أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده الأربعاء القادم سيؤكد على دعم الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية سياسيا بطريقة سلمية، ودعم المطالب المشروعة للشعب السوري وحقه في رسم مستقبله السياسي بإرادته الحرة. وقال بن حلي، "إن الجامعة العربية تسابق الزمن من أجل التوصل إلى حل سياسي لتلك الأزمة سياسيا وبطريقة سلمية لحقن دماء أبناء الشعب السوري، والمحافظة على مقدرات الدولة السورية وفق الترتيبات التي أقرها بيان جنيف في 30 يونيو العام الماضي". وردا على سؤال حول موقف روسيا من الأزمة السورية؛ أجاب بن حلي بأن الموقف الروسي تطور كثيرا وظهر ذلك في البيان المشترك الذي صدر عقب الاجتماع الأول للمنتدى العربي الروسي الذي عقد في 20 فبراير الماضي بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزراء الخارجية العرب والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي. وقال إن البيان المشترك العربي الروسي الذي صدر عقب اختتام المنتدى، أكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لتلك الأزمة وفق الترتيبات، التي أقرها بيان مؤتمر جنيف العام الماضي وذلك من خلال عملية سياسية تؤدى لتشكيل جهاز أو هيئة انتقالية (حكومية) ذات صلاحية تنفيذية كاملة لتسيير المرحلة الانتقالية، ونقل السلطة في إطار زمني متفق عليه. وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيكون موجودا في هذه الفترة الانتقالية.. أجاب بن حلي "بالتأكيد سيكون موجودا، فنحن نسعى الآن لتهيئة المناخ من أجل إنجاح مؤتمر جنيف 2، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة العربية بشأن سوريا والأمين العام للجامعة العربية أبلغا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالعناصر التي توافقنا عليها عربيا. كما أبلغ العربي الدول العربية التي لم تشارك في اجتماعات اللجنة بهذه العناصر، التي حصل عليها توافق بين الدول العربية المعنية بالأزمة السورية". وحول مضمون هذه العناصر..قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية "إن هذه العناصر قلنا يجب أن تكون سرية، ولكن للأسف تسربت في بعض وسائل الإعلام، ومضمونها هو الحفاظ علي السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا والحفاظ علي هيكل الدولة ومؤسساتها الوطنية ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة متفقة عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة". وردا على سؤال حول عدم وجود أي شيء يذكر عن الأسد بالعناصر التي وضعتها اللجنة العربية المعنية بسوريا في اجتماعها الأخير،قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هذه الأفكار قلنا يجب أن تظل سرية ولكن للأسف تم تسريب مضمونها، ونحن توافقنا عليها بدون ذكر الأسد لأننا نريد إنجاح مؤتمر جنيف 2 بشأن إيجاد حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري وركزنا على ما يلبي تطلعات الشعب السوري. يذكر أن المعارضة السورية تشترط أن يكون رحيل الأسد على رأس جدول أعمال مؤتمر جنيف 2، وأنه في حال عدم الاستجابة فيجب أن يكون بقاؤه صوريا خلال المرحلة الانتقالية، وألا يلعب أي دور في اتخاذ القرارات السياسية أو العسكرية في المرحلة الانتقالية. وقال بن حلى إن وزراء الخارجية العرب سيطالبون كافة الأطراف في سوريا بتوفير المناخ المناسب لإنجاح الجهود المبذولة لإقرار الحل السياسي كأولوية لحل الأزمة السورية، ودعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله السياسي بإرادته الحرة. ويعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا غير عادي على مستوى وزراء الخارجية العرب الأربعاء الموافق (5 يونيو) المقبل بالقاهرة برئاسة مصر لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا وبلورة الرؤية العربية النهائية التي ستعرض على مؤتمر جنيف 2 بشأن الأزمة السورية والمتوقع عقده الشهر المقبل لإيجاد حل سياسي للازمة لسورية. وقال أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية "إنه بعد مشاورات بين الأمين العام الدكتور نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب وفي ضوء اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري فقد تقرر عقد هذا الاجتماع وذلك لمناقشة طبيعة الموقف العربي الواجب اتخاذه لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية في ضوء قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري بشأن ضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري والانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة بطريقة سلمية". وأضاف بن حلي أن الاجتماع الوزاري سيسبقه اجتماع للمندوبين الدائمين في نفس اليوم للإعداد للاجتماع الوزاري ومناقشة تطورات الأزمة السورية والخطورة المترتبة على دخول حزب الله على خط الأزمة السورية وتداعيات هذا الموقف. وأكد أن مجلس الجامعة العربية سيناقش العواقب الخطيرة لتلك المواقف والأحداث على أمن لبنان واستقراره، وذلك حرصا على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه أهله، وهو ما ترجم عمليا بسياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في تعاملها مع مجريات الأزمة السورية خلال الفترة الماضية. وقال بن حلي إن الأمين العام لجامعة الدول العربية انتقد حزب الله وإعلانه الانخراط في القتال الدائر في سوريا، ودعا قيادة حزب الله إلى مراجعة مواقفها وعدم التدخل في القتال بسوريا. وتواصل المعارضة السورية محادثاتها في إسطنبول من أجل سرعة إنهاء الخلافات الداخلية وانتخاب قيادة توافقية للائتلاف المعارض واتخاذ قرار بشأن حضور المؤتمر الذي قد يعقد في جنيف خلال الأسابيع القادمة، ويبحث المجتمعون مسألة توسيع الائتلاف ليصبح أكثر تمثيلا وإدخال عدد أكبر من النساء للهيئة التي حظيت باعتراف عدد كبير من الدول الغربية وجامعة الدول العربية.