السؤال هنا الذي قد لا يكون قد تنبه اليه الكثيرون من اولياء الامور أولا ثم الطلاب ثم السادة المسئولين التربويين هل الطالب سيمتحن في تسع مواد في عام واحد أي الكيمياء والاحياء أو الفيزياء والرياضيات واللغات وكل ما هو آت في عام واحد؟ ام ان المسألة مازالت محل الدراسة؟ لم يستطع مؤتمر التعليم الثانوي ان يطمئن ابناء الشعب المكتوي بنار الاسعار في الدروس الخصوصية، وبزيادة البنزين والسولار وكل المستلزمات حتي ان المذيعة المتألقة لميس الحديدي ختمت حديثها مع السيد الدكتور الذي جاء لبرنامجها كي يعطينا حقن التفاؤل غير المبررة، وقالت السيدة المتألقة يا دكتور أنا لست متفائلة فمنذ طه حسين نسمع كلاما ولا نري تطويرا حقيقيا، بل نري هذه الاراء والافكار مستحيلة التنفيذ. لم يقتصر الامر علي هذه المذيعة بل ان معظم الآراء من السادة الأفاضل الذين اخرجوا هذه الاستراتيجية أو قدموا ذلك التطوير المزعوم سمعوا ردودا عليها ابسط ما قاله د. المشاط في "البيت بيتك" اانها ملفقة ولا تفي بالغرض حتي ان مقدم برنامج "البيت بيتك" ختم حلقته ايضا موجها كلامه للدكتور هلال بأن ذلك الشاب الذي ذهب ليعمل لدي مؤسسة "بيل جيتس" لم يكن التعليم المصري هو سلاحه الذي تسلح به، ولكنه تعلم في جامعة غير مصرية، وان اجتهاده الشخصي هو الذي أوصله لتلك المكانة ليعمل ويدرس في هذه المؤسسة العالمية. اماعن تراجع مؤتمرنا المظفر الذي سبقته 200 ألف ساعة عمل، وشارك فيه 250 عضوا ان نتحدث عن تكاليفهم المادية ولا ثمن الجلسات والاجتماعات والسفريات والبدلات، ولا الحقائب الانيقة التي وزعت في نادي العاصمة، ولا الاشخاص الذين دعوا للمؤتمر أو لرئاسة الجلسات أو الاشخاص المحترمين الذين استبعدوا لانهم يقولون بكائيات أو يخونون الآخرين او يتحدثون عن العمالة فهذا الكلام اصبح قديما وهو يخص الداعي والمدعو ولا دخل لنا به وانما يخص اطرافه نحمد الله اننا لسنا منهم فإن اخطر ما تمخص عنه ذلك المؤتمر انه قرر ان تكون الثانوية العامة عاما واحدا أي امتحانا واحدا أو امتحانا علي "تيرمين" في سنة واحدة "طبعا مازالوا لم يستقروا عليه" لان التوصيات ليست نهائية والسؤال هنا الذي قد لا يكون قد تنبه اليه الكثيرون من اولياء الامور أولا ثم الطلاب ثم السادة المسئولين التربويين هل الطالب سيمتحن في تسع مواد في عام واحد أي الكيمياء والاحياء أو الفيزياء والرياضيات واللغات وكل ما هو آت في عام واحد؟ ام ان المسألة مازالت محل الدراسة؟ ولماذا تعجلنا اذا لم تكن الاجابة موجودة نحن مع العام الواحد نعم فأي شكل سيكون ولماذا لم نحدد ذلك بوضوح. اما بعد المؤتمر بيوم واحد فقط عقدت ندوتان في المجلس الاعلي للثقافة عن التربية وافاق المستقبل جاءت محاور الندوة جيدة، فلماذا لم تسبق المؤتمر وهي تتحدث عن الهوية والثقافة وحقوق الانسان وادب الاطفال وغيرها اتذكر مؤتمر المنظمة العربية يناير 2007 في الجامعة العربية وكان من المتحدثين د. محمد السيد سعيد، د. مصطفي كامل وغيرهما من الافاضل وكان قد صدر وقتها كتاب في عالم المعرفة "اقتصاد يغدق فقرا" ونخشي الآن ان نقدم تعليما يغدق فقرا اكثر فمازلنا نجري في نفس المكان ويظن السادة المسئولون