قتل ثلاثة أشخاص بينما أصيب اثنان آخران في انفجار لغمَين أرضيين في العاصمة الصومالية مقديشو فيما يعتبر استمرارًا لحالة عدم الاستقرار الأمني التي تعيشها مقديشو منذ دخول الاحتلال الإثيوبي لها ديسمبر الماضي. وقال نائب رئيس بلدية مقديشو محمد عثمان- بحسب رويترز - إن مسلَّحين مجهولين قاموا أمس الجمعة بتفجير لغم يجري التحكم فيه عن بُعد قرب ميناء مقديشو مشيرًا إلى أن الانفجار استهدف قوات حكوميةً كانت تمر سياراتها على الطريق الذي تم دفن اللغم فيه. وأضاف عثمان إن الانفجار أسفر عن إصابة جنديين موضحًا أنه يعتبر الانفجار الثاني الذي تشهده العاصمة خلال ساعات حيث كان شخصان قد قُتلا مساء الخميس أثناء محاولتهما دفنَ لغم آخر في المدينة. وتأتي هذه التفجيرات على الرغم من حظر التجول المفروض في العاصمة الذي تهدف به الحكومة الانتقالية – الموالية للاحتلال - وقوات الاحتلال الإثيوبي إلى وقف العمليات التي تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال . وقد ألقى هذان الانفجاران بالشكوك لدى المواطنين في نجاح مخططات الحكومة في وقف عمليات المقاومة ويسري حظر التجول من الساعة 7 مساء حتى 5 فجرًا بالتوقيت المحلي للصومال وذلك اعتبارًا من يوم الجمعة. وفي تجدُّد للاشتباكات القبلية في الصومال أشارت الأنباء إلى أن 7 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 11 آخرون في اشتباكات جرَت بين وحدتَين من الجيش الصومالي تنتمي كل منهما إلى عشيرة مختلفة في مدينة قيسمايو الواقعة جنوب البلاد. وقال شهود عيان إن الخلاف يدور بين عشيرة ماريهان التي تتولى السيطرة على المدينة منذ العام 1999م وعشيرة ماجرتين التي يتزعّمها الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف أحمد الذي سيطر على المدينة في مطلع العام 2007م بمساعدة قوات الاحتلال الإثيوبي. وأضاف شيخ عشيرة ماريهان حسن محمد علي أن الجنود التابعين لعشيرته نجحوا في طرد المجرمين الذين روَّعوا المسافرين على طريق مقديشو- كيسمايو في إشارةٍ إلى الجنود التابعين لعشيرة ماجرتين. وتوضح تلك الاشتباكات الفارق بين حالة الوضع الداخلي للمناطق التي كانت خاضعةً لسيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية أثناء سيطرة المحاكم والحالة في تلك المناطق بعد سيطرة الاحتلال الإثيوبي والحكومة الانتقالية في الصومال عليها حيث اختفت الاشتباكات القبلية في المناطق التي سيطرت عليها المحاكم في الوسط والجنوب إلا أنها عادت من جديد وعاد معها نشاط أمراء الحرب بعدما انتقلت السيطرة إلى قوات الاحتلال. كما تزايد تردي الوضع الإنساني في الصومال حيث حذَر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تزايد سوء التغذية في جنوب الصومال. وقال البرنامج في بيان له أمس إنه ناشد السلطات الكينية للسماح بعبور 140 شاحنة مساعدات إلى الصومال بعدما أوقفت السلطات القافلة التابعة للبرنامج في معبر الواك الحدودي في شمال شرق كينيا بسبب إغلاق كينيا حدودَها مع الصومال. وقال برنامج الغذاء إن حمولة الشاحنات من الغذاء تكفي لإطعام أكثر من 100 ألف شخص ل3 أشهر.فيما لم يتسنَّ الحصول على تعليق من السلطات الكينية حول المسألة. وكانت الأوضاع الإنسانية في الصومال قد شهدت ترديًا كبيرًا في الفترة الأخيرة؛ بسبب الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإثيوبي والحكومة الانتقالية ضد المواطنين، خاصةً في العاصمة مقديشو؛ بدعوى مطاردة عناصر المقاومة وتحديدًا اتحاد المحاكم الإسلامية؛ حيث وصل عدد النازحين عن مقديشو إلى نصف تعداد السكان، لكنهم بدأوا في العودة إلى ديارهم بعدما هدأت حدَّة المعارك بين المقاومة والاحتلال والتي شهدت تصعيدًا كبيرًا في مارس وأبريل الماضيين. في هذه الأثناء نفى الشيخ حسن ضاهر عويس- رئيس مجلس شورى اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال- تلقِّي المحاكم دعمًا من إيران أو إريتريا، مؤكدًا أنه لا توجد أي اتصالات بين المحاكم وإيران. كما نفى عويس – بحسب الجزيرة - تلقِّي المحاكم أيَّ دعم عسكري من إريتريا مشيرًا في الوقت نفسه إلى تعاطف السلطات والشعب الإريتري مع المحاكم الإسلامية. واتهم عويس الكثير من القوى الدولية بأنها دعمت الاحتلال الإثيوبي مما أدى إلى خروج المحاكم من المناطق التي كانت تسيطر عليها بعد انطلاق الغزو الإثيوبي. وقال عويس إن العالم كله قاتلنا وليس إثيوبيا وحدها.. أمريكا حاربتنا.. وكذلك الجارة كينيا التي نعتبر أنها شاركت في الحرب علينا، كما أن الأممالمتحدة وإفريقيا لم يقدما الدعم المطلوب للصوماليِّين؛ لذلك عجزنا أن نقف أمام هذه القوة العاتية أكثر من أسبوع.