القاهرة: في إطار ما تشهده الساحة الدينية على مستوى العالم الإسلامي في الفترة الأخيرة من ظهور فتاوى مثيرة للجدل ، وعن دور الأزهر في مواجهة هذا السيل من الفتاوى عبر القنوات الفضائية أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر قائلاً :" لا أستطيع مطلقا تكميم أفواه الدعاة عبر القنوات الفضائية لأنني لا أملك السيطرة، وليس لي أي سلطان على هذه القنوات ". وحول ما إذا كانت العديد من فتاوى غير المتخصصين الذين يظهرون في القنوات الفضائية مقابل الحصول على المال، تثير الكثير من الجدل والبلبلة في الأوساط الإسلامية، قال طنطاوي: "مهمتي كشيخ أزهر أن أقول لمن أحسن أحسنت وأشد على يديه أما من يخطئ فأوضح له خطأه، لكنني لا أستطيع تكميم فمه أو منعه من إصدار الفتاوى عبر القنوات الفضائية لأنها لا تتبع الأزهر ولا حتى مصر حتى افعل ذلك." وفيما يتعلق بإمكانية امتلاك الأزهر لقناة فضائية لنشر حقائق الدين الإسلامي والرد على الشبهات المثارة حول الدين الإسلامي استبعد طنطاوي ذلك وقال ، بحسب جريدة " عكاظ " السعودية : "هذا الأمر يحتاج لموارد مالية كبيرة واستعدادات فنية ونحن ليس لدينا ذلك." وفي هذا الصدد يقول الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي أنه امتنع عن إصدار أية فتاوى احتجاجا على “مهزلة" القنوات الفضائية وما يحدث فيها من تصدر غير المتخصصين للفتوى دون علم. وأضاف: "على الرغم من انني متخصص في إصدار الفتاوى لأنني من خريجي كلية أصول الدين بالأزهر إلا أنني قررت التوقف عن إصدار الفتاوى حتى تنتهي مهزلة القنوات الفضائية، مشددا على ضرورة تحديد شروط واضحة من قبل العلماء لمن يتصدى للفتوى لأنها ليست بالأمر اليسير." واستبعدت د. سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إمكانية تحقيق توحيد جهة إصدار الفتاوى على مستوى العالم الإسلامي وقالت يستحيل تحقيق ذلك لأن المستفيدين ينتشرون في كل مكان كما ان ظروف كل مجتمع تختلف عن الاخر وهو ما يجعل الفتوى تختلف حسب الزمان والمكان .