كل من تصادف وجوده في مدينة السينما في ذلك اليوم انتابه شعور عميق بأن سعاد حسني بعثت من جديد؛ فالحضور الاعلامي كان كبيراً وكأنها وصلت لتوها من رحلة المرض، وجاءت مني زكي بشكلها وملامحها التي ظهرت بها لتؤكد الاحساس بأنها "السندريلا" سواء في تسريحة شعرها أو ملابسها أو ايماءاتها وتعبيراتها، وزاد هذا الاحساس في وجود مدحت صالح؛ الذي تقمص دور "عبدالحليم" واصرار أحمد السقا علي تهنئة "السندريلا" و"حليم".. بينما تسللت غادة رجب في هدوء لتعلن عن حضور "نجاة" شقيقة سعاد لتشارك في تصوير المسلسل الذي يتناول سيرة حياة "السندريلا" بعد ان نجح ممدوح الليثي بدهائه وخبرته في الاتفاق مع عائلة سعاد حسني علي المشروع، الذي كتب له السيناريو والحوار مع عاطف بشاي، في خطوة وصفت بأنها "ضربة معلم". وكعادته لم يفوت ممدوح الليثي الفرصة، خصوصاً ان جهاز السينما الذي يترأسه، هو الجهة التي تتولي انتاج المسلسل، فاتفق مع المخرج سمير سيف علي التصوير فوراً، وبالفعل بدأ بتصوير مشهد عاطفي بين سعاد حسني وعبدالحليم حافظ بعدما تم الاتفاق علي الانتهاء من تصوير مشاهد مدحت صالح؛ الذي يجسد شخصية "العندليب" أولاً لارتباطه بمشروعات فنية أخري. من ناحية أخري وقع الاختيار علي مها أبو عوف لتجسد دور "جوهرة" والدة سعاد حسني وسامي مغاوري لتجسيد شخصية الكاتب الكبير كامل الشناوي وحسن العدل في دور الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي، الذي اكتشف سعاد وقدمها في فيلم "حسن ونعيمة" اخراج بركات، والوجه الصاعد شيري، التي شاركت يحيي الفخراني في مسلسل "المرسي والبحار" في دور "صباح" الشقيقة الصغري للسندريلا، التي حاولت دخول الفن كشقيقتيها سعاد ونجاة لكنها تعرضت لحادث خطير حال بينها وبين ذلك.. وعن التجربة المثيرة قال المخرج سمير سيف: المسلسل يتناول قصة حياة سعاد حسني منذ كان عمرها ثلاث سنوات إلي وفاتها في لندن مروراً بكل مراحل حياتها سواء الفنية أو الشخصية وكذلك زيجاتها وأزواجها وعلاقتها بهم، وعلاقتها بعبد الحليم حافظ وزواجها منه الذي كان محل جدل وخلاف لكونه "سرياً" قرابة الخمس سنوات. وأنا شخصياً كمخرج احب التحدي ولذلك قمت باختيار "مدحت صالح" ليقوم بدور "عبدالحليم حافظ" وأتوقع منه الكثير من المفاجآت، لكونه مطرباً بارعاً وممثلاً موهوباً أيضاً. وعن اختيار "مني زكي" قال: لا أحد ينكر ان "مني" هي الاقدر علي تجسيد الشخصية لكونها حيوية وشقية ولديها كاريزما كالتي كانت تتمتع بها سعاد حسني اضافة إلي انها ممثلة موهوبة ولها تاريخ جيد بالرغم من صغر سنها، وقد لفتت انتباهي حينما انهت مكياج الشخصية وارتدت ملابسها وللوهلة الأولي تخيلت ان "سعاد" تقف أمامي بعدما اصبحت شبيهة لها تماماً، وعن أماكن التصوير قال: بين القاهرة والاسكندرية ولندن، أما لحظة وفاتها فسوف يراها الجمهور في الحلقات الأخيرة من المسلسل. وعن طريقته التي اتبعها في كتابة السيناريو قال السيناريست عاطف بشاي: نعاني في مصر مشكلة كبري تتعلق بالتوثيق؛ ففي اللحظة التي نحتاج فيها إلي معرفة تاريخ أي فنان نضطر إلي الاستنتاج والتوقع والجلوس مع معاصريه وقد تكون المعلومات صحيحة أو فيها قدر من المبالغة، لذلك تعبنا كثيراً في الوصول إلي كافة التفاصيل وانحصرت مهمة كاتب السيناريو في جمع المادة وتوثيقها من مصادرها وقد يوقعنا هذا في مشكلات عديدة لكننا حاولنا جاهدين ان تكون مصادرنا موثقة وقريبة منها، كأسرتها وأصدقائها والمعاصرين لها من الفنانين اضافة إلي كل ماكتب عنها في الصحف؛ فالمسلسل يتناول أحداث حياتها وقصة انتحارها مع الاشارة لما حدث في مصر في تلك الفترة مثل: ثورة يوليو وحرب 67 وحرب أكتوبر كما يتطرق المسلسل إلي رحيل صلاح جاهين وعلاقتها الشخصية