للقبول بالمدارس الابتدائية.. ورابعًا سيخفف من إجبار التلاميذ على الحضور للمدرسة لأن الحضور سيكون 3 أيام فقط.