حوار: سعد بن أحمد / الرياض قبل عدة أشهر فقط تفاجأ العالم بالظهور المفاجئ للمحاكم الإسلامية في الصومال والتي سيطرت قواتها في زمن قياسي على العاصمة مقديشو بعد هزيمتها لقادة المليشيا وزعماء الحرب الموالين لواشنطن . لتعيد الأمن والاستقرار لمئات الآلاف من سكان العاصمة مقديشو ، وتضبط الأوضاع العامة في مناطق واسعة من الصومال ولتفرض المحاكم الإسلامية نفسها على الساحة كأهم قوة سياسية وعسكرية بالصومال . وخلال هذا الأسبوع .. تفاجأ العالم كذلك بالسقوط المفاجئ لسلطة المحاكم في الصومال رغم خوضها حربا - غير متكافئة بالتأكيد - مع القوات الأثيوبية التي اجتاحت الأراضي الصومالية لدعم حلفائها في الحكومة الانتقالية . فما سر هذا الاختفاء المفاجئ للمحاكم الإسلامية ؟ وأين تتواجد قيادتها حاليا ؟ وما هي إستراتيجيتها لمواجهة الاجتياح الأثُيوبي للصومال ؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الشيخ عبد القادر علي عمر نائب زعيم المحاكم الإسلامية وذلك في حوار خاص مع شبكة "الإسلام اليوم " من مقر إقامته بالصومال ، حيث استطاعت شبكة "الإسلام اليوم " ربط الاتصال الهاتفي معه مساء الثلاثاء رغم الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها الصومال بوجه عام ، وقيادة المحاكم الإسلامية حاليا بشكل خاص . وهذا نص الحوار : بداية ..كيف تصف لنا الأوضاع حالياً بالعاصمة مقديشو؟ والله – الأوضاع- بمقديشو سيئة حيث تتواجد أعداد كبيرة من القوات الأثيوبية وحلفائها التي ترهب الناس وتضايقهم . كما أن قوات المحاكم الإسلامية لا تزال متواجدة جزئيًا بمقديشو ، وسكان المدينة يعيشون أوضاعاً صعبة ، نرجو الله تعالى أن ينصرهم على هؤلاء الظالمين. أين تتواجد قيادة المحاكم الإسلامية حالياً؟ وكيف تفسرون الانهيار المفاجئ للمحاكم الإسلامية ؟ قيادة المحاكم الإسلامية موزعة على مناطق كثيرة في الصومال ، فهي متواجدة بالقرب من مدينة كيسمايو وكذلك بالعاصمة مقديشو وغيرها من الأقاليم . أما خروجنا من العاصمة مقديشو وغيرها من المدن فهو لتجنيب المدنيين المعاناة وحفاظاً على أرواح الأبرياء من سكان مقديشو وغيرها ، وليس خروجنا هزيمة أو استسلاما للغزاة المعتدين من القوات الأثيوبية . هل ما زال لدى المحاكم وجود عسكري بالعاصمة مقديشو؟ كما تعلم الشعب الصومالي كله يدعم ويساند المحاكم الإسلامية ، وقوات المحاكم بعضها ما يزال موجوداً بمقديشو وبعضها موجود بأقاليم أخرى، والشعب كله يساند المحاكم الإسلامية ومتمسك بها حتى النهاية. هل بالإمكان تقدير حجم القوات الأثيوبية التي دخلت الصومال؟ القوات الأثيوبية التي دخلت الأراضي الصومالية تقدر بحوالي 25.000 جندي، ويتواجد الآلاف من هذه القوات الغازية بمقديشو وضواحيها، إلا أن الجزء الأكبر من القوات الأثيوبية يوجد بمدينة كيسمايو والمناطق القريبة منها. أين تتركز المواجهات المسلحة حالياً، خاصة وأننا سمعنا أمس عن مواجهات حصلت بينكم وبين القوات الغازية بجنوب البلاد ، وعن قصف جوي أمريكي اليوم لمواقعكم هناك ؟ بالفعل قصفت الطائرات الأمريكية اليوم مناطق جنوب مدينة كيسمايو وبلدة كيا القريبة منها ، كما تشهد المناطق الواقعة جنوب كيسمايو حالياً معارك طاحنة بين قوات المحاكم الإسلامية والقوات الأثيوبية وحلفائها. الرئيس الصومالي المؤقت رفض التفاوض مع قيادة المحاكم بينما طالبت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية الحكومة الصومالية بالتفاوض معكم.. ما تعليقكم على ذلك؟ الحكومة الصومالية مسلوبة الإرادة كما تعلمون وليس لها قرار مستقل ، وهي تابعة لإرادة واشنطن وأثيوبيا وتحديداً ميليس زيناوي ، وبالتالي فهذه التصريحات والمواقف لا قيمة لها بالنسبة لنا . هل هناك أطراف عربية أو إسلامية سعت للتوسط بينكم وبين الحكومة المؤقتة بعد خروجكم من مقديشو؟ كما هو معلوم الجامعة العربية طالبت بخروج القوات الأثيوبية من الصومال لكننا لم نشاهد أي أثر لهذه الدعوة على أرض الواقع ، والآن كما تتابعون أثيوبيا غزت أرض الصومال وهذه الحرب هي حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين في بلاد الصومال ، وجميع بلدان العالم اكتفت حتى الآن بالتفرج فقط على ما يجري دون فعل أي شيء لوقف العدوان الأثيوبي. كيف تقيمون الوضع الإنساني العام في الصومال في ظل الاجتياح الأثيوبي لبلدكم؟ وما هي أوضاع المواطنين الصحية والغذائية بشكل عام في الصومال؟ الشعب الصومالي كما هو معلوم شعب فقير وعانى كثيرا في الماضي من الحروب والفوضى ، وهو الآن يتعرض لعدوان صليبي حاقد، كما أن البلاد تعرضت لفيضانات مدمرة قبل عدة أسابيع مما فاقم من تردي الأوضاع العامة، ومع ذلك ثقتنا في الله تعالى بلا حدود، ونحن عازمون على الثبات والجهاد لدحر المعتدين . هل تتوقعون حرباً طويلة مع القوات الأثيوبية الغازية ، وهل أنتم مستعدون لذلك؟ نعم نحن مستعدون لحرب طويلة مع القوات الغازية لأن هذا الشعب المسلم قد احتلت أراضيه ودنست مقدساته وليس أمامه إلا خيار واحد هو الصمود والجهاد لطرد المعتدين ونرجو الله تعالى أن ينصرنا. أخيراً.. ماذا تنتظرون من الأشقاء العرب شعوباً وحكومات في ظل المحنة الحالية التي يمر بها الصومال؟ نطالب الشعوب الإسلامية بتقديم الدعم المناسب لإخوانهم في الصومال ونرجو منهم الدعاء الصالح ، وبذلك يساعدون اخوتهم في الصومال على الثبات حتى تحقيق النصر على المعتدين بإذن الله.