تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الثلاثاء عددا من القضايا الهامة والتي جاء منها : لا خلاف عليه في عموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار"، أكد الكاتب الصحفى جلال دويدار أن ما قاله الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمر لا خلاف عليه باعتباره يتوافق وما يقضي به بناء النظام الديمقراطي الذي يعد أملا لكل أطراف المنظومة السياسية وأحد الأهداف الرئيسية للثورة. وأشار الكاتب إلى أن المشكلة يدركها تماما الفريق السيسي ويلمس كل ما يحيط بها، موضحا أنها تتركز في فقدان الثقة على الساحة المصرية وما تولد عن ذلك من غياب للوفاق الوطني. ودعا الكاتب إلى ضرورة الاعتراف بأن هناك صراعا بين حلفاء ثورة 52 يناير بعد ان تمكن أحد أعضائه من سلطة الحكم. ونتيجة لاحساس الجانب الآخر بالاقصاء والتهميش استنادا إلى نتائج الانتخابات والاستفتاءات كان من الطبيعي اللجوء إلي الشارع الذي أعطى الثورة شرعيتها.. مؤكدا أن هذا الصراع ينعكس على أحوال هذا الوطن وما يواجهه من حالة اضطراب وانهيار خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي. ولفت إلى أن أزمة عدم الثقة التي اشعل نار جذوتها نزعة العناد في معالجة التوتر والاحتقان تحولت إلى حالة من الشكوك تجاه خطوات إرساء البناء الديمقراطي الذي من ركائزه.. الانتخابات القادمة لمجلس الشعب. وأوضح أن محور هذا الشعور يتعلق بعدم الاطمئنان إلى توافر الحيادية والنزاهة في إجراء هذه الانتخابات التي يتم حسم نتيجتها من خلال الصندوق الذي تحدث عنه وزير الدفاع، مؤكدا ان محنة هذا الوطن ستبقى بدون حل مع استمرار أزمة عدم الثقة وغياب الوفاق الوطني. لا انقلاب عسكري وفي عموده "مرور الكرام بصحيفة "الشروق" قال الكاتب وائل قنديل انه يمكن قراءة ردود أفعال المحبطين من تبدد آمال وقوع انقلاب عسكري أحمر ضد القيادة السياسية ، فمن الصراخ للجيش إلى الصراخ ضده فيما يشبه انقلابا على الإنقلاب الضائع وبمعايير تلوين الثورات والإنقلابات نعيش الآن مرحلة الإنقلاب الفوشيا ضد العسكر وفى هذه الوضعية الطفولية لا يبقى هناك فرق بين أستاذ علوم سياسة وبلياتشو تليفزيونى يظهر كل ليلة فى ثياب عبيط القرية ولا بين إعلامية مخضرمة وبين نائحة مستأجرة فى محاكمات المخلوع. وأكد أن من يتوهمون القدرة على إزاحة رئيس جاء إلى حكم من خلال عملية سياسية بعملية قرصنة أو تحريض للمؤسسة العسكرية على الانقلاب عليه فهم خاطئون، لأن من شأن ذلك ان يفتح أبواب جحيم سياسي لن يقوى أحد على السيطرة عليه قبل عقود من الزمن، ويخطىء هؤلاء أكثر إذا تصوروا أن أحدا سيصدق أنهم جادون في السعى لتولى شئون الحكم بينما هم أول من يكرس وجود النظام الحالي ويثبت دعائمه بقرارهم المستمر من السياسة والقفز فى بحيرات العبث. وأشار إلى أن لعبة جمع التوكيلات لوزير الدفاع تحولت من قبل إلى نكته سياسية لأن مقدماتها كانت مضحكة والمنطق يقول إن تكرار المقدمات يقود إلى تكرار النتائج، مناشدا الجميع إلى أن يكفوا عن العبث وأن يبدأوا حياة سياسية جادة فهذا أفضل لكم. تصريحات متوازنة وفي مقاله "وجهة نظر" بصحيفة "المصري اليوم"، رأى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي مؤخرا كانت متوازنة إلى حد كبير وتوجه رسالتين متوازيتين ومتكافئتين لطرفي الصراع، إحداهما لقوى المعارضة مفادها: لا تعتمدوا على الجيش وقواته المسلحة لإسقاط نظام وصل إلى السلطة عبر صناديق الانتخاب، واعتمدوا على قواكم الذاتية مستخدمين نفس الوسيلة التي أوصلت الجماعة الحاكمة إلى السلطة. أما الرسالة الأخرى فموجهة إلى جماعة الإخوان ومفادها: حذار من احتكار السلطة وإغلاق باب الحوار في هذه المرحلة الحساسة لأن ذلك يدفع بالبلاد نحو فوضى شاملة ستلحق الضرر بالجميع، ولن يقف الجيش إزاءها، إن حدثت، مكتوف الأيدي. وقال الكاتب "إن الشعب يريد من جيشه الوطني في هذه المرحلة أن يكون راعيا لحوار حقيقي تدعى إليه كل الأطراف، وأن يكون ضامنا لتنفيذ ما يسفر عنه من توافق حول الخطوات التي يتعين القيام بها لاستكمال بناء مؤسسات نظام بديل للنظام الذي سقط رأسه. فلن يكون بمقدور الجيش أن يكون محايدا وأن يقوم بدوره المأمول في حماية أمن البلاد إلا في ظل نظام يقوم على قواعد محايدة تضمن منافسة سياسية شريفة يشارك فيه كل الفرقاء". وفي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" رأى الكاتب فاروق جويدة أن الشعب السوري يحتاج إلى سنوات طويلة حتى يعيد بناء ما خربته الحرب الأهلية فقد دمرت المدن والقرى ولم يبق جزء من التراب السوري لم تلحق به لعنة الحرب الأهلية. وقال الكاتب "يقف الشعب السوري الآن أمام مواجهة صعبة بين النظام والمعارضة ولكن الجديد في الأمر أن بعض الدول العربية بدأت تغير مواقفها من النظام بل أن أمريكا تأخذ الآن مواقف متعارضة حول ما يحدث من صراعات وبعد الغارات الإسرائيلية على سوريا ازدادت الأمور وضوحا في موقف القوى الكبري الثلاث الصين وأمريكا وروسيا وعلى الجانب الآخر تقف إيران وقد تكون المواجهة بينها وبين إسرائيل على الأراضي السورية التي لم يستطع طرف من أطراف الصراع فيها أن يحسم المواجهة لصالحه". واختتم الكاتب مقاله قائلا "مازال نظام الرئيس السوري بشار الأسد يمارس أعماله الإرهابية ومازالت المعارضة تتلقى الدعم الخارجي عربيا ودوليا فإلى متى يدفع الشعب السوري هذا الثمن الباهظ من استقراره وأمنه ومستقبله؟".