تجددت أمس المعارك العنيفة في منطقة إبيي الغنية بالنفط بين الجيش السوداني ومقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان علي نحو ينذر بانهيار اتفاق نيفاشا عام 2005 الذي أنهي 21 عاما من الحرب الأهلية في جنوب السودان يأتي ذلك في وقت دعت فيه مصر الأطراف السودانية إلي ضبط النفس. وقال كويدر زروق المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان إن المعارك اندلعت أمس ويبدو أنها توقفت وتحدث شهود عيان وعمال إغاثة عن مبادرة مسلحي الحركة الشعبية بشن هجوم بالأسلحة الثقيلة وكانت معارك دارت الأسبوع الماضي في أبين مما أدي إلي نزوح غالبية السكان عن ديارهم. وأكدت التقارير الواردة من الخرطوم أن المعارك أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلي مشيرة إلي أن المدينة شهدت عمليات نهب وحرق فيما تكدست الشوارع بالجثث. وأقر المتمردون السابقون ببدء الهجوم قائلين إنهم لم يبادروا بالتحرك إلا بعدما نفد صبرهم مما اعتبروه عدم قدرة الخرطوم علي تطبيق بروتوكول حكومي في أبين خلال الفترة الانتقالية لاتفاق نيفاشا. ووفقا للاتفاق سيقرر السكان في 2011 ما إذا كانت إبيي ستحتفظ بوضعها الإداري الخاص ضمن الشمال أم ستنضم إلي الجنوب. ونفي المشرف السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان أن تكون الحركة قد تخلت عن تعهداتها بالالتزام باتفاق السلام الشامل مؤكدا أنه لولا مواقف الحركة لكانت الحرب قد تجددت منذ مدة. وأعربت مصر عن قلقها البالغ لتفجر الأوضاع الأمنية من جديد في إقليم أبيي المتنازع عليه بين شريكي اتفاق السلام الشامل في السودان، وطالبت كلا من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بضبط النفس والعمل علي الاحتواء الفوري للمواجهات. وناشد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أهالي إقليم أبيي بكل انتماءاتهم وأعراقهم وكل الأطراف المسلحة المنخرطة في المواجهات الحالية تحكيم صوت العقل وحقن الدماء مؤكدا أن الحل الوحيد للأزمة يتمثل في الحوار والحلول التوفيقية وأنه لا مجال علي الإطلاق لفرض الأمر الواقع من جانب أي طرف علي الطرف الآخر. وأكد ضرورة إتاحة الفرصة للقيادات السياسية علي الجانبين للبحث عن حلول لاحتواء الأزمة والتعامل العقلاني مع التحديات القائمة مشيرا إلي أن السودان يمر بمرحلة مهمة وخطيرة من تاريخه السياسي.