ومازالت الاحاديث عن مشروعات النهضة تطاردنا, ومازلنا نحن أيضا نتساءل عن أي نهضة نتحدث ونحن لم نبدا بعد في قراءة ابجدياتها..من هنا يجب ان نبدأ بالقراءة المتأنية, بل والمتعمقة لدفتر احوال مدارس مصر بعيدا عن مشروعات التطوير التي طالما حلمنا بها ووعدنا بها الوزراء المتعاقبون علي تولي الوزارة, بل ورؤساء الوزارات. و لنبدأ بالبنية الأساسية وهي المدرسة التي كان حالها منذ ايام محمد علي مؤسس نهضة مصر افضل كثيرا مما هي عليه الان. الاهرام تجول بين عدة مدارس في اماكن مختلفة لنقترب من واقعها وننقل صورة حية منها وتبدأ معايشتنا لهذا الواقع انطلاقا من تصريح للدكتور ابراهيم غنيم وزير التربية والتعليم بان عدد المناطق المحرومة من المدارس يصل الي2348 منطقة جغرافية واننا بحاجة الي52 مليار جنيه للوفاء بمتطلبات المباني والتجهيزات. قضينا يوما كاملا في مدارس حكومية تعاني من التكدس وقلة الموارد ونقص الانشطة والوسائل التعليمية, وعلي الفور عقدنا مقارنة بينها وبين المدارس الخاصة الواقعة في نفس المحافظة ليبقي السؤال دون إجابة اين حق محدودي أو معدومي الدخل في تعليم حقيقي كحق أصيل كفله لهم الدستور ؟ وعلي الجانب الآخر نجد عشوائيات قرارات الإزالة تفاجيء بعض المدارس بعد بدء العام الدراسي ليجد تلاميذها انفسهم في حالة تشتت واضطرار لقطع عشرات الكيلو مترات يوميا للوصول الي مدارس بديلة في رحلات عذاب في وسائل مواصلات معظمها ليس آمنا..السطور التالية رسالة بلا رتوش فقط هي ملامسة حقيقية لأرض الواقع قبل أن نستمر في قراءة مشروع النهضة ونحن نغفل أهم عناصره.. الطريق طويل.. والتعليم قليل! الأخطار تحاصر تلاميذ المناطق المحرومة نيرمين قطب المناطق المحرومة من المدارس كثيرة وقبل البدء في هذا التحقيق كنا نتصور ان هذه المناطق لن تخترق العادة وسوف تكون في المحافظات او القري النائية بالصعيد ولكننا اكتشفنا ان هناك مناطق بالقاهرةوالجيزة محرومة من المدارس ايضا ولكن تبقي القاهرة وما حولها من محافظات مناطق مشمولة بالرعاية وهناك قدر اكبر من التنوع والفرص امام طلابها ولكن ماذا هم فاعلون تلاميذ قري مصر؟ وتوجهنا إلي طريق الكريمات غير البعيد عن القاهرة مرورا بمركز الصف واطفيح لنشاهد عن قرب ونرصد ماذا يفعل تلاميذ المدارس في هذه المنطقة وطوال المسافه التي تخطت70 كيلومترا من القاهرة كنا نمر علي مدارس تتسم مواقعها بالخطورة فسور المدارس وابوابها لا يفصله حتي رصيف عن الطريق السريع المزدوج الذي نسير عليه وبالطبع لا يوجد اي علامات علي الطريق للتهدئة او حتي مطب صناعي امام المدارس بالرغم من ان الطريق مليء بها! مثل مدرسة الجمال الابتدائية, وتل حماد الاعدادية المشتركة, ومدرسة عمرو بن العاص, ومدرسة المناشي الاعدادية وشاهدنا مجموعات التلاميذ العائدة من المدارس يحملون علي ظهورهم حقائب ثقيلة- وايضا هموم- فهذا طفل لا يتعدي السابعة يمسك بيد زميله في خوف منتظرين مرور السيارات المسرعة ليعبروا الطريق وهؤلاء فتيات في المرحلة الاعدادية وقفن في انتظار اي وسيلة مواصلات لتعيدهن الي منازلهن ولكن هل يجدونها ام يسبقهن اليها تلاميذ المدرسة الابتدائية المجاورة ويجبرن علي الانتظار طويلا. وعلي نفس الطريق وبعد مركز الصف شاهدنا مجموعة من الاطفال وتأكدنا انهم طلبة فقط لحملهم