أدركت جيدا فضل التدبر فى معانى القرآن والتفكر فى مقاصده وأهدافه، فأصرت أن تكون الأولى من النساء اللائى قمن بتفسير كتاب الله تعالى?، إنها الداعية الإسلامية فوقية الشربيني، التى كرست حياتها لخدمة كتاب الله تعالى?، وحرصت على إلقاء دروس التفسير على طالبات العلم فى عدة مساجد مصرية، بل عكفت طيلة 7 سنوات كاملة على وضع أول تفسير للقرآن الكريم «تيسير التفسير»، الذى تقدمت به إلى مجمع البحوث الإسلامية فى الأزهر الشريف، وحصلت منه على موافقة بطبعه ونشره. وبهذا العمل الجاد استطاعت الشربينى أن تكسر احتكار الرجال طيلة ما يربو على 14 قرنا من الزمان لتفسير القرآن، لتسجل اسمها إلى جانب عظماء مفسرى القرآن الكريم، ولتصبح بجدارة أول سيدة يجيز لها الأزهر تفسير القرآن الكريم، رغم عدم دراستها لأقسام الفقه والتفسير، لكنها نجحت بجدارة فى تفسير كلام الله بشكل تميز بسهولة الألفاظ وسلاستها، وخلوه من الإسرائيليات الموجودة لدى ابن كثير والطبرى، التى أثارت لبساً بين القراء. * ما الدوافع الأساسية التى دفعتك إلى الإقدام على تفسير القرآن الكريم؟ ** لم أكن أفكر فى البداية القيام بذلك، ولكن البداية جاءت معى من خلال إقامتى لسنوات طويلة خارج مصر خاصة الكويت والسعودية، حيث مكثت فى الكويت أكثر من ستة وعشرين عاما، حيث كنت أحرص على حضور الكثير من مجالس العلم، وعكفت على دراسة وقراءة عدد كبير من تفاسير القرآن بداية من البيضاوى والطبرى والجلالين وابن كثير، وتتلمذت على يد الشيخ الشعراوى، وأخذت عنه علم التفسير، الذى استفدت منه كثيرا خلال بحثى فى التفسير القرآنى وغيرها من التفاسير، وعندما عدت إلى مصر منذ أعوام شعرت بأننى قد أصبح لدى من العلم ما يمكن أن أفىد به الناس، فبدأت فى تفسير القرآن الكريم فى دروس ألقيتها فى عدد من المساجد المصرية، ومنها مسجد نادى الصيد، لأجد اقبالا كبيرا من السيدات على حضور الجلسات. * هل كان التفسير نتاج جلسات العلم التى استضافتها المساجد وحرص على حضورها النساء من طالبى العلم الدينى؟ **?نعم قمت بتفسير القرآن أولا فى جلسات العلم، وأكرمنى الله بتكرار التفسير أكثر من 3 مرات قبل قيام بعض النساء من رواد دروسى فى تفسير القرآن بجمع هذه الدروس وعرضها على وتشجيعى على القيام بانجاز تفسير كامل للقرآن، وبالفعل تشجعت على القيام بفحص ما تم جمعه من دروس وتنقيحها وترتيبها، وذلك لتقديم تفسير سليم وبسيط وميسر للآيات القرآنية، فكنت أعكف لساعات طويلة للبحث فى تفسير بعض الآيات القرآنية، وأعمل على تدوين ما وصلت إليه فى عدد من المذكرات الصغيرة، وبالفعل أكرمنى الله تعالى بعد جهد دام 5 سنوات قمت بانجاز «تيسير التفسير» فى نحو 2500 صفحة مقسمة إلى 4 مجلدات. * كيف حصلت على إجازة الأزهر لهذا التفسير؟ ** تقدمت للمرة الأولى بنسخة من التفسير إلى مجمع البحوث الإسلامية للحصول على إجازة منه، وبعد انتظار دام لشهور طويلة لم يأتينى رد من المجمع، لذلك ذهبت والتقيت المسئولين عن الإجازة، وطلبت منهم مراجعة التفسير واقتنعوا تماما، لأصبح أول سيدة تحصل على تلك الإجازة، التى تسمح بطبع التفسير ونشره وتوزيعه والاستناد إليه كأحد مصادر تفسير القرآن الكريم، وهذا وسام على صدرى، وأن عملية الفحص التى قمت بها استمرت أكثر من ثلاثة أعوام، نظرا إلى ضخامة التفسير الذى يتكون من أربعة مجلدات، أولها يبدأ من سورة «الفاتحة» وحتى «التوبة» وثانيها يبدأ من «يونس» وحتى «الحج»، وثالثها يبدأ من «المؤمنون» وحتى «الزُّخرُف» ورابعها يبدأ من «الدخان وحتى «الناس». * وبعد انجاز هذا العمل الضخم، الذى أكثر مايميزه أن طريقته تبسيطية راقية قادرة على الوصول إلى المسلم العامى دون أن يؤثر ذلك على رصانته وحصافته من الناحية اللغوية وموسوعيته وثرائه من الناحية العلمية .. كيف ترى هذا الانجاز؟ ** دافعى لانجاز هذا العمل الجاد، كما ذكرت فى مقدمة تفسيرى، أن تدبر آيات الله لمعرفة المراد واضحا سهلا هو الهدف من التفسير حتى يأتى العمل صحيحا ومستمرا بدافع ذاتى عن يقين ووعى يؤدى إلى الخشوع والحب لله، وأنه بالعلم والفهم نرتقى للتقوى كما كان حال صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإن عدم فهم ما يقرأ من كتاب الله يضيع الفائدة، ويتحول القارئ والمستمع للطرب باللحن والجرس، وترتفع أصوات بلا وقار، ولا تهزها آيات الوعيد، ولا تبهرها آيات القدرة والإعجاز، ولا تفقه آيات الأحكام فتميل بأصحابها عن الجادة. * برأيك ما فضل تدبر آيات القرآن الكريم؟ ** المتدبر للآيات يتذوق لكل سورة ولكل آية وكلمة بل ولكل حرف لون من العطاء تسجد له القلوب خشوعا للجليل سبحانه وتعالى، ويصح إيمانها فتأتيها المعونة من الهادى فتقوى وتعز، وإن من عظمة هذا الكتاب الكريم تجدد عطائه لكل الأجيال إلى يوم الدين مهما ارتقت العلوم والحضارات، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا القرآن لا تنتهى عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد»، فكتاب الله أغلى الكنوز ومفتاحه الفهم فلنتدبره لننتفع بما فىه من خير يرفعنا إلى رضوان الله وهذا هو قصد التفسير. * كيف ساهمت دراساتك الأكاديمية فى الخروج بهذا العمل الجاد إلى النور؟ ** أنا خريجة قسم اللغة العربية، وهذا ما مكننى من فهم أبجديات كتاب الله تعالى الذى أنزل على النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، بلسان عربى مبين، فضلا عن ذلك حرصت على دراسة علم تفسير القرآن الكريم، وقرأت العديد من التفاسير، وكنت دوما أحرص على تحرى الدقة فى كل حرف وكلمة اكتابها لبيان وتفسير كتاب الله. *?تضم بعض التفاسير القرآنية، وفقا لعلماء التفسير، مغالطات أو ما يطلق عليه الإسرائيليات كما فى تفسير الطبرى، فهل كان الأمر نصب عينيك عند انجاز تفسيرك للقرآن؟ ** ليس الطبرى فحسب، ولكن تفسير بن كثير كذلك حوى بعضا من الإسرائيليات، ولكننى عملت على الابتعاد عن تلك التفسيرات تماما، التى خلقت نوعا من اللبس والتشكيك لدى الناس، واستندت فى هذا الأمر إلى تفاسير أخرى، وإلى عدد من أساتذة التفسير الكبار. *?