هل أصبحت المدارس هدفاً لكل مذيع أراد الظهور واللمعان؟ هل أصبح التعليم ومنظومته المحترمة مرمي تصوب إليه أهداف الحمقي وأنصاف الألسنة التي غابت عنها العقول الواعية؟ أليس من السفاهة والتفهاهة أن نصف مدارسنا بالتردي والهزال؟ أما أن لتلك الأبواق ومن خلف الشاشات أن يحسنوا الحديث عن التعليم والمعلمين كما يحسنوه عن الفن والفنانين؟! لماذا يبتسمون ويهللون مع كل فنان وفنانة وينشرون له عبير الورد والياسمين وعند الحديث عن التعليم والمعلمين يكتئبون ويشمتون ويتحولون إلي براكين تصب حممها الحامية ونيرانها الكاوية علي المدارس والمعلمين؟ لا وألف لا يا سيادة المذيع ليس الإعلام بمن يندد بالمدارس ويشنع بالمعلمين وينكر الجهود ولا يعترف بالأدوار ويصف رجاله بالتقصير والمهانة والجري وراء الدروس الخصوصية!! إعلام لا يعرف إلا الجحود والنكران وإلقاء التبعات علي عاتق العملية التعليمية التي انتظمت وسرعان ما استردت هيبتها وبدأت في الطريق الصحيح تكافح وتناضل وتصلح ما أفسدته الشياطين.. ليست المدرسة وحدها أيها المذيع أين دور الأسرة والمنزل في التربية؟ أين الأب والأم وسط أحلامهما الغارقة في جمع الأموال خارج وداخل البلاد؟ أين الأب والأم وتكالبهما علي الخلاف والتشاجر أمام الأبناء ونسيان الفضائل والتلاحم الذي يجعل منهما القدوة الصالحة المفقودة الآن!! إلي أين تصل الأسرة المصرية يا سادة بين هذا الكم من المطلقات والأعداد الهائلة من الأبناء المشردين بين الأمهات والآباء والأجداد والأحفاد لا شك أن فقدان المثل والقدوة وراء هذا الضياع والذي رده سيادة المذيع إلي المدارس وأراد الصاق مصائب المجتمع كعادته دائماً إلي المدارس والمعلمين، كان الله في عونهما أمام هذا التعقيد الذي نسيه الإعلام وراح يقلل من الأدوار الشريفة وجهد المخلصين وكأنها حرب شعواء علي المدارس والمدرسين!! المدارس في أمان أيها السادة ومهما يحدث من عواصف وأمواج سرعان ما تعتدل السفينة وتكمل الإبحار.. منذ أيام كتبت وأشدت بموهوبي إدارة النزهة واحدة من مئات أو قل آلاف من إدارات الجمهورية ألم يكن هذا نتاج مدارس وجهود معلمين ومنظمين ومشجعين؟ لم لا نعترف بالفضل ونشيد بمدارسنا وقول معروف خير من كلمة يتبعها أذي ونقدم التفاؤل لا التشاؤم والاعتراف لا الإنكار والعون والمساعدة في اتمام المسيرة واحقاق الحق حين يجب أن يكون الحق؟ المدارس يا سادة المكان الوحيد الذي لا يصح فيه إلا الاحترام ولكننا تعودنا الشكوي لأتفه الأسباب وقد ملأتها المكايد والأحقاد!! ألم تكن المكان الوحيد الذي يعالج عواقبا لأسر الفاشلة وما كان من بعض ظواهر العنف إلا من غياب التربية وفقدان الأسرة المتماسكة المؤمنة وغياب دور الآباء والأمهات أخي المذيع المغمور وكل من خلف الشاشات قادكم الغرور بلسانكم المسحور في طريق بلا مرور إلي نوع من الظهور فلم يعد التعليم المصري الآن وسيلة لهؤلاء المرتعشين أو أنياب خبيثة تنهش في نخيله الراسخ الثابت الذي ارتفع ولا يزال يطاول تلك الصغائر تقذفه بالأحجار لتنال من كرمه الثمار!! أيها المذيع ليس التعليم في حالة متردية وقد قطعنا في تطويره الأشواط وارتفعت له الأصوات تبارك وتؤيد الخطوات فلم التشكيك والتفكيك؟! ولم التضليل والتهويل! مدارس محافظة القاهرة في سباق الآن بعد إعلان المحافظ مسابقة أنظف المدارس اكتمالاً لسياسة الوزير النشط الذي يعي دور المدرسة كموقع استراتيجي لبناء مستقبل المجتمع وحماية الوطن.. أيها السادة نحن في حاجة إلي ضمير يقظ يقرر ما نحن فيه ويدفع إلي الأمام والإبداع وما من متعلم إلا وله معلم فهيا إلي إعادة الاتزان وضبط الميزان!! Email: [email protected]