حقائب علي ظهورهم ولكن الحقيقة ان لكل منهم زيا مختلفا عن الاخر وليس الزي المدرسي اقتربنا منهم وسألناهم عن مدارسهم فأجابوا بعيده عند طريق الاصلاح فوق فقررنا الصعود إلي هذا الطريق. اكثر من اربع كيلو مترات يسيرها يوميا في الذهاب والعودة تلاميذ مجمع المدارس بقرية الاوبات التابع لمركز اطفيح قد تبدوا المسافة بسيطة ولكنها ليست كذلك لاطفال في السابعة من العمر يتوجهون في الصباح الباكر الي مدارسهم البعيدة جدا عن منازلهم ليترجلوا هذه المسافات وابعد منها فلا يملك اولياء امور هؤلاء التلاميذ الميزانية الكافيه لدفع اجرة التوك توك في رحلة الذهاب والعودة ولا تجعل خيالك يصور لك ان هذه المسافة تقطع علي دروب ممهدة او وسط الحقول الغناء فالعكس صحيح تماما فهذا المجمع الذي يضم نحو سبع مدارس ابتدائي واعدادي وتجاري وصنايع ويخدم العديد من طلبة مركز اطفيح وايضا الصف يقع في منطقه صحراوية قريبة من الطريق الشرقي كما يسميه اهل البلد ربما تسبقها بعض الحقول ولكن حرارة الشمس والسير علي الاقدام لهذه المسافة كفيلة بزيادة الاحساس بالطبيعة الصحراوية للمنطقة. خالد ومحمد واحمد طلاب بالصف الثاني الاعدادي بمدرسة ابو بكر التقت بهم تحقيقات الاهرام خارج اسوار المدرسة التي تبدو ان يد العناية طالتها مؤخرا ولكن محمد وصف هذه العناية بان المدرسة اخذت وش جير ولكن الوضع بالداخل من سيئ إلي أسوأ. الطلاب الثلاثة يأتون كل يوم إلي المدرسة سيرا علي الاقدام وفي بعض الاحيان يأتي خالد بدراجة والده والحقيقة ان طول المسافة لا تتعبهم فهي تعني المزيد من اللعب والمرح والسباقات و لكن المشكلة في حر الصيف وبرد الشتاء و عبور الطريق السريع الذي يفصل بين الجزء الغربي من البلد الذي يأتون منه والجزء الشرقي من البلد الذي يقع فيه مجمع المدارس. وان كانت المسافة التي يقطعونها الان كبيرة فمن المتوقع ان تزداد عندما ينتقلون إلي المرحلة الثانوية و ينقلون إلي مدرسة الصف الموجوده في قرية مجاورة تسمي الداسمي. مجمع المدارس الذي سألنا كثيرا عنه حتي نصل اليه بالرغم من انه مجمع ضخم للمدارس ولكن يبدو أن بعده عن تجمعات السكان جعلته مجهولا بالنسبة لكثيرين و لكنه معروف لطالبي العلم في القري المجاورة الذين لا يقطعون المسافات سيرا علي الاقدام, و لكن في عربات تشحنهم بالجملة إلي المدارس فهذه العربات الشبيهه بالنصف نقل تحمل طالبات وطلاب المدارس وايضا المواطنون داخل العربة وخارجها بل وعلي سطحها في مشهد غريب من نوعه وتسير بهذه الحموله علي الطرق السريعة والواعرة اما لتصل إلي وجهتها برعاية إلهية او لتتسبب في كارثة مثلما حدث لعدد من طالبات هذا المجمع منذ عدة سنوات عندما اصطدمت سيارتهم بسيارة نقل علي الطريق السريع! تركنا هذه المدارس لنعود ولكن في الطريق الذي لم يكن مزدحما فوجئنا امام المعهد الديني بقرية الاقواز برجل في منتصف العمر يوقف السيارات علي الجانبين.. وكان الهدف هو مرور طلاب المعهد من الاطفال إلي الجانب الآخر من الطريق بسلام. ويبقي السؤال هل كل ما يتعرض له هؤلاء التلاميذ من مخاطر ومشقة أمر طبيعي ؟ اجابنا الدكتور محمود متولي عميد كلية تربية بورسعيد الاسبق واستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بورسعيد قائلا ان النظام العالمي المطبق في امريكا علي سبيل المثال هو3 مدارس لكل100 الف نسمة ويرتبط دائما عدد السكان بعدد المدارس في كل منطقة ويري ان ازمة التعليم في بلد نامي كمصر ترتبط بالحالة الاقتصادية اولا ثم مدي توافر اعضاء هيئة تدريس و اخيرا قدرة الدولة علي تهيئة مناخ جيد للتلميذ ويري ان الاهتمام بالجانب الاخير يمكن ان يسهم في حل الكثير من المشكلات و لكن للأسف نجد ان الصعيد و بعض قري الوجه البحري حرموا من هذا المناخ واصبحوا في اوضاع لا يمكن وصفها فنجد انه في مرحلة سابقة اكتفوا في بعض مناطق الصعيد المتطرف بالمدارس الابتدائية فقط و لا يوجد حتي مدارس للمرحلة الإعدادية ثم تغيرت الصورة عن طريق القطاع الخاص الذي حاول السطو علي دور القطاع الحكومي في توفير المدارس فانقلبت الصورة في مجال التعليم الذي نص الدستور علي انه تعليم مجاني ولكن هذه المدارس المجانية لا تتوافر واذا توافرت فليس بها تعليم و اصبح التعليم في المدارس الخاصة. ويري ان الحل في عمل المدارس متكاملة الرباط وتعني ان تبدأ المدرسة كمدرسة ابتدائية بالفصول ثم تتحول إلي الاعدادي و الا يزيد الفصل علي30 تلميذا ولابد ان يتواكب ذلك مع تجديد معلومات المدرسين بشكل مستمر حتي تجدد القائمة العقلية للطالب و المدرسين. والمفاجأة.. الإزالة خلال العام الدراسي! دمياط- محمود القنواتي هناك العديد من قرارات الإزالة التي تصدر في أوقات غير مناسبة مما يسبب مشكلة كبيرة وتشتتا للطلبة خاصة اذا جاء القرار أثناء العام الدراسي.. فأين يذهب هؤلاء الأطفال هل يذهبون لمدارس بعيدة عن منازلهم؟ وأين كانت هيئة الأبنية حين تتخذ مثل هذه القرارات المفاجئة؟ ولماذا لايتم بناء المدارس التي يتم ازالتها بسرعة بعيدا عن الروتين؟.. فما يحدث في قرية العباسية بدمياط نموذج صارخ لمثل هذه الحالات. حيث صدر قرار مفاجئ من الهيئة العامة للأبنية التعليمية بإزالة مبني مدرستين بالقرية حتي سطح الأرض لأن المبني لايتحمل ومن الملاحظ أن قرارات الإزالة جاءت بعد عمر قصير من بناء المدارس مما يثير التساؤل حول السبب في البناء غير المطابق للمواصفات ؟ جاء قرار الإزالة من هيئة الأبنية كما يقول شوقي الصياد مدير الإدارة التعليمية بكفر سعد يوم23 أكتوبر الماضي ونحن علينا التنفيذ وليس التدخل ولابد من إخلاء المدرسة وكان ذلك صعبا فنحن مضطرون لوجود الأبناء بالمدرسة وديا عدة أيام بحثا عن حل لمشكلة التلاميذ وإيجاد مكان بديل بالقرية نفسها لأن نقل التلاميذ صغار السن لقري أخري يشتتهم ويعرضهم لمخاطر الطرق. لكن قرار إزالة المدرسة من وجهة نظر أخري يخص المهندسين حيث يشير محمد عبدالرحيم سلاطين نقيب المعلمين بكفر سعد إلي أننا نحاول استكمال العام الدراسي بالمدرسة بعد استشارة المهندسين حتي لايمثل المبني خطرا علي التلاميذ والعاملين بالمدرسة, وحتي الآن الدراسة مستمرة بالمدرسة. أما المهندس محمد ربيع المسئول عن الأمن بالإدارة التعليمية وهو من القرية نفسها فيروي قصة هذه المدرسة حيث يشير إلي ان عمرها نحو25 سنة فقط وسبق أن اشارت لجنة هندسية من جامعة المنصورة قبل الثورة الي أن المدرسة لاتتطلب إزالة ولاصيانة وهي تتحمل هذا الوضع منذ خمس سنوات, ومنذ هذا الوقت نعاني من التكدس بالمدرسة التي يوجد بها فترتان ويوجد عجز شديد بالأماكن وهناك بعض الطلبة تم خروجهم من البلد لمدارس البلاد المجاورة