صعد نائب رئيس الحكومة الانتقالية الصومالية حسين عيديد حملة الهجوم على إثيوبيا وطالب بسحب قواتها من الصومال بعد أن جدد اتهاماته لها بارتكاب جرائم إبادة ضد الصوماليين. وقال عيديد - خلال وجوده بالعاصمة الإريترية أسمرا- إن الحفاظ على سيادة الأراضي الصومالية والتوصل لحل سلمي للأزمة لن يتم إلا بالحوار بين الصوماليين أنفسهم. كما اتهم عيديد الحكومة الصومالية- الموالية للاحتلال - بانتهاك دستور المرحلة الانتقالية وأوضح أنها لا تملك صلاحيات استدعاء قوات أجنبية لقصف أهداف مدنية. وأوضح المسئول الصومالي أنه أطلع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي - في اجتماعهما أمس بأسمرا- على تطورات الوضع الأمني في الصومال باعتبار إريتريا عضوا بمجموعة الإيجاد. وأكد عيديد أن البرلمان فقط هو الذي يستطيع عزله من منصبه كنائب لرئيس الحكومة محمد علي غيدي. وتكتسب الاتهامات التي وجهها عيديد أهمية بالغة بالنظر إلى أن مَن وجهها هو أحد عناصر الحكومة الانتقالية المؤقتة التي دخلت إثيوبيا الصومالَ بدعوةٍ منها، كما إنها تُعبِّر عن تنامي التيار الرافض لوجود الاحتلال الإثيوبي في البلاد. هذا وقد شهدت العاصمة مقديشو تجددًا للاشتباكات بين المقاومة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبية وتركَّزت في محيط المقر السابق لوزارة الدفاع الصومالية دون أن يتضح حجم الخسائر التي نتجت عن المعارك. ويأتي هذه الاشتباكات التي دارت في ساعةٍ متأخرة من مساء الجمعة بعدما دارت اشتباكات متفرقة بين الجانبين استخدمت فيها قوات الاحتلال الإثيوبية المدفعية ضد عناصر المقاومة التي تتشكل بالأساس من عناصر اتحاد المحاكم الإسلامية وعناصر من عشيرة الهوية. واندلعت تلك الاشتباكات الأربعاء الماضي بعد فترةٍ من الهدوء استمرَّت 10 أيامٍ بعدما وقَّعت العشيرة مع قوات الاحتلال اتفاقًا بوقف إطلاق النار مقابل انسحاب قوات الاحتلال إلى المواقع التي كانت تُسيطر عليها قبل بدء الاشتباكات إلى جانب السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى النازحين إلا أن قوات إثيوبيا نقضت الاتفاق وقامت بمهاجمة معاقل العشيرة جنوب العاصمة مقديشو في حملةٍ مشتركةٍ مع قوات الحكومة الانتقالية، وكانت المعارك التي دارت قبل التهدئة قد أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص. وعلى الرغم من تجدد الاشتباكات إلا أن الأنباء أشارت إلى وجود محادثات بين الإثيوبيين والعشيرة التي أعلنت أنها تريد المشاركة في الحرب التي تقول إثيوبيا إنها تشنها على من أسمتهم ب "الإرهابيين". وأكدت الرسالة التي وجهتها عشيرة الهوية إلى الإثيوبيين - بحسب رويترز - أن الشعب الصومالي يرتاب في أهداف القتال ضد الإرهابيين مشيرةً إلى أن الكثير من الصوماليين ينظرون إليه على أنه قتالٌ ضد الإسلام وقتلٌ وتدميرٌ على نطاقٍ واسعٍ في حين أنَّ الهدف المعلن هو البحث عن بضعة أفراد. وتحاول عشيرة الهوية من خلال تلك الرسالة أن تجبر الإثيوبيين على الكشف عن حقيقة أهدافهم من احتلال البلاد وهو السيطرة على الأراضي الصومالية التي تعتبر العمق الإستراتيجي للإثيوبيين إلى جانب القضاء على اتحاد المحاكم الإسلامية وضمان عدم تقديم المواطنين الصوماليين الدعم إلى حركات المقاومة العاملة في المناطق الصومالية التي تحتلها إثيوبيا منذ عقود والتي تتركز في إقليم أوجادين جنوب إثيوبيا. وعلى نفس السياقٍ انتقدت إريتريا الادعاءات التي تروجها إثيوبيا بأن قواتها دخلت البلاد لتحارب "الإرهاب". وقال أنديب جبرمسكل مدير الشئون الخارجية الإريترية لأفريقيا وآسيا والمحيط الهادي إن وصف التطورات في الصومال في إطار الحرب الدولية على الإرهاب أمرٌ غير منطقي وأحمق سياسيًّا وذلك خلال اجتماعٍ عُقِدَ أمس لتجمع الإيجاد بالعاصمة الكينية نيروبي.