تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة عددا من الموضوعات المهمة. ففي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام "، قال فاروق جويدة "لا أدري متى يجتمع شمل المصريين مرة أخرى ‾..متى يعود الأبناء إلى بيوتهم والآباء إلى أعمالهم والساسة إلى رشدهم ..متى نستعيد قدرتنا على التفاهم والحوار والخروج من هذا النفق المظلم..متسائلا " متى يجلس عقلاء هذا الوطن ويتدبرون أحوال الناس ومعاناتهم حتى تبدأ رحلة البناء والتنمية بعد كل هذا الوقت والعمر الضائع؟!!".
وأضاف جويدة في مقاله " لقد وحدتنا الثورة وفرقتنا الغنائم ولا أعتقد أن هناك منتصرا ولا مهزوما في كل هذه الصراعات بعد كل ما حدث في الشارع المصري من إنقسامات وفصائل.. ولا أتصور أن القوى السياسية لا تدرك مأساة ما حدث في حياة المصريين فلم يعد الإنقسام قاصرا على الشارع بل إمتد واشعل الفتن بين أبناء الأسرة الواحدة في كل بيت مصري الآن تجد الإخواني والسلفي والليبرالي ونسوا جميعا أنهم مصريون".
وأشار الكاتب إلى أن كل شيء في مصر منقسم على نفسه الآن وأكبر دليل على ذلك نتائج المرحلة الأولى من الدستور والتي أكدت أن المصريين الآن فريقان متصارعان كل فريق يحمل أسلحته وكنت اتمنى لو أن كل فريق يحمل برنامجا وأن الخلاف حول الوسائل والأهداف والبرامج التي تحقق رفاهية هذا الشعب واستقراره ولكن الخلاف الآن حول الغنائم ومن يفوز بهذه الغنيمة المسمومة التي استنزفت أمن الشعب واستقراره.
وتابع " لقد خرجنا من نظام فاسد نهب ثروات هذا الوطن لكي نسقط في مستنقع الإنقسامات والصراعات حيث لا عمل ولا إنتاج ووصلنا إلي نفس النتيجة نظام سرقنا ونظام قسمنا شيعا وأحزابا.. كل شيء في مصر الآن منقسم علي نفسه.
وأعرب الكاتب عن أمله أن تعود مواكب الحكمة والعقل إلى المشهد في مصر مرة أخرى خاصة بعد أن اعتدل الميزان وبدأ كل فريق يشعر بأنه لن يقود السفينة وحده وبعد أن تصدرت المرأة المصرية المشهد السياسي لتعلن رفضها لهذا الإنقسام البغيض.. وقال بقي أن تدخل حشود الشباب الساحة بفكر جديد وسلوك مترفع لكي تضع جميع القوى السياسية تصورا جديدا لمستقبل يليق بنا شعبا ووطنا وتاريخا لم يعد الوقت في صالحنا على كل المستويات ويبدو أن هناك لحظة تاريخية نادرة تكاد تفلت من أيدينا رغم أنها جاءت بعد طول انتظار.. أمامنا تحديات إقتصادية مخيفة وانقسامات دامية وضغوط شعبية لا حدود لها وقبل هذا كله غياب كامل لهيبة الدولة وهذا مؤشر خطير جدا في ظل إنقسام وطني عنيف.
وتحت عنوان "مسئولية الرئيس" توقع رئيس تحرير "الأهرام" عبدالناصر سلامة في مقاله (بصدق) ارتفاع نسبة الموافقة في الجولة الثانية على مشروع الدستور الجديد التى ستجرى غدا، مشيرا إلى أنه بذلك يكون المواطن قد أدى دوره بكل مسئولية وإحساس بطبيعة المرحلة، وذلك على الرغم مما شاب كل هذه المراحل من حملات إعلامية، كان يمكن أن تطيح بكل خطوات بناء هذه المؤسسات فإن مسئولية المواطن كانت دائما ومن خلال الصندوق بمثابة حائط الصد الذي حال دون دخول البلاد في مستنقع من الصراعات لا تحمد عقباه ولم يلتفت أبدا إلى نداءات التمرد أو التخريب اللهم إلا ما ندر.
وأوضح الكاتب أن هذه الثقة تلقي بمسئولية كبيرة على القيادة السياسية بعد مرور 72 ساعة من الآن، أي بعد إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء مباشرة، حيث لن يعود هذا المواطن يقبل بأي إخلال للأمن من أي نوع حتي لو كان باسم الثورة ولا الاهتراء الحاصل في الشارع من أزمات مرور وباعة جائلين وبلطجة ،فضلا عن التضارب في القرارات ، وبالتالي يصبح من حق المواطن أن يرى برنامج المائة يوم الذي وعد به الرئيس وقد خرج إلى النور لتنفيذه دون تباطؤ أو ذرائع من أي نوع.
وحمل الكاتب الرئيس الدكتور محمد مرسي مسئولية إطلاق يد الأجهزة الرسمية في فرض الأمن بقوة القانون، وذلك بإخلاء الميادين من كل مظاهر التوتر، فلم يعد هناك مبرر من أي نوع لاحتلال أو إغلاق أو إعاقة الحركة في أي ميدان أو نصب خيام أمام القصر الرئاسي أو الاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي أو المحكمة الدستورية.. كما لم يعد هناك أي مبرر أيضا لاستمرار ذلك الانفلات الإعلامي، الذي أصبح بمثابة تحريض علي استمرار هذه الحالة.
