واشنطن تقترح على إسرائيل استباحة الأجواء العربية مستوطنات يهودية عواصم - وكالات : ذكرت تقارير صحفية ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وفي محاولة منها لإنهاء أزمة رفض الحكومة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، اقترحت على حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، تمكين الطائرات الإسرائيلية من استباحة أجواء الدول العربية، وإعادة فتح مكاتب المصالح التجارية الإسرائيلية في عدد من دول الخليج وشمال افريقيا. وتسعى دولة الاحتلال منذ سنوات إلى فتح الأجواء العربية أمام طائراتها، مما يؤدي إلى تقصير المدد الزمنية للرحلات الجوية الإسرائيلية من وإلى الشرق الأقصى بثلاث ساعات على الأقل، كما يتبع ذلك انخفاض أسعار الرحلات الجوية. وتضيف التقارير ان واشنطن مارست ضغوطا على عدد من دول الخليج وشمال أفريقيا لاجبارها على الموافقة على إعادة فتح مكاتب المصالح التجارية الإسرائيلية التي سبق واغلقتها بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وكانت وسائل الإعلام إسرائيلية ذكرت الخميس أن نتنياهو على استعداد للنظر في تجميد أعمال البناء لثلاثة أشهر، بيد أن هذا الإجراء لن ينطبق على ألفين من الوحدات السكنية الخاصة ال3200 قيد الإنشاء في المستوطنات، كما لن ينطبق على ورش البناء في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال نتنياهو خلال لقاء عقده مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في القدسالمحتلة: إن "الكثير من الإسرائيليين مستعدون لتقديم تنازلات عديدة للفلسطينيين، لكن ثمة أمر واحد ليسوا مستعدين له؛ وهو أن يكونوا مغفلين، ولذلك فإنه إذا أراد أحد أن أجمد الاستيطان فإني أتوقع أن يمنح الفلسطينيون والعرب المقابل لذلك". اقتراحات الأمريكيين وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "البيت الأبيض يعتزم عرض اقتراحين على إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان بالضفة الغربية: الأول إلتزام دول عربية معينة، ليس لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، الأمر الذي سيتيح تقليص مدة سفر الرحلات الجوية الاسرائيلية الى الشرق الأقصى بشكل جدي". وحسب الصحيفة، فإن "الدول التي تقع في مسار هذه الرحلات الجوية هي السعودية والعراق ودول الخليج العربي". وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، إن "في مقابل تجميد البناء في المستوطنات، فان إسرائيل ستتمكن من إعادة فتح مكاتبها التجارية التي كانت تعمل في الماضي في شمال أفريقيا وفي دول الخليج، والتي اضطرت الى إغلاقها في السنوات الأخيرة". يذكر ان مثل هذه المكاتب كانت موجودة في المغرب وتونس وعمان وقطر. نتنياهو ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها، إن "مسألة المقابل الذي ستحصل عليه اسرائيل لقاء تجميد البناء في المستوطنات كانت طرحت في لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مع المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشيل خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. كما طرحت في لقاءات أخرى أجريت أخيرا بين مسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى ومسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض. وزعمت الصحيفة، إن "إسرائيل أبلغت صراحة إن الإدارة الأمريكية، حصلت من دول عربية معينة على تعهدات أولى لتنفيذ هذه المقترحات، كخطوات أولى في اطار التسوية السياسية الشاملة. وذكرت إن "ميتشيل أبلغ باراك ان الرئيس الأمريكي لم يمنح أحدا تفويضا بالتوصل الى حل وسط في شأن تجميد البناء في المستوطنات، وأن الطلب الوحيد الذي يمكن ان يوافق الأميركيون على سماعه هو عدم استكمال مئات المباني التي تم بناء هياكلها". في المقابل، أشارت الصحيفة الى "التشكك الاسرائيلي حيال هذه المقترحات الأميركية، بسبب رفض السعودية في السابق لمطلب اسرائيل التحليق فوق أراضيها". أوباما يطالب العرب بإنهاء عزلة إسرائيل في نفس السياق، كشفت صحيفتا "هآرتس" و"جيروزاليم بوست" الإسرائيليتان النقاب السبت عن أن أوباما وجه الدعوة إلى القادة العرب بصفة عامة إلى مساعدته ل"إنهاء حالة العزلة" التي