اننا نقدم جديدا أو نتقدم وان كان بعضهم لا يهمه ان تمدحه أو حتي تقبحه فالمهم ان يلمع اعلاميا كي يبقي في مكانه وزير أو مدير اما مستقبل هذا الوطن فكم من وزير غيره فعل فعلته لسنوات طوال وترك وزارته او ادارته ولم يحاسب. يا سادة كانت هناك مشروعات لتعليمنا تتحدث عن اهم ملامح المهارات الاساسية المطلوبة للقرن الحادي والعشرين منها المحافظة علي اللغة الأم الي جانب اللغات الاجنبية وعلوم الحاسب والتكنولوجيا والعلوم والرياضيات وكذا الدراسات الاجتماعية والفنون وعلاقتها ببنيته الشخصية لبناء الانسان المصري او اعادة بنائه اما التسطيح الذي نراه الآن فشيء مخجل فالجذع المشترك الذي يتحدثون عنه يقلل من الاتقان ويسطح المواد فلا طال بلح الشام ولا عنب اليمن.. ولننظر الي الحرفيين المتخرجين في مدارسنا الفنية أو حتي الذين درسوا الحاسب الالي في مدارسنا وكلياتنا الي جانب الثقافة المنحطة لدي العديد من تلاميذنا، والمستوي القيمي لدي الاخلاق.. حتي اننا لنسمع براقصة الفن الشرقي السيدة دينا تخرج علي الشاشة المصرية اكثر شجاعة بل اكثر جرأة لتؤكد انها ذهبت الي الحفل المدرسي بدعوة رسمية وانها لم تكن تعبر في الحفل المدرسي صدفة ثم دخلت لترقص اما السادة الافاضل التربويون فلم يقولوا الحقيقة ولفوا وداروا ليعطوا لتلاميذهم القدوة لقد شاهدنا رجلا ملتحيا يقول كلاما لم يستطع ان يعتذر عنه لان الراقصة دينا كانت اشجع منه واصدق فقد وجدت في عملها الذي تدفع عنه الضرائب وتمتهنه شرفا "واحلي من الشرف مفيش". حينما شاهدت هذا علي الشاشة خجلت لهؤلاء المسئولين سلفا بل تذكرت قول المتنبي "أغاية الدين ان تحفوا شواربكم.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم". اما الطامة الكبري فهي الحديث عن اللامركزية في التعليم دون دراسات حقيقية، وكأننا اخذنا التعليمات من هناك حيث يسافرون ويتعاملون ويسكن ابناؤهم ويقيمون في بلاد العام سام. اللامركزية في التعليم وكأننا سنستيقظ يوما لنجد مصر ثلاثين ولاية مثلما صحونا علي محافظتين جديدتين. يا سادة الولايات التي تتحدثون عنها لكل ولاية ميزانيتها المختلفة ونظام انتخابها ومجلسها النيابي وادارة تعليمية تقدم تعليما يناسب كل ولاية فهل نحن اعددنا العدة لذلك ام لان الذين يعطوننا المنح والهبات والسفريات ولابنائكم الجنسيات والاقامات تريدون ان تنفذوا لهم التعليمات نحن لا نتحدث عن التخوين او عدم المصداقية ولسنا في بكائيات لكننا مهمومون بشأن هذا الوطن العزيز. فالولاياتالمتحدة المصرية التي تتحدثون عنها وفقا للتعليم ولا تتوافق مع طبيعتنا الجغرافية والتاريخية فنحن يحكمنا نهر النيل الذي مازلنا نشرب منه رغم التلوث. أي مركزية أو لا مركزية تتحدثون عنها فآلاء طالبة المنصورة عجزت الوزارة بأكملها علي حل مشكلاتها المتواضعة وتدخل السيد رئيس الجمهورية شخصيا، والراقصة دينا خرجت بشجاعة لتقول نعم رقصت في الحفل ولم يخرج السادة المسئولون ليعترفوا بالحقيقة كونوا مطمئنين لابناء هذا الوطن فالتعليم ليس قرفا وانما حق لكل مواطن ليست ورقة نشخبط فيها ثم نمزقها ونأتي بغيرها ونعيد الشخبطة مرات ومرات كفانا شخبطة فالتاريخ خير شاهد علي الشخبطة.