بعد هزيمة يونيو 1967 التي منيت فيها مصر بخسائر فادحة ماديا ومعنويا، بدأت تلملم أشلاءها شيئا فشيئا وتحاول التعافي من أثر الضربة العسكرية الموجعة، فأعلنت السيدة أم كلثوم عن إقامة حفلات لمصر تغني فيها متبرعة بأجرها للجاليات العربية في أوروبا وفي كل العالم العربي وذلك لصالح ما عرف وقتها بالمجهود الحربي، وكذلك فعل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وفنانون كثيرون. بدأت السيدة أم كلثوم بنفسها وتبعها آخرون.. ففي إحدي الحفلات خلعت قرطها الماسي الثمين وتبرعت به لأجل مصر فقامت سيدات المجتمع الثريات بتقديم بعض مصاغهن لدعم مصر بالإضافة إلي قيامهن بجمع المال لنفس الهدف. وبما أننا الآن في حالة حرب مع الاقتصاد المصري المسرطن بالموازنة العامة الخربة، كما أننا سئمنا من انتظار العون من الأشقاء العرب والخارج، فقد بدأنا ضخ الدماء في شرايين مصر عقب ثورة 6/30 بفتح حساب للتبرعات برقم 306306 والذي انهالت الإعلانات التليفزيونية عنه حتي وقت قريب ثم فجأة سكت الكلام ولم نعد نسمع عن هذا الحساب أو ما يحتوي عليه أو من يملك زمامه شيئا!! وعندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تبرعه بنصف راتبه ونصف أملاكه لصالح مصر وموازنتها العامة المهترئة تذكرت حساب 306306 الذي يجب أن نعرف حجمه والمتحكمين فيه ونضمه إلي حساب التبرعات الجديد المسمي تحيا مصر. وعلي غرار مافعلت السيدة أم كلثوم عام 1967، أدعو المطربين الحاليين الذين تمتلئ حفلاتهم بالجمهور في مصر والعالم العربي بل في أوروبا وأمريكا أن يتخذوا من كوكب الشرق قدوة وطنية حسنة، وأنا أعرف أن أكثرهم بل أكاد أجزم أن جميعهم قام بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إعجاب شديد بوطنيته وشجاعته وتصديه لإنقاذ مصر من براثن الزبانية المتأسلمين فلابد أنه الآن قدوة لهم فيما يفعله من منطلق حل مشاكل مصر بالجهود الذاتية. والآن وقد جعل الرئيس نفسه قائدا لإنقاذ اقتصاد مصر من وعكته الجسيمة بتنازله المحترم عن نصف راتبه ونصف أملاكه، فأعتقد أن معظم الفنانين وقد صاروا من أصحاب الملايين لن يتأخروا في إنقاذ مصر.