به ووفاة عبدالحليم حافظ وزواجها منه وعلاقتها ب "عبدالرحمن الخميسي" الذي وقف بجوارها وأوهمته بالحب ثم تركته؛ فالمسلسل لن يركز علي الحسنات فقط بل سيتطرق إلي الخصوصيات طالما كانت موثقة وهناك شهود عليها دون الاساءة إلي شخصيتها، و"سعاد حسني" ليست نجمة غامضة بل حياتها كانت أشبه بكتاب مفتوح وهذا ما ساعدنا في كتابة العمل بحيث يظهر بشكل يرضي الجمهور ومعجبيها وأسرتها. ويقول "ممدوح الليثي": أي شخصية شهيرة تستفز الكاتب خاصة لو كانت حياتها ثرية مثل "سعاد حسني" لذلك فكرنا في ان نقدم عملاً متكاملاً ووجدنا ان يكون العمل في مسلسل وليس فيلماً لأنه يعطي فرصة اكبر للمزيد من الأحداث والتليفزيون بطبيعته يوفر نوعاً من الالتفاف الجماهيري وأنا شخصياً عاصرتها وكذلك عاطف بشاي. وعن شخصية "سعاد حسني" تقول "مني زكي" لأول مرة منذ بدأت العمل في الفن أخاف إلي هذا الحد لأنني اجسد شخصية حقيقية لنجمة أحبها الجمهور وحياتها مزيج من الفرح والألم والاسرار، كما أنها تتمتع بشكل خاص وكاريزما متفردة أتمني أن يجدها الجمهور لدي، ولذلك إجتهدت قدر المستطاع للاستعداد للعمل فقرأت عنها وشاهدت العديد من افلامها كما استمعت إلي صوتها بإمعان محاولة ان استعير مخارج ألفاظها، وبالرغم من ذلك فإنني سعيدة بالدور وقبلته دون أدني تفكير لأنني اعتبره بمثابة اختبار لي ولفني، وشجعني أكثر انه مسلسل أي أن الاحداث سوف تكون مركزة وبه سوف أعود للجمهور بعد انقطاع فترة طويلة لهذا جلست مع المقربين منها وركزت في طريقة تمثيلها خاصة في فيلم "خلي بالك من زوزو"؛ الذي اعتبره من اجمل افلامها وأكثرهم تجسيداً لروحها وشخصيتها، وحاولت ان استقي الشكل العام لملابسها حيث كان لها اسلوب خاص في اختيارها لملابسها وتسريحة شعرها والاختلاف فقط في الفترة ما بعد الثمانينيات حيث كانت ملابسها مختلفة مع زيادة وزنها وكل هذا وضعته في اعتباري وحددته بالاتفاق مع خبراء الملابس والتجميل، والمسلسل بالنسبة لي فرصة كبري لأنه أول بطولة مطلقة لي في التليفزيون وهو اختبار كبير أتمني ان أنجح فيه وان يحبني الجمهور ولو جزءاً من حبه لسعاد حسني. أما "مدحت صالح" فيؤكد انه سوف يحاول جاهداً ان يقدم صورة عبدالحليم حافظ بشكل طيب خاصة وان علاقته بسعاد حسني تمثل جزءاً هاماً من حياتها وفي هذا الجزء كان عبدالحليم متوهجاً كمطرب وكممثل، وأتمني ان يحبني الجمهور لان المسألة ليست سهلة وبقدر الفرصة التي اتيحت لي بقدر الخوف الذي أشعر به من المسلسل، لكي أكون قريباً من عبدالحليم حافظ النجم الذي عشقه الجمهور، فالدور بالنسبة لي يمثل مسئولية شاقة خاصة وانني لن أقدم قصة حياته كاملة بل الجزء الخاص بعلاقته ب "سعاد حسني" والحدوتة في مجملها تقدم في ساعتين من المسلسل أقدم خلالها بعض اغانيه، وهذا أيضا يقلقني كثيراً فهي ليست المرة الأولي التي أغني فيها لعبدالحليم لكن حينما أقدم هذه الاغاني في مسلسل يتحدث عنه فهذا أمر يثير القلق. "غادة رجب" تجسد دور "نجاة الصغيرة" وتقول: لقد عرض علي مشاريع كثيرة للتمثيل وكنت أرفضها لكن هذا دور لايمكن أن ارفضه لأنه سيضيف لي كثيراً وأتمني ان يلتمس لي الجمهور العذر لو لم أقدم الشخصية بالشكل الذي يتمناه لأنها المرة الأولي لي في التمثيل كما أنها شخصية من الواقع ونجاة حياتها كانت غامضة وليست مثل سعاد، ودوري يبدأ منذ كان عمر نجاة 16 سنة إلي رحيل سعاد وعلاقتها بها وسوف أغني اغنيات كثيرة لنجاة، وعن مفاتيح الشخصية بالنسبة لها قالت: جلست مع أقارب نجاة وحاولت الوصول إلي أهم صفاتها حيث كانت كثيرة القلق ولديها نوع من الوساوس، وشخصيتها مختلفة تماماً عن شخصية "سعاد حسني"، وأقدم في المسلسل بروفات لأغنية "أيظن" وبعض الأغنيات التي عاصرت بدايات "نجاة".