وأردف " نحن الآن أمام دولة مكتملة الأركان، يجب أن تفرض سلطتها كاملة، بعد أن أصبحت القوى السياسية تعمل بمنأى عن القانون .. تتبادل فيما بينها إشعال الحرائق في مقارها وليس ذلك فقط بل في المحال التجارية التي تستوعب عمالة كثيفة دون أدنى إحساس بالمسئولية تجاه الأسر والعائلات التي تقتات من عائد هذه المحال".
وفي عموده "خواطر" بجريدة "الأخبار" أكد الكاتب جلال دويدار " عدم وجود وطني واحد يهمه أمر هذا الوطن يمكن أن يرفض مبدأ الحوار الذي يستهدف الوصول بالوطن إلى بر الأمان الذي يتفق وأهداف ومباديء ثورة 25 يناير، منوها بضرورة الاتفاق على أن قواعد الحوار تقتضي أن يجرى بدون شروط مسبقة بلوغا إلى ما يتم التوافق عليه.
ولفت إلى أنه من غير المعقول أن تتم الدعوة إلى حوار على أساس الأمر الواقع الذي يعكس وجهة نظر بعينها مما ينفي صفة المشاركة الفعالة التي تعد أحد أركان نجاح هذا الحوار، موضحا .. قد نسلم بأن الدستور لمعروض للاستفتاء هو أحسن الدساتير التي عرفتها مصر كما يقول مؤيدوه.. ولكن لصالح هذا الوطن وضمان الاستقرار الذي يعد محورا لتقدمه كان يجب الاستماع المجرد من كل هوى لوجهة نظر رافضيه، وأن غير ذلك يعني تحويل موضوع الحوار إلى أمر واقع يؤدي لإثارة الريبة والشكوك ويقود لتعظيم أزمة عدم الثقة.
وشدد دويدار على أن تحقيق هدف الاستقرار السياسي وما يرتبط به من استقرار اقتصادي واجتماعي باعتبارها أساسا لسد احتياجات أساسية للحفاظ على كيان هذا الوطن، كان يتطلب محركا واعيا يتسم بالمسئولية الوطنية .. ولا يمكن لهذا التحرك أن يحقق أهدافه دون توافر الرغبة الصادقة في إرساء الحرية وبناء الديمقراطية الصحيحة المستندة إلى الوفاق الوطني.
وأكد أنه لا جدال فى أن سلوك هذا الطريق كان سيحسب نجاحا لصالح القائمين على الحكم والذي يمثله حاليا رئيس الجمهورية الذي ساهمت الأغلبية الشعبية مهما كانت نسبتها في اختياره.. وليس من سبيل لإنهاء الأزمة الطاحنة الخطيرة التي يواجهها وطننا مصر، على ضوء ما هو سائد على الساحة، سوى أن يكون هناك تجاوب يقوم على المواءمة السياسية التي تعطي إحساسا بالانحياز للوفاق وليس المغالبة.
ونوه الكاتب إلى أن المسئولية الوطنية تحتم على جميع الأطراف الانفتاح الذي يجلي الفكر والعقول من آفة العناد والتمسك بوجهة نظر قائمة على غير الصالح الوطني، والوسيلة الوحيدة لبلوغ هذا الهدف السامي مرهونة بالتقدير العقلاني وإعلاء وتعظيم الحس الوطني الذي يعظم شعار.. "مصر فوق الجميع".
وفي عموده (علامة تعجب) بصحيفة "الشروق " تساءل الكاتب عماد الدين حسين قائلا " كيف وصل بنا الحال إلى هذا الدرك الأسفل من الفوضى والانفلات ؟!.. كيف لا تنتبه جماعة الأخوان والحكومة ورئاسة الجمهورية وكل من يهمه الأمر إلى خطورة الكلام عن تسلح الجميع".
وقال " ان القضية ليست مسدس خليل أسامة أو البندقية الآلية لأحمد عرفة .. الموضوع أكبر وأخطر.. كثيرون لمحوا مؤخرا إلى التسلح ولم يخرج علينا مسئول ليهدىء بالنا ويشرح لنا الحكاية .. وقبل شهور طويلة هدد الفلول في الصعيد بحرق مصر إذا تم عزلهم سياسيا".
وأضاف حسين "قبل أيام قليلة سمعنا من قادة التيار الإسلامي عن "ملايين المرابطين" المستعدين للموت من أجل الرئيس مرسي وشرعيته.. ومن بين هؤلاء وأولئك فإن ترسانات ضخمة من الأسلحة تدخل مصر من كل الجهات تقريبا ، خصوصا من ليبيا ، هى أسلحة تخص جيوشا كبرى وليس أفرادا ، حيث سمعنا عن صواريخ مداها 40 كيلو متر، منها صواريخ مضادة للطائرات وأخرى للدبابات وأسلحة آلية من كل الاصناف".
وتابع الكاتب " كنا نعتقد أنها موجهة لمقاومة العدو التاريخي والكبير لنا في فلسطينالمحتلة ، ثم فوجئنا أولا أن بعضها مخزن في مدن الدلتا وسيناء ، ثم تطورت الأمور إلى أن بعضها يتم استخدامه ضد الجيش والشرطة والدولة بأكملها في سيناء".
واستطرد حسين قائلا " السؤال الآن من خلال تحول العنف اللفظي إلى بدني ، ومن خلال كثرة ضبط السياسيين وهم يحوزون أسلحة غير مرخصة ، وبعد الدم الذي سال أمام الاتحادية ، وبعد "البلطجة" التي يمارسها الجميع، في جميع الاتجاهات، السؤال هو :ما هي الخطوة التالية؟.
ودعا الكاتب فى ختام عموده من اسماهم "الجالسون على مقاعد الحكم والمسئولية" إلى الانتباه لأن استمرار "صمتكم عن عسكرة الخلافات يعني أنكم تقودونا إلى الهاوية". مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية