صعدت قوات الاحتلال الإثيوبية وقوات الحكومة الصومالية العميلة هجومها ضد قوات المحاكم الاسلامية والقوات العشائرية في العاصمة مقديشو في محاولة لاستعادة السيطرة على العاصمة، بعد أن تجاوز القتال يومه الثامن.كما نقلت عن مقاتل ينتمي لعشيرة الهوية المسيطرة على مقديشو قوله "اننا نتعرض لقصف شديد بالمدفعية والدبابات. الاثيوبيون يستخدمون كل ما لديهم من قوات ومعدات فى محاولتهم خلخلة سيطرة مقاتلينا" وقال مراسل لبي بي سي في المدينة إن حدة القتال تصاعدت بشكل غير مسبوق الخميس ووصلت لمناطق جديدة كانت تعد آمنة في السابق. ونقلت رويترز عن مقاتلين وسكان في المدينة قولهم ان دبابات اثيوبية قصفت مواقع للعشائر في العاصمة الخميس. حرب طاحنة فى شوارع مقديشو ثلاثمائة وثلاثين قتيلا ضحايا القصف العشوائى للأحياء السكنية مقديشو وكالات الأنباء
واضاف قائلا "هذا أعنف هجوم نشهده منذ بدأت الحرب."
ورد المسلحون باطلاق نيران بنادق ألية وصواريخ وقذائف صاروخية مع دخول القتال في المدينة الساحلية يومه التاسع.
ويقول سكان محليون ومسؤولون وناشطون لحقوق الانسان ان حوالي 300 شخص قتلوا في اسبوع من الاشتباكات تركزت حول معقل للمحاكم الإسلامية في شمال مقديشو.
المستشفيات هدف للقوات الاحتلال الإثيوبية
وقد تعرض مستشفى في مقديشو للقصف أمس الأربعاء خلال الاشتباكات, ولاذ أقرباء المرضى والعاملون في المستشفى بالفرار بعد سقوط أربع قذائف عليه، ولم ترد تقارير عن حجم الاصابات. وقد تعرضت مستشفيات أخرى في مقديشو للقصف أثناء تقدم القوات الاحتلال الاثيوبية ولا زالت تكافح من أجل اسعاف المصابين.
وقد شهدت المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في مقديشو - الذي تحميه القوات الاثيوبية والافريقية - قصفا عنيفا الثلاثاء الماضي. وقتل خمسة اشخاص فيما يعتقد انه كان هجوما استشهاديا استهدف فندقا يؤمه مسؤولون في الحكومة الصومالية العميلة (فندق امباسادور ) ولكن لم يبلغ عن اصابة اي من اعضاء الحكومة الصومالية الانتقالية الذين يترددون على الفندق المذكور.
إدانة أوروبية
ودعا الاتحاد الأوروبي على لسان رئيسته الدورية ألمانيا عبر سفيرها في كينيا فالتر ليندنر، الحكومة الانتقالية إلى التوقف عن الاستعمال "العشوائي" للمدفعية وعن السلب والنهب واغتصاب المدنيين الفارين.
وقال السفير في رسالة إلى الرئيس الصومالي المؤقت عبد الله يوسف إن على قوات الحكومة التوقف عن هذه السلوكيات والسماح بوصول وكالات الغوث إلى المحتاجين بإنهاء تعقيداتها الإدارية, مؤكدا دعوة مماثلة وجهتها سابقا الأممالمتحدة.
من جهة أخرى اعتبر مركز أبحاث بريطاني أن المحاكم الإسلامية رغم طردها من السلطة ما زالت ناشطة، وأن القوى الاجتماعية التي كانت وراء صعودها لن تزول قريبا على الأرجح "مهما كانت تطورات المستقبل المنظور".
وقال مركز تشاتام هاوس إن "تجربة المحاكم تؤكد بصورة جلية مزايا الفترة القصيرة للسلطة (الإسلامية) جنوب الصومال", أما الحكومة الانتقالية "فببساطة لا تحظى بثقة الجماهير وهي لا تمثل إلا جماعات المصالح القوية في مقديشو".
كما واجهت الحكومة الصومالية المؤقتة انتقادات من قبل مسؤولين دوليين بسبب اجراءات تطبقها ويعتقد انها تعيق وصول المساعدات الإنسانية للفارين من القتال.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن خالد حجي وهو احد سكان حي فاجاه شمالي العاصمة قوله إن القوات الاثيوبية والمسلحين يتبادلون اطلاق النار بالاسلحة الثقيلة والمدفعية.
ويقول شهود إن الجثث المتفسخة تنتشر في شوارع مقديشو ولا يتم جمعها لايام عديدة.
وادعى علي محمد غيدي ( رئيس الحكومة العميلة ) إن الهجوم الواسع للقوات الصومالية الاثيوبية المشتركة ضد معاقل والمقاومين في مقديشو حقق نجاحا كبيرا، حسب وصفه, وقال إن الحكومة تسيطر الان سيطرة تامة على المدينة.. إلا أن التشكيك فى هذه التصريحات سيطر على خطاب وكالات الأنباء, خاصة بعد الصور المنقولة عن القتال الدائر فى العاصمة. وكان نائب غيدي في الحكومة الانتقالية حسين محمد فارح عيديد قد دعا الى اجراء تحقيق دولي في اعمال القتل التي شهدتها مقديشو، وذلك اثناء اطلاقه لتحالف مناهض للوجود الاثيوبي في الصومال. الاتحاد الأوروبي اتهم قوات الحكومة الانتقالية بممارسة السلب والاغتصاب, ومن جانبه، قال رئيس وزراء الحكومة الصومالية الانتقالية علي محمد غدي إن القوات الحكومية في سبيلها الى دحر المسلحين، نافيا ان تكون قوات حكومته المدعومة اثيوبيا قد ارتكبت جرائم ابادة بحق المدنيين في مقديشو.
كل الأسلحة وقال أحد السكان في حي بشمال العاصمة إن القوات الحكومية والإثيوبية تستعمل كل ما عندها من أسلحة من رصاص وقذائف وسلاح مضاد للطيران, وإن حرائق اندلعت في العديد من المحال التجارية. وقد ذكرت أنباء أن مسلحين من حراسة رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر أويس شوهدوا في مقديشو يوم أمس, وانتشرت شائعات بأنه يدير المعارك الأخيرة.
إرساء الهدنة ويلتقي ضباط إثيوبيون وممثلون عن قبيلة الهوية اليوم لبحث إرساء هدنة بعد فشل اجتماع أولَّ يوم أمس, طلب خلاله الضباط الإثيوبيون فصل مليشيا الهوية عمن وصفوهم بالعناصر الإرهابية، لكن القبيلة قالت على لسان المتحدث باسمها إنها "لم تعرف أو ترى أي عناصر إرهابية".
وجعلت المعارك -التي خلفت أكثر من 330 قتيلا في أسبوع- مقديشو "مدينة أشباح" حسب مفوضية لشؤون اللاجئين، التي قالت إن ثلث سكانها المقدرين بمليون نسمة غادروا إلى نقاط تجمع تفتقد المقومات الأساسية, وهو تقويم اعتبره رئيس الوزراء الإثيوبي مبالغا فيه.