مما يمثل مشقة وتشتتا للأسرة والأبناء, فكان لابد من إنشاء مدرسة جديدة بالجهود الذاتية وبالفعل تبرع أحد رجال الأعمال منذ7 سنوات ببناء مدرسة حديثة مجهزة ضمن برنامجه الانتخابي النيابي, وبالفعل تم الإنشاء والتجهيز بأحدث الأساليب, وتم الاقتراح بنقل تلاميذ المدرسة رقم2 للمدرسة الإعدادية, والاقتراح بنقل المدرسة رقم واحد للمعهد الديني وتم الاستئذان من إدارة الأزهر لكن تبين أن المعهد له قرار إزالة أيضا رغم أن عمره نحو20 سنة أي ستصبح القرية بلا مدارس ابتدائية أو أزهرية. وليس أمامنا سوي الإسراع في تسلم المدرسة التي تبرع بها رجل الأعمال, مع سرعة الإزالة وإعادة بناء المدرسة بأسلوب حديث خلال عام حفاظا علي التلاميذ من الاضطراب والتشتت وهناك ضرورة للتعجيل في استخراج شهادة التحمل للمبني والتنازل الرسمي من المتبرع المهندس سعد الشربيني وكيل وزارة التعليم بمحافظة دمياط يؤكد أن المنشأة فعلا آيلة للسقوط واتخذ قرار من المهندسين المختصين بالإزالة لأنها تشكل خطرا علي التلاميذ والعاملين بالمدرسة, أما بالنسبة لتسلم المدرسة التي أنشأها المتبرع ليس هناك مشكلة لكنها مسألة إجراءات لابد من اتخاذها حتي يكون التسليم صحيحا, ويضمن الملكية وعدم استعادة المتبرع لها كما أن الشهادة الهندسية تضمن مدي صحة المبني وتحمله, وبعد نقل طلبة المدرسة الابتدائية, يتم اتخاذ إجراءات الإزالة والتعجيل في الإنشاء. ويوضح المهندس حمدان محمد بدير مدير عام الصيانة بالأبنية أن هذه المدرسة قديمة وكانت مبنية علي مراحل وأنشأتها المحليات وهي مثل القنبلة الموقوتة, والأبنية ليست صاحبة قرار الإزالة فهذا القراريتم اتخاذه عن طريق لجنة المنشآت الآيلة للسقوط وعضو من الإدارة الهندسية للمحافظة وعضو من الإدارة الهندسية بمجلس المدينة وعضو من الأبنية التعليمية واستشاري من كلية الهندسة. وعملية الإزالة وإعادة الإنشاء تستغرق نحو سنتين والبديل مدرسة الجهود الذاتية المتبرع بها وان كان البلد في حاجة لمدرسة أخري. لكن التساؤل الآن إلي متي تظل القرارات متأخرة وهناك العديد من الحالات المماثلة في المحافظات المختلفة مما يعد سببا لتشتت عشرات الآلاف من التلاميذ وتنقلهم لأماكن بعيدة لذا يجب أن تتم الإزالات في أوقات مناسبة ويجري البناء بسرعة ويتم الإنشاء بالمواصفات اللازمة, ويكون هناك هيئة رقابية مستقلة للإنشاء والتفتيش علي المدارس من ناحية المنشأة, حتي لو كانت بالتبرع. يوم الطالب..رحلة عذاب : تكدس ونقص وسائل تعليمية الشرقية إنجي البطريق انا مصري من حقي تعليم افضل..... فقير او غني... في الدلتا او في الصعيد... في عصر هادئ او ثائر... كل هذا لا يهم المهم هو ماذا وكيف واين اتعلم ؟... هذا هو الخاطر الوحيد الذي لم يفارقني منذ بداية جولتي وحتي نهايتها فقد كان هناك كم من التساؤلات يدور برأسي اهمها علي من يقع عاتق محو الامية المتعلمة او بمعني اكثر بساطة لماذا يخرج الطالب بعد المرحلة الاعدادية وربما الثانوية لا يجيد القراءة والكتابة علي الاقل او ربما لم يتعلم شيئا علي الاطلاق ؟ وكل ذنب هذا الطالب انه يقع بين انياب التعليم المجاني... بداية لم يكن صعبا الوصول الي مدرسة مصرية و تحديدا في محافظة الشرقية لنقضي فيها يوما نتعرف فيه علي يوم تعليمي في حياة الطالب... اخترت مدرسة علي طريق عمومي في مدينة بلبيس المشهد الأول الذي رأيته امامها هو تلك الاكوام من القمامة المتراكمة امام المدرسة والتي لابد ان يمر عليها الطالب متجها الي مدرسته و علمت من مديرة المدرسة بعد ذلك انها قامت بمحاولات عديدة مع مجلس المدينة للتخلص منها دون جدوي. اما المشهد الثاني هو طفلة صغيرة تبكي امام باب المدرسة ترفض الدخول ولا ادري هل السبب صغر سنها لانها من طلبة الصف الاول أم أن هناك ما لا يستهويها داخل المدرسة ؟ لن تحتاج وقتا لتسأل عن مدي محدودية ميزانية التعليم لانك تراها في كل شئ حولك بداية من المباني و الحجرات و الحمامات وكل شئ فان كانت تبدو نظيفة الا انها في النهاية متهالكة وتحتاج لميزانية خاصة لتحسين اوضاع البنية الاساسية بها. هذا ليس كل شئ فلم تمض دقائق معدودات حتي وصلنا مكتب مدير المدرسة لنجد لجنة من مديرية التربية والتعليم بالشرقية تقوم باداء عملها الرقابي للعملية التعليمية وعلمت ان بينهم مسؤول للقراءات وهو سمير سلامة و الذي اصطحبني الي احد الفصول التي اخترتها بشكل عشوائي من الفرقة الاولي وكان الصغار يتعلمون كتابة الحروف وأوضح لنا سمير سلامة ان القراءة هو امر مستحدث فعليا هذا العام وهو جزء من حصة اللغة العربية يمكن الطالب من القراءة بالتشكيل وكيفية تقسيم الكلمة, مؤكدا ان هذا البرنامج سيضمن خلال6 سنوات ان يكون كل من في المرحلة التعليمية الاساسية يجيد القراءة والكتابة باشكالها الصحيحة... لتأخذ راسي الاحلام بمصر جديدة بها تعليم حقيقي ان اكتملت تلك الخطة المتفائلة التي اكد عليها احد مسئوليها احمد رمضان مسئول المتابعة ليؤكد انه يتم استقطاع15 دقيقة من بداية كل حصة لغة عربية للقراءة وهذا يحدث في كافة مراحل التعليم الابتدائي هذا العام من الصف الاول للسادس|, وهنا يكمل محمد ايوب مدير الادارة التعليمية ببلبيس ان القراءة برنامج وقائي او بمثابة تطعيم ضد مرض الامية حيث يعتمد هذا المشروع اساسا علي صوت الحرف وكيف نكون اكثر من كلمة من نفس العدد من الحروف وهنا نتساءل عن الانشطة التي اكد لي كمال الشاذلي مدير التعليم الابتدائي بالمديرية انها متعددة داخل المدارس الا انه يوجد عجز في بعض تخصصاتها لذلك فبعضها لا يمارس وهي تختلف من مدرسة لاخري تبعا لتوفر اخصائي النشاط الخاص بها ومنها التكنولوجيا والمكتبات والاقتصاد المنزلي والمجال الصناعي, بالاضافة الي وجود مشرف خاص بكل حجرة مسؤول عن محتوياتها وهنا همس احد المعلمين مازحا بان هذا المشرف يخاف علي مقتنيات الغرفة من عبث الطلبة فلا يدخلهم اصلا وهنا ذهب فكري الي ان هذا قد يكون ما يحدث فعلا في معظم مدارسنا الحكومية خوفا ان يفسد طالب جهاز كمبيوتر وسألت نفسي كيف سيتعلم هذا الطالب( الغلبان) اذا لم يستعمل الاجهزة ليخطئ و يصيب الا يكفي ان التكدس في الفصول لا يعطيه فرصته الكاملة للتعليم والتعلم وهنا يدق جرس انتهاء الفسحة ويأتي طابورها لتري كم ما يتحمله معظم طلبة المدرسة الذين يبدو من هندامهم محدودية دخول من يعولوهم ولكنهم في النهاية مصريون من حقهم مستوي تعليم افضل داخل وطن ينتمون اليه. وذهبت الي مدرسة أخري وجدت فصولها مزدحمة لدرجة أن المعلمة تقف بالكاد, ولكنها تشرح رغم أن عدد الطلبة في الفصل يزيد علي60 طالبا... خرجت حينها من المدرسة وانا ابحث عن اسباب الحالة