تواجهها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفتان إن أوباما خص العاهل المغربي محمد السادس بتوصيل رسالة إليه يطالبه فيها بالعمل على تضييق فجوة الخلافات بين الدول العربية وإسرائيل وإنهاء عزلة الدولة العبرية ، ويؤكد له فيها أيضا التزامه المستمر بتنفيذ وعده بإقامة دولة فلسطينية. وقال أوباما أيضا لملك المغرب إن المملكة المغربية يمكن من جانبها أن تسهم في تعزيز قوة السلطة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل توفير الأرضية الملائمة لقيام الدولة. ودعا أوباما أيضا في الرسالة التي أشارت إليها وكالة الأنباء المغربية، الدول العربية إلى تقديم الدعم السياسي والمالي إلى السلطة الفلسطينية وإلى تنفيذ المبادرة العربية للسلام حتى يتم إنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي وتحصل إسرائيل على اعتراف العالم العربي في النهاية. كما حث الرئيس الأمريكي كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين على تنفيذ التزاماتهم تجاه تحقيق السلام في المنطقة ، ومن بينها وقف بناء إسرائيل للمستوطنات وإزالة نقاط التفتيش التابعة لها من الضفة الغربية ، وتقوية السلطة الأمنية الفلسطينية في المقابل من أجل محاربة ما سماه ب"الإرهاب" بشكل أكثر فاعلية. رد الفعل العربي وفى المقابل، ذكر مصدر رفيع بالجامعة العربية أن الدول العربية يجرى النقاش بينها حول طبيعة التجاوب ودرجته الذى يمكن أن تبديه فى حال ما قامت إسرائيل بالفعل باتخاذ خطوات حقيقية على الأرض يمكن التحقق منها ولا مراوغة فيها فيما يتعلق بالوقف الكامل للاستيطان. وأضاف المصدر: لقد أبلغ عدد من العواصم العربية الفاعلة الرئيس أوباما شخصيا باستعدادها لدعم جهوده الهادفة لتحقيق السلام الشامل فى الشرق الأوسط بإبداء انفتاح تجاه إسرائيل مضيفا أن هذه الدول اشترطت ضمانات أمريكية لجدية إسرائيل لوقف الاستيطان. وحول ما إذا كان التجاوب العربى سيشمل فتح الأجواء العربية أمام الطيران الإسرائيلى وإعادة تشغيل مكاتب التمثيل التجارى العربى فى إسرائيل أو زيادتها، قال المصدر «نحن لسنا بصدد الإعلان عن مكافآت مسبقة، مضيفا، أن هناك أفكارا مختلفة تتدارسها الدول العربية كل على حسب اختياراته السياسية". ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن المصدر نفسه تاكيده أن الدول العربية: "لم تقدم أى شىء إلا إذا ما تحقق الإيقاف الكامل للاسيطان". وحول إذا كانت الدول العربية تطلب إيقاف الاستيطان عدة شهور مقابل هذا التجاوب أو تطلب وقفا تاما حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام فلسطينى إسرائيلى، قال المصدر إن هناك سيناريوهين يجرى العمل عليهما: "الأول يقوم على وقف الاستيطان لعدة أشهر مقابل تجاوب "محدود" من العالم العربى» والثانى هو وقف كامل للاستيطان تحت إشراف دولى مقابل "تجاوب أكبر من العالم العربى". وحول موقف المملكة العربية السعودية وما يمكن أن تقدمه فى هذا الشأن، قال المصدر إن السعودية قد أعلنت استعدادها لدعم السلام، ورفض التعليق على ما إذا كانت الرياض فتحت أجواءها أمام الطيران التجارى الإسرائيلى، وقال: "هذه قرارت سيادية للدول". ومن جانبه، قال مصدر دبلوماسى مصرى إن الاجتماع الأخير الذى عقد على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثمانى بين الرباعية الدولية ولجنة مبادرة السلام العربية شهد نقاشا فى هذا الشأن حيث أكدت الدول العربية المشاركة والجامعة العربية على الاستعداد المشروط للتجاوب مع وقف الاستيطان. وقال المصدر: "الوقف الجاد للاستيطان هو أولوية عربية فى المرحلة الحالية". وأضاف أن اجتماعات عربية ستجرى عندما يعلن الرئيس أوباما عن خطته للسلام، لتقديم موقف عربى فيما يخص سبل التجاوب مع إسرائيل فى حال أعلنت إسرائيل الالتزام بوقف الاستيطان. من ناحية أخرى قال مصدر دبلوماسى سورى فى القاهرة إن بلاده لا تعارض التعاون مع أفكار الرئيس أوباما لتحقيق السلام ولكنها لديها الكثير من التشككات فى نوايا الحكومة الإسرائيلية الحالية فيما يتعلق بتحقيق السلام. وقال المصدر إن السؤال الأساسى هو: "إذا كانت حكومة نتنياهو راغبة فى تحقيق السلام أم حكومة راغبة فى تحقيق مكاسب بدعوى السعى للسلام؟".