دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى المسلمين فى دول الربيع العربى إلى توحيد صفوفهم لإقامة دولة إسلامية وحث فى تسجيل صوتى نقلته شبكة إن - بى - نيوز الأمريكية المسلمين على تحرير أراضيهم من الأنظمة القمعية والقوات الأجنبية وتطبيق الشريعة الإسلامية ووقف نهب ثرواتهم بالإضافة إلى دعم المسلمين المضطهدين فى جميع أنحاء العالم وإقامة خلافة إسلامية أو دولة دينية. شكر الله سعيك يا عم ظواهرى.. ولا فض فوك، لكن مسألة الخلافة التى تطالب بعودتها عليها فيتو من جانبنا وقد أظهرنا فى مقال سابق شطط أحد الخلفاء من بنى أمية تجاه جاريته المتوفاة والتى أمر بخروجها من القبر بعد دفنها بثلاثة أيام عشان وحشته!! وهذه الفعلة ليست من الإسلام. شرف الدنيا أربعة خلفاء راشدين منذ عام 11هجرية إلى عام 41 هجرية وهم بالترتيب الزمنى أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان ابن عفان ثم على ابن أبى طالب رضى الله عنهم جميعا وأرضاهم وهم من العشرة المبشرين بالجنة. ولما تولى خلافة المسلمين عمر بن عبد العزيز فى عام 99 ه إلى 101 رأى العلماء أنه جدير بأن يكون خامس الخلفاء الراشدين لكن الخلفاء الذين تولوا أمر المسلمين كثر وعددهم 14 خليفة فى عصر بنى أمية، وستة وثلاثون فى العصر العباسى بمراحله الثلاث وعشرون من بنى أمية مرة أخرى فى العصر الأندلسى وسوف أكتب عن هؤلاء الآخرين فى الأندلس. أما الخلفاء العباسيون فقد بالغوا بزهو الحياة الدنيا وتفاخروا بأن بغداد عاصمة خلافتهم أصبحت حضارية تبيع الورود فى متاجر متخصصة وهى قبلة من يريد أن يعمل ويكسب وقد نشطت تجارة الغناء فمن النادر أن يكون هناك منزل ليس به جارية تغنى. والناس على دين ملوكهم ومن الصعب أن ينغمس الخليفة فى اللهو وينشغل بجوارى الغناء ثم يجد وقتا لمعارك من أجل الإسلام أو النهضة بالمجتمع وكان رئيس الوزراء التركى أردوغان صادقا فى تعليقه على المسلسل التركى «حريم السلطان» بقوله متعجبا كيف كان السلطان سليمان فاتحا وحاكما لنصف الكرة الأرضية فى حين يموج قصره بجوارى وحريم تغوى الناسك المتعبده وتخرجه عن حكمته ووقاره». والشعراء يتبعهم الغاوون وأكثر الخلفاء خاصة فى العصر العباسى كانوا يتبعون الجوارى وخذ على ذلك مثلًا: اشترى سليمان ابن الخليفة أبو جعفر المنصور 136 ه- 158 ه المغنية ضعيفة. -هذا هو اسمها- بمبلغ ثمانية آلاف دينار وأخذها منه أخوه محمد المهدى الذى أصبح خليفة من 169 ه - 170 ه وأكثر فيها كتابة الأشعار واشتهر أمره فى شأنها ومع ذلك لم تكن ضعيفة الجارية الوحيدة فى قصره إنما جمع معها الجاريتين قرشية البيضاء وقرشية الزباء وقد استمع إليها أحمد بن الملكى وأخذها معه والجارية الثالثة هى قرشية السوداء.. وكان ابنه إبراهيم اشترى جارية اسمها شارية ولدت فى مدينة البصرة بالعراق واختلف المؤرخون فى نسبها لأبيها، حاولت أمها أن تتاجر بها كطفلة فى بيوت الأثرياء اشترتها سيدة هاشمية وتولت تأدبيها وتعليمها الموسيقى ثم اشتراها إبراهيم بن المهدى وأصبح لها أستاذا وسيدا، وكان يهوى التلحين والغناء فحفظت شارية أغانيه كانت شارية قد تم عرضها على مطرب وملحن ومعلم عصره اسحق الموصلى ابن إبراهيم الموصلى رائد تعليم وتهزيب الجوارى وأعدادهن للغناء فى قصور الخلفاء فرفض إسحق شراءها بمبلغ 300 دينار. ولما توفى المهدى اشتراها المعتصم من ميمونة بنته وضمها إلى قصره إلى أن مات وكان قد رفض أن يبيعها بملبغ 70 ألف دينار وأمتد بها الأجل إلى عصر الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل (256 - 879 ه ) أى أنها عاصرت ثمانية خلفاء هم أبو إسحاق محمد المعتصم والواثق بالله بن المعتصم والمتوكل على الله بن المعتصم والمنتصر بن المتوكل والمهتدى بالله بن الواثق وأخيرا المعتمد على الله بن المتوكل، أما ما تعتز به شارية فهو قصر إبراهيم المهدى فى أول حياتها الغنائية وكانت زميلتها المغنية ريق تقول كان مولاى إبراهيم يسمّى شارية بنتى ويسمينى أختى - أما الواثق فكان يسميها ستى ويقال إنها لم تضرب على العود إلا فى أيام المتوكل عندما سخنت المنافسة بينها وبين المغنية عُريب. أما عليه ابنه المهدى فقد حفت أيضًا مجلسها بالجاريات بذل وتنوسة وخلوب. أما بذل فقد حفظت 30 ألف لحن وألفت كتابا فى الأغانى منسوبة إلى أصحابها بلغ عددها الألف وكانت تغنى وتعزف على العود بمهارة إسحق الموصلى وإبراهيم المهدى اشتراها جعفر بن موسى الهادى ثم سطا عليها محمد الأمين الذى أصبح خليفة من 193 ه - 198 ه ودفع لقاء ذلك 20 ألف درهم ولما قتل ترك لها من الجواهر ما كان يضمن لها العيش فى رخاء وأما تنوسة فكانت ذات حسن وجمال ومغنية من أحسن المغنيات وذات حضور أيضًا، وأما خلوب فقالت عنها صديقتها المغنية الجارية ريق: كنت يوما بين يدى الرشيد وعنده أخوه منصور وهما يشربان فدخلت عليه جارية ومعها كأسان مملوءتان وتحيتان مع خادم يتبعهما عود، فغنتهما قائمة..فشربا، ثم دفعت إليهما ورقة بها كلمات لحن صاغته خلوب اليوم وألقته على الجوارى يا زعيم تنظيم القاعدة هذه صورة من حياة بعض الخلفاء «ليلنا خمر وأشواق تغنى حولنا»، ليس كل الخلفاء راشدون.