مازال جمال البنا يواصل إطلاق قذائفه الثقيلة وآرائه الصادمة التي تثير ضجيجًا وتفتح عليه أبواب النقد من مخالفيه في الرأي والذين غالبًا يكونون من الفقهاء وعلماء الدين. «صوت الأمة» أجرت مواجهة ساخنة بين البنا والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق.. الذي رد علي جميع ما يطلقه البنا من آراء.. مؤكدًا أنه ليس مفتيًا وغير متخصص ولا يملك أدوات الفتوي والاجتهادات وطالبه في النهاية بالعودة إلي الدين والحفاظ علي آخرته وعدم استبدالهما بالدنيا. أجري المواجهة: أحمد عبدالعزيز د.نصر فريد واصل مفتي مصر السابق يرد: أقول ل«البنا»: عد إلي دينك وحافظ علي آخرتك ولاتستبدل بها دنياك - أطالب بمحاكمة «البنا» علي آرائه التي تثير البلبلة - البنا غير متخصص ولا يملك أدوات الفتوي والاجتهاد بماذا تعلقون علي الآراء والفتاوي الغريبة التي تخرج من غير ذوي الاختصاص مثل جمال البنا وغيره؟ - هذا الرجل لاعلاقة له بالفتوي من قريب أو من بعيد لانه ببساطة لم يتعلم قواعد الفقه وأصوله، وأنا أتساءل هنا عن تاريخه الفقهي والشرعي، إنه كالمهندس الذي يفتي في الطب، فهو ليس مؤهلا، لايعرف الفرق بين الناسخ والمنسوخ وليس لدية فكرة عن التعارضات والترجيحات في الفقه الإسلامي. ولكن الرجل في حواراته الصحفية يقول إنه لايفتي ولكنه يجتهد ويحاول إعمال عقله؟ - نعم هو حاول الاجتهاد ولكنه اجتهاد فاسد وأمثاله ينزلقون إلي ما انزلقوا اليه بحثا عن المال والشهرة.. ولكن لايجوز أن يكون بهذه الطريقة.. فهذه الصورة ولاشك تسيء إلي ديننا الحنيف من خلال مخالفة ماهو معلوم من الدين بالضرورة وبالفتاوي المضللة. بماذا ترد علي القرآنيين وجمال البنا في مناداتهم بعدم استقلال السنة بالتشريع وربطها بالقرآن فما وافقه في الظاهر يؤخذ به وماخالف في ظاهره يترك ويرفض؟ - السنة القولية تستقل بالتشريع بنص القرآن الكريم في قوله تعالي «وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا» فالإتيان هنا يكون بالقول أو بالعمل واللفظ عام وليس مقيدا، وأيضا في قوله تعالي «فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما» والقضاء يكون بالقول لا بالعمل، وهذا انتقاء منهم حسب الهوي أو سبب جهلهم كما قلت سابقا. ولايحدث تعارض بين القرآن والسنة إلا في حالات خاصة إذا حدث فينظر في الحديث هل هو ثابت ومتواتر أم أنه من أحاديث الآحاد فإذا كان من أحاديث الآحاد يرفض لانه ظني الثبوت والقرآن يقيني الثبوت، وإذا كان الحديث متواترا فينظر أيهما ورد بعد الآخر وهل هناك نسخ أو تعديل في الحكم كالتخفيف أو تدريج في المسألة موضوع البحث إلي غير ذلك من ضوابط التعارض والترجيح. بماذا تردون علي قوله بعدم فرضية الحجاب لأن الآية التي يستدل بها علي الخمار تأمر بتعطية فتحة الصدر فقط ولم تأمر بتغطية العنق ولا الرقبة؟ - الآية تأمر بتغطية فتحة الصدر بارتداء الجلباب من فوق الرأس فيغطي الوجه أو يكشف الوجه علي خلاف بين الفقهاء، ويلف الثوب من حول الرأس ليغطي الصدر وهكذا فهمه الصحابة ورأي النبي «صلي الله عليه وسلم» ذلك وأمر به وأقره كما أن حديث «إذا بلغت المرأة الحلم لايصلح أن يبين منها إلا الوجه والكفين» في حديث عائشة المشهور وغيره من الأحاديث الصحيحة السند وتوارث هذا الزي الصحابيات والتابعيات، وأقروا جميعا بأن هذا هو المأمور به في الآيات. ماذا عن دعوته لإلغاء علم أصول الفقه والاكتفاء بالقرآن وما وافقه من السنة والاجتهاد وهو إعمال العقل علي حد تعريفه واعتبار الاجماع هو السنة العملية للصحابة وإلغاء ماعدا ذلك من قياس وجلب مصالح ودرء المفاسد وشرع من قبلنا؟ -الاجتهاد أو إعمال العقل هو الذي يتفرع إلي درء المفاسد وجلب المصالح، والمصالح المرسلة وغيره، وعلماء الأصول فرعوها لتمييزها ويسهل تعليمها، وهذه أمور يعلمها المتخصص وهم الجاهلون لا يعلمونها لقلة علمهم. ماردكم علي فتواه بأن التقبيل بين الشباب من اللمم الذي تكفره الحسنات؟ - هذا يشجع الشباب علي الفجور وعلي الزني لانه يسهل الامر عليهم ويهون من أمره ويبسطه لهم بينما هناك حديث صحيح أن كل عضو من الجسم يزني فزنا العين النظر وزنا اليد اللمس والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه، وكان الأولي به أن يحذرهم ويخوفهم، كما أن الإصرار أو المجاهرة بالصغائر يجعلها ويحولها إلي كبائر، وفتواه هذه تقال للفرد إذا ارتكب الفعل وأراد التوبة والرجوع إلي الله وندم علي معصيته، فيقال له لاتيأس ولا تقنط من رحمة الله وأكثر من فعل الطاعات والحسنات حتي يغفر الله لك، ولكن قوله بهذا الشكل يفتح الباب للفجور وللمعاصي. ماذا عن إمامة المرأة في الصلاة؟ - الإمامة في الصلاة إمامة دينية، وهذا أمر شرعي يتوقف فيه علي ماورد وماجاء علي لسان النبي «صلي الله عليه وسلم» وماأمر به أو فعله أو أقره فقط، ولانزيد عليه أو ننقص منه أو نعدله، وهذا غير صحيح وغير جائز لسبب بسيط، أنه لايوجد نص شرعي في إمامة المرأة للرجل سواء في القرآن أو السنة أو الإجماع، ولاتوجد واقعة واحدة في تاريخ الإسلام يقاس عليها، وبالتالي ليس هناك دليل واحد علي ما ساقه البنا في هذا الجانب، ولم يحدث في عهد النبي «صلي الله عليه وسلم» أن حدث مثل هذا بل أمر النبي «صلي الله عليه وسلم» بأن تكون صفوف النساء خلف صفوف الرجال، فإذا كان لايسمح لها شرعا بأن تتساوي في الصفوف مع الرجال فهل يجوز أن تتقدم عليهم؟ وكان من النساء الصحابيات حافظات للقرآن ولم يرد أنهن أممن المصلين بل كن يأتممن بمن هو أحفظ منهن وأيضا الحديث الصحيح الذي جاء فيه أن عبدا لعائشة يسمي «ذكوان» كان يصلي بها وهو يقرأ من المصحف في صلاة قيام الليل وهي أحفظ منه وكانت تصلي خلفه. البنا يقول إن فكر المجتمع في ذلك الوقت كان لايستوعب أن تؤمهم امرأة فإذا استوعب المجتمع ذلك فإنه يجوز.. فماردكم؟ - كما قلت سابقا إن ذلك أمر شرعي يجب فيه التوقف عند ما ورد به الشرع وعدم الزيادة عليه أو النقصان منه، والقاعدة الفقهية الشهيرة والمعروفة تقول «لا اجتهاد مع النص». بماذا تردون علي طلبه بأن تستأذن الزوجة عند تعدد الزوجات وعند الطلاق؟ - استئذان الزوج لزوجته عندما يريد أن يتزوج بأخري أمر جائز وليس واجبا وليس فرضا وجوازه حفظا لما بينهما من العشرة لكن موافقتها أو رفضها لايبطل عقد زواجه بالثانية وليس شرطا في صحة العقد ولكن يجب عليه أن يتوافر فيه شرطان هما الاستطاعة والعدل، وأخذ رأي الزوجة الأولي كما قلت أمر جائز وليس شرطا في صحة عقد زواج الثانية ولا يبطله، فإذا تضررت الزوجة الأولي ووقع عليها ظلم أو أساء معاشرتها فلها أن تطلب الطلاق من المحكمة وللقاضي أن يحكم بالطلاق يقع لوقوع الضرر. وإذا لم يقع عليها الضرر؟ - لايحكم لها بالطلاق لأن التعدد في حد ذاته ليس مبررا أو سببا لحكم القاضي بالطلاق. وماذا عن أخذ رأي الزوجة عند إرادة الزوج الطلاق؟ - هذا أمر لم يرد به الشرع وقوله مخالف لحكم الله وكما تقول القاعدة الفقهية «الطلاق لمن أخذ بالساق» أي من عاشر الزوجة فهو من حقه فقط أن يطلق أو يستمر في المعاشرة الزوجية لامرأته، والدليل علي ذلك قول النبي «صلي الله عليه وسلم» «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد الزواج والطلاق والعتاق»، أما الحديث يدلل علي أن الطلاق من حق الزوج وحده في حالة الجد والهزل ولو كان لايقع إلا بالاستئذان لما حدد الشرع وجعل الهزل في هذا الأمر له حكم الجد. ماذا عن رأيه بأن تعادل شهادة المرأة شهادة الرجل؟ - اجتهاد يخالف نصا صريحا بقوله :«فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان» وهناك فرق بين الشهادة والقرينة القضائية ففي الأخيرة ممكن أن تعادل شهادتها شهادته لكن ليست في مسائل إثبات البينة. بماذا تطالب جمال البنا؟ - أطالبه بالعودة إلي صحيح الدين وأقول له «عد إلي دينك وعقيدتك وحافظ علي آخرتك ولا تستبدل بها دنياك». وماذا يكون حكمه إذا أصر علي مواقفه؟ وما رأي فضيلتك في أن أصواتا خرجت تنادي بمحاكمته؟ - أنا أضم صوتي لصوت هؤلاء وأطالب بضرورة رفع عدد من الدعاوي القضائية ضده أمام القضاء إذا أصر علي موقفه لينال العقوبة المناسبة من خلال القضاء ومن خلال محاكمة عادلة يمكن خلالها تشكيل لجنة علمية لمحاكمة فكره والرد علي فتواه ويرفع ماتوصلت اليه اللجنة إلي القضاء ليقول كلمته. وماذا عن نظرة الشرع له أو حكمه عليه؟ هل هو مرتد أو خارج عن الملة أو مجتهد؟ ليس بمرتد أو خارج عن الملة ولكنه اجتهد اجتهادا فاسدا فضل وأضل. *********** جمال البنا يواصل إطلاق قذائفه: لا أعترف بأسباب نزول القرآن وأفهمه بالفطرة واللغة! - الإمامة في الصلاة مرتبطة بالأكثر علما بالقرآن وليست ب«الجنس» - أرفض أن يتحول الحجاب إلي معركة العصر.. والإسلام أمر ب«الاحتشام» قولك بعدم شرعية الحجاب للمرأة او علي الاقل عدم الزامها به. -الذي اراه يجب عدم التمسك أو التناحر في الأمور الخلافية مثلا الحجاب أو اعتباره معركة العصر. «وَلْيضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيوبِهِنَّ».. ماذا تقول في الآية؟ -الجيوب هي الصدور، إذاَ تغطي الصدور أما الشعر فلا يغطي، وكل الآيات عامة وليس فيها تفاصيل. معني ذلك أن الإسلام لا يحرم أن تلبس النساء ثياباً قصيرة، أو أن يكون الكتف عارية أو الصدر عارياً. لا، فالإسلام يأمر بالاحتشام، وكل الأديان تأمر بالاحتشام. ألا يعد لبس النساء الصحابيات وتناقل صفة هذا الزي سنة عملية، وتقاس بالسنن العملية الأخري مثل هيئات الصلاة وغيرها التي تقرونها وتأخذون بها؟ - لا السنن الفعلية مثل الصلاة وأداء مناسك الحج، أما الزي فأمر مختلف فيه. كيف ذلك والصحابيات لبسهن وزيهن أقره النبي صلي الله عليه وسلم وتناقلته الأجيال حتي وصل إلي عصرنا هذا؟ - التحريم أمر صعب ولا يثبت إلا بنص ثابت والقضية في السنة هي الثبوت لأن القرآن ثابت الصلة بالنبي صلي الله عليه وسلم، أما السنة فثبوتها موضع شك، والقرآن حرم كشف الصدر، ولكن ليس معني هذا أن تمشي المرأة عارية، لا فالإسلام يأمر بالحشمة، وكل الأديان تأمر بالحشمة، والمرأة المسلمة التي تعيش في أوروبا وتري أن تعرية الشعر حرام فعليها أن ترتدي قبعة «برنيطة» أو شيئاً مثلها لأنها بارتدائها الحجاب تتحدي العالم الذي تعيش فيه، لأنها طالما جاءت إلي هذه البلاد فعليها أن تتعايش معها. ولماذا لا تتقبل هذه المجتمعات الحجاب من باب الحرية الشخصية؟ - وإذا لم يتقبلوه فلنتغير ولنتكيف نحن. لكم بعض الآراء خالفت فيها اجماع العلماء مثل التدخين في نهار رمضان؟ - السجائر والدخان يقاسان بالهواء وبالدخان الناتج عن المحروقات ولا يوجد نص يحرمهما لا من القرآن ولا من السنة. هل أبحت التقبيل بين الشباب؟ -لا لم أبح التقبيل، والأمر خضع للتحريف، لأننا كنا نناقش الانفلات بين الشباب لعدم اتباع أمر النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي قال فيه «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وأيضاً لقوله تعالي «اِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» وكان نتيجة ذلك أن تأخرت سن الزواج ووصلت الي 35 سنة مما أدي الي انفلات الشباب، فانتشر التقبيل كمظهر من مظاهر الانفلات بين الفتيان والفتيات، فسئلت عن هذا الأمر فقلت انه محرم لكنه من صغائر الذنوب وقلت ان هذا التقبيل هو أقل شيء وانه من اللمم الذي يغفره الله لقوله تعالي «الَّذِينَ يجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ اِلا اللَّمَمَ اِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ»، وأيضاً قوله تعالي «اِنَّ الْحَسَنَاتِ يذْهِبْنَ السَّيئَاتِ»، ولكن هذا الانفلات سببه المبالغة في شروط الزواج والمغالاة في المهور. لماذا تنكر أسباب النزول؟ ولماذا لاتستخدم حتي في الاستئناس علي أقل تقدير وليس الاستدلال؟ - لأن معظم أسباب النزول هزيلة، ومثال ذلك أنه قد ورد في سبب نزول قوله تعالي «وَاِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا فَاِنْ بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَي الأُخْرَي فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّي تَفِيءَ اِلَي أَمْرِ اللَّهِ فَاِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا اِنَّ اللَّهَ يحِبُّ الْمُقْسِطِينَ....»، أن عبدالله بن أبي كان جالساً ومر النبي صلي الله عليه وسلم وهو يركب حماراً فبال الحمار فأمسك عبدالله ابن أبي أنفه اشمئزازاً من رائحة بول الحمار وقال يا محمد آذيتنا ببول حمارك فقال له أحد الصحابة «لبول حماره أفضل من رائحتك أو من رائحة مسكك» فاقتتلوا، وهنا نري أن الآية العظيمة التي تعد دستوراً في قواعد العلاقات بين المسلمين جعلتها الرواية نزلت في بول حمار، كما أن المستدلين بأسباب النزول يقولون: ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إذًا فلا داعي لأسباب النزول. ألا تفيد في زيادة الفهم وتوضيح غوامض المعاني؟ - بالعكس تلقي ظلالاً غير سوية علي الفهم، وهي تفيد الخصوص ونحن نريد العموم،وبعضها يكون مثيراً للسخرية ومخالفًا للأصول. تقصد أصول الفقه؟ - لا، الأصول بمعني الأصول. هل تنكر علم أصول الفقه؟ -لا أنا أؤمن بما فيه من الأصلين العظيمين « القرآن وما وافقه من السنة» لكن القرآن من غير التفاسير، فأنا لا أتعبد بالتفاسير 7لكن أتعبد بالقرآن. وغير ذلك من مصادر التشريع مثل الاجماع والقياس والاستحسان الي آخرها؟ - لا هما الاصلان « القرآن والسنة» والاجتهاد وأسميه «اعمال العقل» فقط لأن الاجماع غير موجود كما قال أحمد ابن حنبل: «من قال ان هناك اجماعاً فقد كذب». ألا يحل الجمهور محل الاجماع؟ -هذا كلام يقال والجمهور يعني أغلبية وليس اجماعاً، ويلي الاجماع عند الأصوليين «القياس» ولماذا لانسميه اجتهاداً كما قال معاذ «أجتهد برأيي ولا آلو»، أو الأفضل قل العقل وهو منصوص عليه في القرآن «أفلا يعقلون، أفلا يتدبرون، لآياتٍ لأولي الألباب» تعيب علي التفاسير وتطالب بعدم الأخذ بما جاء فيها.. فكيف يفهم المسلمون القرآن وكيف يفهمون أحكامه؟ -بالفطرة واللغة. أليس من الأولي أن تدعو الي تفسير جديد يواكب روح العصر؟ -هذا أمر مرفوض لأن الفهم الحديث سيصبح بعد فترة قديماً. ماذا تقصد بهذا القول؟ - يعني المسلم لا يلزمه أن يعرف القرآن كله، وعمر بن الخطاب عندما قرأ «وفاكهة وأباً» سأل نفسه عن معني «أباً» ثم أجاب نفسه قائلاً: ان هذا لهو التكلف ياعمر. وكيف تعرف الأمة تفسير القرآن وتفهمه دون تفاسير؟ - يعرفونه بالانطباع وباللغة. وماذا عن امامة المرأة؟ - أنا لي آراء عن المرأة قد لايقبلها البعض، فأنا أبيح أن تؤم المرأة الأكثر علماً بالقرآن الرجل الأقل منها علماً في الصلاة، لأن المعيار الذي وضعه النبي صلي الله عليه وسلم هو الأكثر علماً بالقرآن، والنبي جعل صبياً يؤم من هم أكبر منه لأنه أعلم منهم بالقرآن، وجعل عبداً، مولي أبوحذيفة يؤم جماعة من كبار الصحابة، لأنه أعلم منهم بالقرآن. لماذا الاصرار علي هذا الرأي رغم معارضته القرآن والسنة العملية التي تأخذون بها وهي أن هيئة صفوف المصلين في صلاة الجماعة يكون الامام في المقدمة ثم يليه صفوف الرجال ثم النساء كما أنه ورد حديث أن زكوان «عبد أو مولي لعائشة» أمّها في صلاة قيام الليل وهو يقرأ من المصحف وكانت هي مأمومة وهي أحفظ منه، وكان العبد غير الحافظ اماماً. -وربما يكون العقل في هذا العصر لا يستوعب أن تؤم امرأة رجالاً، أما اذا استوعبت العقول وتطور العصر فيجوز. ماذا تعنون بالفكر الاسلامي وما رؤيتكم في تجديده؟ -الفكر الاسلامي فكر سلفي بمعني أنه يؤمن بالمذاهب الأربعة، وبتفسير القرآن كما فسره القدماء ويأخذ الفقه من المذاهب الأربعة، ويؤمن بتصنيف الأحاديث كما وضعها أحمد بن حنبل، ولو سألت أحدهم عن أي قضية لقال لك الامام مالك قال كذا، والأمام الشافعي قال كذا أو ابن تيمية قال كذا وهؤلاء الأئمة جميعاً كانوا عباقرة وأرادوا خدمة الاسلام، ولكنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا عصمة لديهم، فهم قبل كل شيء وبعد كل شيء بشر، كما أن عصرهم كان سيئاً لأن المجتمع الاسلامي تحول بسرعة من مجتمع المدينة في عهد الخلفاء الراشدين الي مستوي الامبراطورية بدءاً من معاوية حتي المراحل التي تلت عصره ودخلته أجناس وملل ونحل وأفكار وعوامل كثيرة لوثت صفاء العقيدة والفكر الاسلامي وأدت الي اختلاف الفهم الاسلامي في هذه العصور عن الفهم الاسلامي أيام الرسول صلي الله عليه وسلم، فظهر التفسير كعلم كبير وبدأ تدوين السنة وظهرت الصحاح والمسانيد، وكل هذا كان علي حساب نقاء وصفاء العقيدة.