ِردا على زعيم القاعدة الذين يؤمنون بفكرته عن عودة الخلافة الإسلامية نواصل سرد مغامرات معظم الخلفاء مع الجوارى فى حضور «الكاس والطاس» . وهل رأى الحب سكارى مثلنا قتل هارون الرشيد وزيره جعفر من أجل دنانير وكتب قصتها الشاعر احمد رامى فى فيلم يحمل اسمها وقامت بدورها أم كلثوم وعرض عام 1940اشتراها يحيى بن خالد البرمكى وكانت من أحسن الجاريات غناء وكان هارون الرشيد معجبا بها ويزور البرمكى كثيرا من أجلها «ونقطها» فى ليلة عيد بعقد قيمته 30 الف دينار مما أثار غيرة زوجته زبيدة واشتكته الى أهله الذين عاتبوه على ذلك لكنه طلب منهم أن يسمعوا صوتها فلما تم ذلك عذروه وعادوا لزبيدة (أم جعفر ) وأشاروا عليها بأن تلم نفسها فقبلت وأهدت الى الرشيد عشر جوار بينهن جارية إسمها أم المعتصم وسراجل أم المأمون ونادرة أم صالح . أخرج البرمكى مرة عن دنانير فى شهر رمضان كفارة بمبلغ ألف دينار لانها كانت لا تصومه أما فيلم دنانير فيحكى أنها فتاة بدوية استمع اليها جعفر تغنى فى خيمة بسيطة فدخل صوتها قلبه فعرض عليها أن تأتى معه الى قصره لتتعلم أصول الغناء على يد أشهر شيوخ الطرب فى عصرها إبراهيم الموصلى ووافقت وسافرت معه الى قصره فى الحضر وربط الحب بينهما وكان يرفض أن يفرط فيها للخليفة هارون الرشيد عندما كان يطلبها لتكون مغنية قصره مما يجعل الحاقدين يحيكون له المكائد والدسائس عند الرشيد ويفلحون فى ذلك فقتله وظلت هى تبكيه بغنائها ورفضها الغناء بين يدى الرشيد حفاظا على عهدها مع جعفر وقالت إنها لا تغنى بعد سيدها جعفر وأمر بصفعها حتى وقعت على الارض وأخذت العود وغنت وهى باكية فرق لها قلب الرشيد وامربإطلاقها.ثم توفيت ودفع هارون الرشيد 12 الف دينار ثمن عقد ترتديه الجارية ذات الحال والذى كان معجبا بها فهل هذا المبلغ كان من ماله الخاص أم من ميزانية الخلافة ؟ كانت ذات الحال قد اشتراها إبراهيم الموصلى وعلمها وكتب فيها الشعر فهز عواطف الرشيد فاشتراها منه بسبعين ألف دينار لكنه كان يشك فى اخلاصها له فتنازل عنها لحمويه الوصيف ولما كان يشتاق اليها كان يذهب لمنزل حمويه وفى أول زيارة رأى انها فى حالة طيبة وعلى عنقها عقد يصل ثمنة الى 12 الف دينار فأخذه الشك فى مصدر هذه الأموال ولكن حمويه أفاده بأن الجواهر مؤجرة من أجل استقبال الرشيد فدفع الأخير قيمة الجواهر واهداها الى ذات الخال التى طلبت من الرشيد ان تعود الى قصره بشرط أن يعوض حمويه وأن يوليه أمر الحرب والخراج بفارس سبع سنوات فوافق وعادت لقصر الخليفة وقدمها الى اسحق الموصلى ليزيد من تدريبها وكتب فيها الشاعر العباس بن الاحنف غزلا أما الجارية المغنية فريدة الكبرى فقد فشلت جهود الرشيد فى ضمها الى معينه وكان قد ارتفع شأنها بعد التعليم و التدريب عند البرامكة وغنت فى قصورهم ولما قتل جعفر البرمكى لاذت بالفرار وحاول الرشيد استحضارها لكنه فشل ثم صارت الى الخليفة محمد الأمين بن الرشيد وقد اطلق علية اسم الامين (193-198ه) الى أن قتل فتزوجت وأنجبت وأما الجارية دقاق المغنية فقد انقطعت الى حمدونة بنت الرشيد ثم الى غضيض وكانت مشهورة بجمال الوجه والظرف والمجون وغنت ضعف المغنية أبياتا لم ترق للأمين بن هارون فطردها وتبعثرت فى كأس بلورى أثناء خروجها فتشاءم وتخلص منها كان للخلفاء ميل شديد الى سماع الأخبار فيعقدون المجالس يحضرها الادباء من اهل الاخبار والنوادر والشعر يحادثون الخليفة بما يلذ له سماعه من أخبار العرب ونوادرهم وأشعارهم ويحكى التاريخ عن هارون الرشيد ولياليه وما أدراك ما ليالي الرشيد فبالرغم من احترامه لأهل العلم والأدب والشعر الذى كان يقربهم ويبذل لهم الاموال ومنهم الاصمعي الذى كان يعطيه الجوائز الحسنة وأكل أبو معاوية الضرير طعاما مع الرشيد وكان للرشيد وصية أوصى بها الأحمر المذكور بتأديب الأمين مستفيدا من ذلك ممن كان قد وصل إليه اليونان والفرس وغيرهم كما عهد المأمون إلى الفراء بتعليم ولديه النحو وفى مجالس الأدب فى أيام بنى امية وأوائل بنى العباس شاعت المناظرة بين العلماء والفقهاء فى المسائل الأدبية والعلوم اللسانية أما مجالس الغناء والشراب فكانت مجالس الأنس وما أسوأ ساعات الشراب فإذا أراد أحد كبار الدولة ان يجلس للمنادمة يامر وكيلة بإعداد الاطعمة وأعذب الشراب والمغنين والمغنيات الجوارى والراقصات وقد يدعو بعض الشعراء معهم ويأتى الكبير وصحبته فيخلعون أثوابهم الرسميه ويلبثون ثيابا ملونه تسمى أثواب المنادمة الرقيقة ويسوى بعضهم شعره وعندئذ يفتح لهم القيم صدر القاعة المؤدى إلى دهاليز على جانبيها أبواب مغلقة وراءها سرير للكبير وكراسى للندمان وأباريق بلورية وفضية فيها الشراب والنبيذ وبينها الاقداح وفى مجالس الانس يوجد المضحكون مثل أشعب فى دولة بنى أميه أبو الحسن الدمشقى فى ليالى الرشيد فإذا دارت الاقداح وطرب الخليفة لبسوا ملابسهم الهزلية ويقلدون الدب والقرد معلقين فى اعناقهم الأجراس والجلاجل وكان الخليفة إذا دارت رأسه يعذبهم بإلقائهم بالمنجنيق إلى الماء أو من خلال زحليقه الى بركه وكان الامين إذا طرب يقول من فيكم حمارى ؟! ومن قال من المضحكيه (انا) يركبه وكم وقع فى مجلس الوليد من فحش فى القول والفعل و مسخرة ومع ذلك نسمع من ينادى بعودة الخلافة ؟!!