المتردية للتعليم في مصر خاصة اذا توافر عنصريا العملية التعليمية من طالب ومعلم كتربة خصبة مستعدة للتعليم والتعلم, ولكن لن نستطيع تجاهل هؤلاء الذين يتخذون من المدارس الحكومية نافذة لجمع اعداد الطلبة المستهدفين للدروس الخصوصية. هذا ما دفعني للذهاب الي إحدي مدارس التعليم الخاص في ذات الاقليم وتحديدا في مدينة العاشر من رمضان لاحاول استكشاف السر خلف تردي اوضاع التعليم المجاني لان بالتضاد تتضح الاشياء في بداية دخولي المدرسة ادهشني الاهتمام بالمظهر الخارجي ولكني تنبهت إلي أن التعليم اهميته في جوهر الخدمة المقدمة وحضرت طابور الفسحة الذي تصاحبه موسيقي خاصة تنعش الطالب ولا تدعو للبكاء كما حدث في المدرسة الحكومية الفصول مزودة بشاشات عرض وشرح وجهاز كمبيوتر لكل طالب وعدد الطلبة لا يتجاوز20 طالبا اما المكتبة فمفتوحة فعلا للقراءة ناهيك عن وجود انتخابات للطلبة بترشيحات ورموز انتخابية, اما الوسائل التعليمية علي اختلافها فحدث ولا حرج اما الطلبة فتقرا وتكتب الانجليزية مثل العربية تماما رغم انهم مازالوا في مراحل التعليم الاولي هذا ما جعلني اتساءل اليس من حق البسطاء ان يتلقون نفس الخدمة التعليمية ام ان مجانية التعليم اصبحت وهما واطلالا في رءوسنا فقط ليجيبني رأفت كامل مدير إحدي المدارس الخاصة بالعاشر من رمضان نافيا تماما وجود خدمة حقيقية تقدم مجانا فنحن في حاجة الي مدرسة بلا اسوار ليس بالمعني المادي للاسوار ولكن متصلة عضويا بالمجتمع و ما حولها من مؤسسات مرتبطة بحياة الناس وقواعد الانتاج و مواكبة كافة التطورات التكنولوجية الحديثة وكل ذلك لتحقيق جودة المنتج التعليمي من طالب مفكر ومبدع وليس مجرد آلة للحفظ وكل هذا لن توفره تلك الميزانية المحدودة جدا فعليا للتعليم. وزارة التربية والتعليم: 85% من ميزانية التعليم للأجور.. والمشاركة المجتمعية ضرورة فاطمة محمود مهدي التعليم كالماء والهواء هكذا قال عميد الأدب العربي طه حسين وهو حق كفله الدستور لكل مواطن.. تري ماذا اعدت وزارة التربية والتعليم من خطط وحلول لمواجهة مثل هذه الازمات ؟ المواجهة هنا ضرورية دون شك كي يكون لها حق الرد والتعقيب. بداية يشير محمد السروجي المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الي انه يوجد في مصر47 ألف مدرسة تمثل مراحل التعليم المختلفة وتضم18 مليون طالب منها42 ألف مدرسة مجانية..وان ميزانية وزارة التربية والتعليم في الموازنة العامة حوالي49 مليار جنيه و85% منها موجهة للرواتب والأجور فلدينا جيوش من العاملين هناك900ألف معلم وال15%الباقية لكافة البنود وهي غير كافية حتي موازنة تطوير التعليم صغيرة جدا وتكلفة تعليم الطالب في الميزانية العامة3000جنيه فقط!! وميزانية هيئة الأبنية التعليمية الخاصة ببناء المدارس والصيانات الشاملة والبسيطة والأحلال والتجديد لاتتعدي2.5 مليار جنيه!! وهذا المبلغ يستحيل معه حل مشكلة المناطق المحرومة في مدي زمني مناسب وينطبق هذا المسمي علي المناطق الخالية من المدارس والمناطق البعيدة عن المدارس مما يتطلب الانتقال إليها ركوب أكثر من وسيلة مواصلات وتكلفة مادية وجهد بدني وينطبق هذا التعريف علي2348منطقة تضم1932منطقة محرومة من التعليم الابتدائي و416منطقة محرومة من التعليم الاعدادي منتشرة في20 محافظة, ويأتي في