أي بلاء أصاب أرض الوطن الخصبة بنبتها الحاني ونخلها الداني؟ أي خيبة تلك، بل أي عار أصاب الأسعار؟ أين الزراعة التي ترافقها الصناعة نبع الكرامة لكل مصري أصيل عبر القرون؟ أين المحاصيل والغصون الوارفة ذات الفروع الناضرة؟ أين الأكف الرافعة لله شاكرة بالخير وافرة؟ وا أسفاه أهملنا الزراعة!! وتخلفنا في الصناعة!! وتراجعنا في التجارة!! عذراً نهر النيل الخالد لك الحق فيما تصنع!! لك الحق أن تعطي وتمنع! لك الحق أن تهرب منا وتسرع نحو البحار فنحن لا نستحق.. نعم أصابنا الإهمال والكسل والعميان.. أعندنا نهر النيل ونشكو أسعار الخضار؟! أين الزراعة يا وزارة الزراعة؟! نهر النيل العظيم منبع الخير والنماء الذي لم نفلح له إلا في الغناء!! أين الناي الحزين ليتك ما أشعرت يا علي محمود طه.. ليتك ما غنيت يا عبدالوهاب.. يا عجب العجاب.. النيل بيننا وآلاف الأفدنة تروي بمياه المجاري المسببة لأمراض السرطان ولا عزاء للشعب الفقير الذي كل همه الطعام أيا كان يا وزارة الزراعة أوشكت الأراضي أن تبور من سوء التخطيط وانعدام المفاهيم، والفلاحون المصريون أصابهم الإحباط من عدم دعم الدولة والوقوف مع الفلاح المطارد من بنك الائتمان وما هو بأمان!! ومافيا الأسمدة والبذور التي أوشكنا أن نقدم لها النذور.. والمبيدات وما صارت إليه الأمور من كدمات في رأس كل فلاح فترك الأرض وجلس علي أطرفها يبكي علي أطلالها في حرقة ولهيب يقرأ الفاتحة علي أجداده ويندب حاله ويستحضر مشاعر الكرامة والعزة التي كانت تطاول أعواد القصب وسيقان الذرة التي خلت منها الأرض الطيبة فارتفعت أسعار الأعلاف وانعدم طعام الحيوان ومددنا الأيادي إلي الأعداء نستجديهم بالبكاء علي ما يعطونا من فتات.. فارتفعت أسعار اللحوم وتخطت حدود الفقراء!! وساء حال الدجاج فلم يد يصيح بعد أن كان هو الفصيح فأصابه البرد والزكام ليترك الحياة مبكيا عليه هو الآخر.. ساءت المنظومة وفشلت المعلومة وأصبحنا حائرين حاسري الرؤوس نرفع أكف الضراعة من أفعال وزارة الزراعة.. أجدبت الأرض من سوء التخطيط واختلاط الحابل بالنابل.. وهبل التجار وجشع الأسعار والكل يرمي باللائمة علي الآخر ولاصلاح ولا إصلاح.. صبرا أيها الفلاح لعلها تعتدل فلقد تعلمنا الصبر من هذا العملاق الخالد الذي علم المصريين الحضارة ونقشوا ثمار الزراعة علي جدران معابدهم في قداسة واحترام يرسلون رسالة توبيخ في خجل وخذي وإحراج ومعرة.. أتستوردون البصل والثوم من الصين يا لها من فضيحة فهما مرسومان علي الجدران مع السنابل الخضراء ونبات الكتان.. وما حكي لنا عنه القرآن!! أهذا حالنا يا نهرالنيل عذرا حبيبي كفكف الدمع واترك لنا البقية الباقية لعلنا نفيق ونعود إلي الرشد والصلاح.. أبداً أنت الكريم ولن تعود مقبرة لكل حيوان نافق ولن تكون مثوي لصرف المصانع وسوف نكن لك كل تقديس وتقدير واحترام ولا ننسي ما جري عليه عرف الأجداد الفراعنة.. أن من يمثل أمام الإلاه في الآخرة يقول جملة واحدة تعد دليل براءته في الدنيا وهي: .أنا لم ألوث مياه النيل. أبعد هذا التكريم تكريم.. أين نحن من هؤلاء؟ ولا أشك أنهم في خير ونعيم.. احترموا النيل حق الاحترام.. يا وزارة الزراعة لا لإهدار المحاصيل القومية مهما كان!! القطن والقمح والذرة والأرز رموز الحضارة وقوت الغلابة.. لا للسياسة ولا لمافيا الاستيراد لا لرفع أسعار البذور والكيماويات وتخصيص الأسمدة.. لا لأسواق الاحتقار لا لتحويل الزراعة إلي عقارات.. نعم لإعادة التخطيط.. نعم لعودة الاتزان إلي الأسواق المصرية بعد المراقبة التي غابت والحكومة التي نامت والأفواه التي قامت تعض الأنامل من شدة الجوع وتمحو آثار الدموع!! وتقول الزراعة.. الزراعة!! Email:elshudfe*gmail.com