بعد يوم من اعتراف أثيوبيا بمشاركتها في القتال الدائر حاليا في الصومال بين اتحاد المحاكم الاسلامية والحكومة الانتقالية المؤقتة ازدادت ضراوة المعارك بين الجانبين وقصفت الطائرات الحربية الأثيوبية العديد من المدن الصومالية التي تخضع لسيطرة المحاكم كما قصفت مطار مقديشيو فيما لا يزال الغموض يحيط بعدد القتلي والمصابين. وكان السفير الصومالي لدي أديس ابابا قد أعلن مصرع 500 من مقاتلي المحاكم وأسر 270 خلال المعارك التي دخلت يومها السادس علي التوالي. واندلعت أمس معارك ضارية في أربعة مواقع بالقرب من مدينة بيداوة مقر الحكومة الانتقالية حيث قامت الطائرات الاثيوبية بقصف مواقع لاتحاد المحاكم، وفيما أعرب سكان بيداوة عن سماعهم لأصوات الانفجارات من منازلهم اندلعت اشتباكات أخري في أطراف المدينة بالتزامن مع القتال المحتدم بين الطرفين للسيطرة علي الطريق الذي يربط بين العاصمة مقديشيو وشمالي البلاد.. وفي تلك الأثناء أكدت الحكومة الاثيوبية انها قصفت مطار مقديشيو الدولي الذي تسيطر عليه المحاكم الاسلامية لمنع الرحلات غير المرخص لها من الحكومة الصومالية الانتقالية، وذكر المدير العام للمطار عبد الرحيم عدن أن القصف الاثيوبي اسفر عن مقتل شخص وجرح آخر. وفي تطور آخر ذكر شهود عيان أن ثماني طائرات حربية اثيوبية شنت عدة غارات بالقنابل والصواريخ علي مدينة بلدوين وسط الصومال كما قصفت طائرات أخري بلدتي كالاباركا وبنديرالي مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص واصابة عدد آخر يأتي ذلك فيما ذكر مراسل بي بي سي انه شاهد 22 جثة لجنود يرتدون اللباس العسكري الاثيوبي. من جانبه طالب اتحاد المحاكم الاسلامية مساعدة أجنبية ضد أثيوبيا التي اتهم قواتها بالتورط في قتال ضد ميليشياته ودعا زعيم المحاكم الشيخ حسين ضاهر عويس المجتمع الدولي إلي وقف ما وصفه بالتدخل الأثيوبي، وقد أقرت اثيوبيا لأول مرة تدخلها العسكري في الصومال مؤكدة انها لا تحاول فرض حكومة في هذا البلد أو التدخل في شئونه الداخلية، وأكد رئيس الوزراء ميليس زيناوي أن بلاده تدخلت مرغمة، وفي إطار الدفاع عن النفس والسيادة وانها ستغادر الصومال فور انتهاء المهمة، وأشار إلي أن قوات بلاده تتعاون مع الحكومة الصومالية المؤقتة وميليشيا إقليم "بونت لاند" بالرد علي من وصفهم بالارهابيين