المقدمة محافظة سوهاج حيث تضم347 منطقة محرومة ويليها محافظة قنا وبها299 منطقة وأقلها محافظة جنوب سيناءوتضم منطقتين. ويعد من أبرز الأثار السلبية لوجود المناطق المحرومة ظاهرة زيادة الكثافة الطلابية داخل الفصول مما يؤثر علي المستوي التحصيلي والتعليمي للطلاب وضعف مستوي الخريجين ومن سبل علاج هذه المشكلة إنشاء مدارس بهذه المناطق ولكن ذلك يتطلب ميزانية مالية لاتستطيع الوزارة تحملها حاليا في ظل الظروف الراهنة ولذلك فتنفيذهذه المدارس يتطلب مدة زمنية طويلة لايمكن تحديدها. ولكن هناك عدة بدائل يمكن تطبيقها بشكل متواز لتساهم بشكل فعال في حل المشكلة, البديل الأول فتح الطريق في اطار قانوني للقطاع الخاص تحت إشراف وزارة التربية و التعليم بما يضمن عدم استغلال أولياء الأمور وتحقيق مكسب قانوني مناسب للقطاع الخاص ويتطلب تعديلا تشريعيا والبديل الثاني مشاركة المجتمع المدني متمثلا في الكيانات والمؤسسات والجمعيات الأهلية وهناك مبادرات منها ماقدمته مؤسسة مصر الخير من بناء105 مدارس والبديل الثالث هو مساهمات القطاع الأهلي متمثل في رجال الأعمال ودعمهم سواء في بناء المدارس أو أعمال الصيانة وهناك فتوي شرعية تؤكد جواز بناء المدارس من أموال الزكاة.ويتم تطبيق هذه البدائل بشرط عدم المساس بمجانية التعليم والسيادة الوطنية. ويؤكد محمدالسروجي-أن الوزارة تتعامل مع المشاكل بصدق وبدون مزايدات وتنتهج سياسة التيسير والتبسيط الإداري وتنطلق من الواقع بمشاكله الكثيرة وفرصه الكثيرة أيضا وهي إشكالية مرتبطة بنمط الأدارة والقدرة علي التغيير والتطوير وتعد البدائل السابق ذكرها من هذا القبيل لكونها تفعيل لدور شركاء التنمية المجتمعية وهو ما يطبق في الدول المتقدمة وكان يطبق لدينا في الماضي-التعليم الأهلي- وهذه المشاركات سوف تمكنا من علاج مشكلة المناطق المحرومة خلال عامين وهو مالا يمكننا فعله بدونهم, وبذلك ترتفع طاقتهم الاستيعابية من مليون و300ألف طالب إلي2 مليون طالب أي بزيادة700 ألف طالب, وهذا النوع من التعليم للطالب القادر, ولكن بتكلفة مناسبة وفي ذات الوقت يوفر التحاق هذا العدد بالمدارس الجديدة الفرصة لتخفيف العبء عن كاهل المدارس الحكومية, وبالتالي القضاء علي كثافة الفصول.والوزارة قامت بإعداد حصرللمناطق المحرومة في المحافظات وعرضها كقاعدة بيانات لدراسات الجدوي للمهتمين بالأستثمار في مجال بناء المدارس لتعظيم الاستفادة للوزارة والمستثمرين. وفي نفس الإطار نوجه دعوة للمجتمع المدني أن يتحمل مسئوليته تجاه الوطن متمثلة في دوره تجاه غير القادرين بأنشاء مدارس لهم خاصة وان هناك عدد من الجمعيات الأهلية ذات رءوس أموال عالية وداخل وزارة التربية والتعليم هناك وحدة المجتمع المدني التي يشرف عليها مستشار الوزير وتقوم بمهمة التنسيق بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال والمصريين العاملين بالخارج وتقدم العروض وفقا لاحتياجاتنا وشروطنا ولقد تم تفعيل دور هذه الوحدة في الفترة الأخيرة باعتبار ان المجتمع المدني شريك لايمكن اغفاله. وهناك أفكار طموحة لا تزال تحت الدراسة لحل هذه المشكلة منها التنسيق مع إدارة المعاهد الأزهرية للاستفادة من بعض مبانيها الضخمة, وذات السعة الطلابية الضعيفة.وكذلك التوسع في المدارس المجتمعية ومدرسة الصف الواحد.