ارى وبكل وضوح ضرورة وجود مسئولية وطنية كبيرة لدى فئات كثيرة من المجتمع نحو وطنهم وقد تحدثت فى مقال سابق عن الفن والفنانين ومسئوليتهم نحو ما يقدموه من فن يشكل وجدان المجتمع وطلبت ان يقدم الفن فى هذه الفترة النماذج الايجابية التى تعيد نشر الوعى والثقافة والمثل العليا فى المجتمع وان نبدأ مرحلة فنية جديدة تهتم بالاولويات التى يحتاجها المجتمع الان . وتتطرقت فى الحديث حول الاجور التى تتعدى الملايين ويتلقاها نجوم الاعمال الفنية وطلبت من الفنانين والمخرجين والمنتجين وكل القائمين على هذه الصناعة الهامة جدا ويربحوا منها الملايين ان يساهموا فى دعم الوطن ماديا وان يردوا له الجميل بعد ان حققوا فيه الشهرة والمال خصوصا ان الوطن الان فى حالة تستدعى ان يقف الجميع بجواره واستشهدت هنا بموقف العظيمة ام كلثوم سيدة الغناء العربى التى ساهمت بشكل كبير فى جمع التبرعات واقامتها للحفلات التى تبرعت باجرها فيها لاعادة تسليح الجيش المصرى بعد حرب 67 . والان بعد ان بدأت بشائر المشروعات التنموية الكبرى فى مصر وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة اصبح واجب على العديد من الفئات فى المجتمع اصحاب الاجور التى تصل الى الملايين ان يقفوا بجوار وطنهم ودعمه ماديا ليكون قادر على انهاء مثل هذه المشروعات والدعم هنا يكون باشكال عديدة ومختلفة . وبنظرة سريعة على خريطة الاجور المصرية نجد ان اصحاب الملايين فى الاجور فئات واعداد ليست بالقليلة ومن يحقق هذه الارقام فى مصر ليس رجال الاعمال فقط والذى بدأ بعضهم بالفعل التبرع لصندوق تحيا مصر ومازال هناك الكثير منهم فى الطريق ولكن ما لفت انتباهى هو شروع البعض فى ادراج قوائم سوداء لرجال الاعمال الذين لم يقوموا بالتبرع فى هذا الصندوق وانا لست مع هذا الاجراء اوضده ولكن يجب ان يكون لدى كل فرد منا حسا وطنيا لدعم وطنه دونما اى ترهيب او وعيد خصوصا اننا فى مرحلة جديدة– ولكن لماذا تكون القائمة السوداء لرجال الاعمال فقط – واين باقى فئات المجتمع اصحاب الملايين ومع ذلك فانا اشكر كل رجال الاعمال الذين ساهموا بتبرعاتهم للوطن واعادوا جزءا من حقه عليهم واتمنى ان يسير الباقى خلفهم ولكن هنا أتساءل اين دور الفئات الاخرى من اصحاب الاجور العالية – اين الموظفين الكبار الذين كانت تصل رواتبهم الى المليون جنيه وما كان اكثرهم فى شركات الاتصالات والبنوك و الشركات القابضة وشركات البترول وغيرها (قبل تطبيق الحد الاقصى) اين مطربى مصر الذين ذاعت شهرتهم ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى كله وحفلاتهم تمتد من داخل الوطن الى خارجه عربيا ودوليا وحققوا ثروات بالملايين الم يفكر احدا منهم ان يأخذ المبادرة ويدعم وطنه ماديا لكى يكون قدوة لغيره خصوصا وان تعاقداتهم مع شركات الانتاج تصل للملايين خلاف اجور الحفلات داخل مصر وخارجها كذلك احيائهم للحفلات الخاصة و الافراح وكل هذا يحقق مبالغ ليست بالقليلة . لماذا لم يفكر احدا منهم فى اقامة حفلات لدعم مصر سواء فى الداخل او الخارج واذا كان هذا صعبا او غير متاح ان يقوم به احدهم منفردا فلماذا لم تفكر نقابتهم فى اقامة مثل هذه الحفلات وان يذهب عائدها الى اعادة بناء واعمار الوطن . اين فنانى مصر الكبار الذين يتحدثون دوما عن بلدهم وفضلها عليهم وعن الجمهور الذى صنع نجوميتهم وحققوا من وراءه تلك الملايين ايضا لماذا لا تأخذ نقابتهم مبادرة لجمع التبرعات من اصحاب الاجور العالية ويتم عمل لائحة بهذه الاسماء وحجم تبرعاتهم وتقدم فى احتفالية كبرى الى الصندوق اين لاعبى كرة القدم والمديرين الفنيين التى وضعتهم اجورهم السنوية فى نادى اصحاب الملايين الم يعلموا ان من صنع شهرتهم هو هذا الشعب الذى يحتاج اليهم الان ويكفى ان ترى عقود تجديد اللاعب لناديه او لانتقاله الى نادى اخر لتعرف حجم الاموال التى اتحدث عنها واين محترفونا فى الخارج ودعمهم للوطن فى هذه المرحلة . اما الشيئ الغريب هنا هو اعلامى مصروخصوصا اصحاب البرامج فى الفضائيات الخاصة وما اكثرهم وما اكثر حديثهم الدائم عن مشروع قناة السويس الجديدة والمشاريع الاخرى وصناديق اعادة تنمية مصر و ضرورة التبرع لصندوق تحيا مصر ولكن اين هم من دعم مصر فالكثير منهم يدخل ضمن فئه اصحاب الاجور التى تتعدى الملايين لماذا لم يبادر ايا منهم بجانب تحمله للمسئولية الاعلامية فى بناء المجتمع معنويا (ان كان هذا يحدث) بدعمه ماديا وان يؤكد حبه لوطنه ليس فقط من خلال الكلام بل وبالفعل ايضا وهناك الكثير والكثير من الفئات التى يجب عليها رد الجميل للوطن والوقوف بجانبه لان هذا سيعود على الجميع بالنفع العام . الم يروا ان الوطن الان فى حاجة اليهم ليردوا له الجميل الم تحرك فيهم النماذج السابقة ووطنيتها شيئا لكى يسيروا على نهجه الم يروا الحاجة فاطمة التى تبرعت بقرطها الذهبى وهو كل ما تملكه من اجل الوطن وهنا ان اتحدث عن التبرع وليس شراء الاسهم لان شراء الاسهم واجب على المصريين جميعا لانه فى النهاية سيكون مربحا للمشترى بل ان امواله يضعها للاستثمار اما التبرع فهو جزء من رد الجميل للوطن . اما من ناحية اخرى فيجب على هؤلاء جميعا وخصوصا نجوم الفن والطرب والكرة وايضا نجوم المجتمع زيارة مشروع قناة السويس الجديدة والمشاريع الاخرى التى ستقام ان شاء الله ويبثوا روح ايجابية لدى العاملين فيه ويكونوا قدوة للمجتمع وفئاته وتشجيعهم للوقوف بجانب وطنهم ومشروعاته القومية