بعد هذه الرحلة الطويلة مع كتاب الله، كيف ترى قضية الإعجاز العلمى فى القرآن؟ **?القرآن يضم 6236 آية وسدس آيات القرآن تحمل إعجازا علميا، ولا يمكن أن نستخدم آيات القرآن فى تفسير الظواهر العلمية إلا فى حالة الحقائق، فما تتأكد من أنه حقيقة كثيرا ما لو بحثنا عنه لوجدناه فى آيات الله. *? أكثر ما يميز تفسيرك من وجهة نظر البعض أنه تفسير قامت به امرأة، فهل حقا يمكن أن تتباين التفاسير بحسب جنس المفسر؟ **? بلا شك، لا يختلف تفسير الرجل عن تفسير المرآة للقرآن الكريم، فعلم التفسير له قواعد، ولكن الذى يختلف هو الأسلوب وطريقة العرض والتبسيط للقراء، فلا يمكن أن تفسر المرأة مثلا الآيات الخاصة بتعدد الزوجات بما يخدم مصلحة المرأة، بل إن فكرة التعدد لا يمكن الطعن فىها لأنها نص قرآنى، وأحيانا تكون لمصلحة المجتمع فى حالة الحروب أو مرض الزوجة الشديد، الذى يضطر الزوج تحصينا له وصيانة للمرأة الأولى وتشرد أبنائها عند حدوث الطلاق، ولكن قرار التعدد هو فى يد الزوج، لذلك خاطبه الله واشترط عليه العدالة حين يقوم بالتعدد، وفى حالة عدم تحقيقه العدالة فحسابه على الله. *? وماذا عن قضية شهادة المرأة، التى يثار دوما حولها جدل؟ **?شهادة المرأة قد تفوق شهادة الرجل أحيانا مثل شهادتها مثلا فى قضايا الحمل مثلا، حيث تؤخذ شهادتها ولا يؤخذ بشهادة الرجل، وهناك آيات عديدة تتحدث عن موضوع شهادة الرجل والمرأة فى مواقف مختلفة، ولكل منها حكم كالميراث، فالمرأة ترث فى حالات كثيرة أكثر من الرجل وليس نصفه. * كيف تردين على دعوات بعض الجمعيات الحقوقية الخاصة بترسيخ المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة؟ ** هذه الدعوات فى نظر الإسلام أفكار مبتورة هزيلة لا تستطيع أن تقيم العدل والرفاهية فى المجتمع، ولا تؤدى إلى إسعاد المرأة، ولا بد أن يكون هناك نوع من التفرقة فى الأدوار، لأن هناك فروقات واختلافات بين الجنسين سواء فى البنية أو الوظيفة، وأنه لو كان الجنسان متشابهان ومتماثلان تماما لا نعدمت الحياة، لأن هذه المساواة تتصادم وحقائق كونية وشرعية فى آن واحد، فالله لم يخلق زوجا واحدا، بل زوجين ذكرا وانثى، لقوله تعالى: «ومن كل شىء خلقنا زوجين»، ومن ثم فإن دعوات وحدة الجنس أو تعدده بأكثر من اثنين كما يحمل مفهوم النوع الاجتماعى هى دعوات مصادمة لنواميس الفطرة والخلق وطبائع الاجتماع، وليست كل تفرقة ظلما. * وكيف لا تكون التفرقة ظلما؟ **?كثيرا ما يكون العدل فى التفرقة بين المختلفىن، وأن الظلم، كل الظلم، فى المساواة بين المختلفىن، والتفرقة بين المتماثلين، فالمساواة ليست بعدل إذا قضت بمساواة الناس فى الحقوق على تفاوت الرجال والنساء فى جميع الاعتبارات مع التفاوت فى الخصائص، التى تناط بها الحقوق والواجبات، وفى كل الحالات فان العدالة والمساواة ليستا هدفىن فى ذاتهما، ولكنهما وسيلتان لتحقيق التكامل والتكافل والتعاون وبناء المجتمع وأعمار الأرض. * الحث على طلب العلم يراها كثيرون أنها دعوة موجهة إلى الرجل فقط، فكيف ترى هذه المزاعم التى يعليها البعض؟ ** هذا الكلام غير صحيح، لأن العلماء أجمعوا أن حديث «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، يشمل المسلمات باتفاق علماء الإسلام، وذلك على الرغم من عدم ورود لفظ (ومسلمة)، وكان صلى الله وعليه وسلم يهتم بتعليم النساء ما يحتجن إليه، فكان يخصهن ببعض مجالسه ومواعظه، وأن الإمام البخارى روى فى كتاب «العلم» عن ابى سعيد الخدرى، رضى الله عنه، قال: «قالت النساء للنبى صلى الله وعليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فىه تعلمنا مما علمك الله، قال: فاجتمعن يوم كذا وكذا فأتاهن رسول الله، صلى الله وعليه وسلم، فعلمهن مما علمه الله)، وبلغ من عناية النبى الكريم، صلى الله وعليه وسلم، بتعليم النساء وتربيتهن أنه قال: «أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم اعتقها وتزوجها فله اجران»، وأن كل مطلع على التاريخ يعلم أن التاريخ الإسلامى ملىء بالنساء المسلمات اللواتى جمعن بين الإسلام أدبا واحتشاما وسترا وعلما وثقافة، وذلك بدءا من عصر الصحابة، فما دون ذلك إلى عصرنا الذى نعيش فىه. * لكن المرأة المسلمة متهمة بأنها خاملة وعزوفة عن طلب العلم، وأن التجربة أثبتت أنها لا تجيد غير القيام بالمهام المنزلية. ** هذا الكلام غير صحيح، فالمرأة المسلمة على خلاف ما يزعم البعض، وأنها لم تكن أبدا خاملة عزوفة عن تحصيل العلم، إنما قراءة التاريخ تدلل على أن المرأة كانت شريكة للرجل فى اقتباس العلم بهداية الإسلام، وكانت منهن راويات الأحاديث النبوية والآثار، يرويه عنهن الرجال، والأديبات والشاعرات والمصنفات فى العلوم والفنون المختلفة، وكن يعلمن جواريهن وقيانيهن كما يعلمن بناتهن، لكن الملاحظ ان اشتغال المرأة بالعلوم التجريبية فىما مضى كان فى حكم العدم، حيث لم يرد بالمراجع والتراجم والآثار كثيرا أو قليل عن المشتغلات بهذه العلوم، وكل ما هنالك محاولات للاشتغال بالطب تنحصر فى مزاولة الكحالة، على أن محترفات هذه الصنعة قليلات جدا، لا يتجاوزن عدد أصابع اليدين، فلم يكن هناك منفذ للرغبة فى التعليم إلا فى العلوم الشرعية، وبالتالى فإن إحجام المرأة المثقفة المقتدرة علميا وعقليا ومعرفىا عن الإقدام على فرض نفسها واحتلال مكانتها فى المجتمع أو حجبها عن المشاركة فىه بفاعلية هو موقع طعن فى أداء رسالتها وإجحاف بالغ لحقها المشروع، الذى كفله الإسلام، ولم ينعها أياه بحال من الأحوال. * برأيك لماذا هذا العزوف النسائى عن العلوم التجريبية؟ ** هذا العزوف النسائى عن ارتياد مجالات العلوم التجريبية برأيى يرجع إلى طبيعة العلوم التجريبية نفسها، حيث لم يتبلور الكثير منها إلا فى العصور الحديثة، وكانت فىما مضى إما تنطوى تحت لواء علوم أخرى أو لا تظهر على الاطلاق لعدم وجود فائدة ترجى منها فى حينها، ولم يكن من المتصور ولا من المعقول أن تضيع العالمات المسلمات وقتهن فىما لا طائل منه، والآن يعود هذا العزوف إلى الجهد الذى يبذله طالب العلم التجريبي، والذى منه الحاجة إلى السفر والترحال، لتلقى العلم على يد أساتذته وشيوخه. * يضع البعض الإسلام فى قفص الاتهام بدعوى ظلمه للمرأة فىما يخص الحقوق الاجتماعية، كيف ترى سقف الحرية، التى يريد الغرب أن يطبقها على المرأة المسلمة فى مجتمعنا؟ ** الدعاوى الغربية دائما تريد أن تطلق نماذجها وأنماطها الاجتماعية، التى يظن أنها الأمثل للمرأة فى كل مكان على المرأة العربية، فى حين أن هناك العديد من المطالبات قد لا تتوافق مع ثقافتنا الإسلامية، وأن هناك أيضا مطالبات إيجابية، وذلك على الرغم من أن الإسلام منح المرأة الحق فى الحصول على إرثها وتقلدها جميع المناصب القيادية، ولكن الغرب يتهمون الإسلام بتهميش المرأة، ويعتمدون فى تبرير هذه الاتهامات على تفسيرات وتأويلات متشددة لبعض النصوص الإسلامية، بل وتطبيقات هذه التأويلات، التى سادت فترات ضعف الأمة الإسلامية، وحرمت فىها المرأة من حقوق كثيرة سادت لأزمان طويلة، وكأنها من أصول الدين الإسلامى، وبالتالى فإن المسلمين هم السبب فى ترك الغربيين يهاجموننا من باب المرأة، لأننا أعطيناهم الفرصة، فمازلنا مختلفىن حول تولى المرأة للحكم والقضاء والإمامة والدعوة والاجتهاد والتفسير القرآنى، وكأننا نمنحها فقط حرية مشروطة، وكأنها أشياء شرفىة فقط، ولكن إذا طبقنا تعاليم الإسلام الصحيحة، التى أمرنا بها القرآن والسنة النبوية لاصبحنا أكثر تقدما من الغرب ذاته، ونحن ضد الحرية غير المسئولة للمرأة. * كيف ترين واقع المرأة المسلمة المعاصرة اليوم؟ ** حقيقة واقع المرأة المسلمة اليوم يحتاج إلى إعادة تصحيح من حيث كيفىة الحقوق والواجبات، وكيف تطبق حدود الله كما يشترك فى ذلك الوالدين، وعليها عدم تلبية الدعاوى الغربية، التى تريد إخراجها من بيتها، فالبيت رسالة أسمى، وتعليم الأجيال غاية الأهداف يطالبها بها الله. * وماذا عن الحقوق التى أقرها الإسلام بنصوص واضحة للمرأة؟ ** أعطى الإسلام للمرأة حقوقا كثيرة حرمت منها طويلا فقد كرمها الإسلام أيما تكريم فى قوله تعالى: «هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها»، وقال الله تعالى: «ولهن مثل الذى عليهن»، فالمرأة والرجل فى الإسلام سواء فى المسئولية والخلق والميراث والشهادة، وأن المرأة خلقت من آدم وآدم من تراب وهما شركاء فى إعمار الأرض قال الله تعالى: «وبث منهما رجالا كثيرا ونساء»، وأن للمرأة شهادة مثل الرجل تماما فى بعض المواضع ومنها شهادتها فى الحيض والنفاس. علاوة على أن الإسلام أعطى للمرأة حق التفريق إن تعذرت العشرة، وفى المقابل حث الإسلام الرجل على الصبر على المرأة قال الله تعالى: «فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فىه خيرا كثيرا»، وقال تعالى: «لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»، فالأمر متروك لله يدبره كيف يشاء، فهو يعلم السر وأخفى، وجعل الإسلام المرأة، أيضا، شريكة للرجل فى المسئولية قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».