نشطت معرفة الغناء عند بنى أمية وفى العصر العباسى لكنه غناء كالغثاء تقدمه جوار جئن من سوق الجوارى ويتساوين معظمهن مع من جئن من سوق النخاسه تشهد بذلك مجالس المجون والمصطلحات المستخدمة فيها والتى تصبح كلمة طرب مرادفة لكلمه «سُكر» حتى الثمالة وهل يصلح فى هذا المناخ غناء يخاطب الوجدان أم يحتاج المشهد إلى غناء من نوع رخيص يستهدف الغرائز والأحاسيس؟! كان للخليفة عبد الله المأمون جارية اسمها لميس وكان يسمع منها الأغنية مائة مرة ولم يتعب نفسه فى معرفة مصدرها واسم مؤلف كلماتها وملحنها حتى لو كان هو نجم نجوم الغناء فى عصره إبراهيم الموصلى. فلما غنى الموصلى نفس الأغنية اتهمه الخليفة بسرقة لحنها من الجارية لميس شفتوا السذاجة الفنية وصلت لفين؟! أما الجارية شارية فقد تبارى لامتلاكها ثمانية خلفاء أحدهم أبو إسحاق المعتصم ليضمها إلى جاريتين كان يمتلكهما هما عُليا التى اشتراها قبل أن يصبح خليفة، ومتيم الهاشمية وكان على بن هشام اشتراها بعشرين ألف درهم ونسبت إليه فى سن مبكرة وتتلمذت على إبراهيم وابنه إسحاق وحفظت أغانى المطربة بذل ومات ابن هشام فظلت وفية له وظلت تنوح عليه فى غنائها. ولما دعاها المعتصم لمجلسه لم تغير لهجتها من الغناء الحزين فتشاءم. ولما طلب منها أن تغير اللون رفضت لكنه قدر وفاءها لمالكها وأذن لها بالخروج دون أن ينالها بسوء. وأمر الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل (256-279ه) بجمع تراث الجارية عريب وقد بلغ 1200 أغنية من الأهازيج والأغانى الرخيصة مع إنها كانت تجمع بين الشعر والكتابة والخطابة والرواية والعزف والغناء وكانت تمثل لأشعار أبى العتاهية الذى جعل الحقيقة هدفه والحكمة مذهبه ولا يركز على أغنيات العشق والهيام. كانت عريب من جوارى الطبقة العليا وجدها كان فنانا مشهورا واسمه الباسم وأمها فاطمة وصيفة عبدالله ابن يحيى بن خالد البرمكى وتزوجها جعفر البرمكى وأمره والده يحيى بأن يطلقها فتظاهر بذلك وخصص لها منزلا أخر بعيدا عن عيون والده وظل يتردد عليها وكانت عريب ثمرة هذا الزواج. ولما ماتت أمها فاطمة رفع جعفر ابنته إلى امرأه نصرانية لتعمل كمربية لها. ولما تعرض البرامكة لعملية استئصال باعتها المربية كجارية وظلت تباع وتشترى من يد ليد إلى انتهى بها المطاف عند عبدالله بن إسماعيل ثم إلى محمد الأمين فى أول خلافته فلما قُتل عاد أمرها إلى بن إسماعيل ثم إلى المأمون وتوفى فاشتراها المعتصم بمائة ألف درهم وأعتقها فظل ولاؤها له. كانت عريب إذا غنت تندمج وتنقطع علاقتها بمن حولها حتى إنه ذات مرة اجتمع عليها لدغ العقرب ومس الحمى كانت فى حضرة الخليفة المأمون فما لانت واستمرت فى أغنيتها حتى نهايتها وفى قمة نشوتها الفنية إلى أن سقطت مغشيا عليها بعد أن انتهت من أغنيتها . كانت عريب الأقرب إلى صورة مطربات العصر الحديث فلم تنقصها سرعة البديهة وحضور الجواب وقد عاشت حياة طويلة وتوفيت 226ه فشاهدت ميلاد العصر العباسى من بدايته وازهاره حتى نهايته وانحطاطه. هذه قائمة من الجوارى اللائى احترفن الغناء فى قصور الخلفاء أو قصور الأثرياء: دينا بنت الأقناعى الدمشقية وقد اشتهرت فى عصرها بالتقدم واللمعان فاستدعاها الخليفة الناصر لدين الله (575-622ه) وأكرمها ثم وفدت على الملك الأشرف فحظيت عنده وتوفيت 778ه وكعب جارية ابى عكل المقين. عبادة قينة ذات ظرف وأدب كان يألفها عبدالله بن محمد البواب فى عصر الخليفة المأمون. أمان وكان يهواها أبو عيينة بن محمد ابن أبى عيينة المهلبى وكان يأخذها إلى إبراهيم الموصلى وابنه إسحاق ليعلماها وكانت كلما زادت فى الغناء زاد كرمه لها. جبلة. كانت لبحر البكراوى ويقال إنها بنت مصبح ومصلح. حسنة. خشف الواضحية واحه المغنية. خزامى وكانت شاعرة ومغنية ونديمة لعبد الله بن المعتز راسلها مرارا فلما تأخرت عنه كتب لها: رأيتك قد أظهرت زهدا وتوبة، فقد سمجت من بعد توبتك الخمر، فأجابته بأبيات أولها: أتانى قريض ياأميرى محير.. حكى لى نظم الدر بالشذر. خمار جارية هارون بن عبد الله بن الربيع، وهى مغنية من قندهار. اشتراها من آل يحيى بن معاذ ب200 درهم وتعلمت فى مدرسة إبراهيم الموصلى. ضمن جارية إسحاق الموصلى أخذت عنه الغناء وقالت إنها لم تأخذ منه إلا لحنا واحدا هو الليل لايذهب ونيط الطرف بالكوكب . راحة تلميذة لإبراهيم الموصلى. ريق المغنية عندما حضر إبراهيم بن المهدى الموت تندم على شغفه بالغناء فقال له من حوله احرق دفاتر الغناء فهز رأسه وقال: يامجانين فإذا فعلت ذلك فماذا أفعل فى ريق إنها تحفظ كل شىء فى دفاتر الغناء. شطباء المغنية وكانت لعلى بن جعفر. شمول جارية عبدالله بن محمد بن عبد الملك الزيات. طباع جارية الواثق عرفان وكانت معاصرة لعريب المأمونية. عبدة بنت المعز ولدت برقادة بالقيروان فى عصر الخليفة القادر بالله بن إسحق فى العصر العباسى(381-422ه) ورثت 40رطل شمع و1300قطعة فضة وزن كل واحده 10آلاف درهم و400 سيف محلى بالذهب و 30 ألف شقه صقلية واردب زمرد وكانت لاتأكل إلا الثريد وتوفيت 386ه علم جارية صالح بن عبد الوهاب علم المدينة أندلسية الأصل عاشت فى المدينة كانت أديبة ومغنية، اشتراها الأمير عبد الرحمن بن معاوية قبل أن يصبح خليفة فى الأندلس فريدة مولاة آل ربيع. تلم الصالحية وقد أخذت الغناء عن الموصلى الكبير و الصغير ومعهما يحيى البرمكى وزبير بن رحمان. أم كلثوم مغنية وشاعرة توفيت 467ه كان الخلفاء يحكمون رعايا لايزيد عددهم كثيرا على ضعف عدد الجوارى فيه وكان السُكر الشديد يعنى عصر الطرب على الطريقة العباسية!!!