محافظ المنوفية يقدم التهنئة لمدير أمن المنوفية الجديد.. صور    أوقاف شمال سيناء تشارك في ندوة توعوية بعنوان: "معًا بالوعي نحميها"    ميناء دمياط يعلن وصول سفينة القمح الكندية الضخمة    بتخفيضات 30%.. محافظ كفر الشيخ يتفقد سوق «اليوم الواحد» بمطوبس    محافظ المنيا: تخصيص أراضٍ لإنشاء 20 مدرسة جديدة بمختلف المراكز    «مدبولي» يلتقي رئيس شركة «شل العالمية لأنشطة الغاز المتكاملة» (تفاصيل)    إنفوجراف| كلمة الرئيس السيسي حول الأوضاع في غزة    في إطار التحالف الوطني للعمل الأهلي.. «مصر الخير» تستعد لإطلاق قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى غزة    إسرائيل هيوم: تقديرات إسرائيلية بأن احتلال غزة بات قريبا    «القاهرة الإخبارية»: غزة تحت نيران القصف.. والمجاعة تحصد أرواح الأطفال    لا مزيد من المجانية| ترامب يفرض على أوروبا معادلة «الحماية مقابل الدفع»    لافروف: سنواصل تنفيذ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسنمنع انضمام كييف للحلف    ماستانتونو يستعد للانضمام لمران ريال مدريد    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    تراوري ينضم لمعسكر الإسماعيلي اليوم في برج العرب    بعد ضم فيليكس.. لاعب جديد من تشيلسي على أعتاب النصر السعودي    نائب رئيس اتحاد الجوجيتسو ورئيس لجنة الMMA يشهدان بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة بالإمارات    زد يعلن انتقال محمد إسماعيل للزمالك    تحرير 119 ألف مخالفة مرورية وإيجابية عينة المخدرات ل 266 سائقًا    اندلاع حريق فى أحد المطاعم بمنطقة المنتزه شرق الإسكندرية    بالأسماء والمجموع.. أوائل الثانوية العامة علمي رياضة في جنوب سيناء    مصرع شخص صدمته سيارة تقودها طفلة وشقيقتها بإمبابة    بعد وفاة مدير أمن الوادي الجديد قبل تسلمه عمله.. نقل جثمان شرطي توفي متأثرا بالإصابة في الحادث    بيروت توّدع زياد الرحباني.. فيروز أمام الوداع الأخير لابنها | فيديو وصور    رئيس حزب الاتحاد: كلمة الرئيس السيسى أكدت أن مصر لم ولن تتأخر عن دعم فلسطين    الأعلى للإعلام: حفظ شكوى نقابة المهن الموسيقية ضد طارق الشناوي وخالد أبو بكر ومفيدة شيحة وسهير جودة    هدى المفتي تكشف: شائعة «البخت» أزعجتني نفسيًا.. ولم أتلقَ عرض زواج حتى الآن    وحدة السكتة الدماغية بمجمع الإسماعيلية الطبي تحصل على اعتماد «WSO»    ضعف المياه بشرق وغرب بسوهاج غدا لأعمال الاحلال والتجديد بالمحطة السطحية    فريق جراحة الأورام بالسنبلاوين ينجح فى استئصال كيس ضخم من حوض مريضة    السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الإيام العادية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة تظلمات مسابقة ألف إمام وخطيب    لمواجهة الكثافة الطلابية.. فصل تعليمي مبتكر لرياض الأطفال بالمنوفية (صور)    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    وزير الأوقاف: وثِّقوا علاقتكم بأهل الصدق فى المعاملة مع الله    الفنان محمد رياض يودع السودانيين فى محطة مصر قبل عودتهم للسودان    ديمقراطية العصابة..انتخابات مجلس شيوخ السيسي المقاعد موزعة قبل التصويت وأحزاب المعارضة تشارك فى التمثيلية    وزير الصحة: مصر الأولى عالميا في الحصول على التصنيف الذهبي بالقضاء على فيروس سي    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    فرقة الآلات الشعبية وكورال السويس يتألقان في رابع أيام "صيف السويس"    إسرائيل تقرر تجميد خطة "المدينة الإنسانية" في رفح    السّم في العسل.. أمين الفتوى يحذر من "تطبيقات المواعدة" ولو بهدف الحصول على زواج    حكم استمرار الورثة في دفع ثمن شقة بالتقسيط بعد وفاة صاحبها.. المفتي يوضح    مدبولي يستعرض استجابات منظومة الشكاوى الحكومية لعدد من الحالات بقطاعات مختلفة    محافظ المنيا: إزالة 744 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة    الزمالك يدرس التعاقد مع صفقة رومانية.. وعائق وحيد يمنع حسمها    «الصحة» تحذر من الإجهاد الحراري وضربات الشمس وتوجه نصائح وقائية    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    أمين الفتوى: الصلاة بالبنطلون أو "الفانلة الداخلية" صحيحة بشرط ستر العورة    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    توفير السيولة وخلق كوادر شابة مفتاح نهوض شركات المقاولات التابعة للقابضة للتشييد    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"القطا" .. قرية الهاربين من سجون مبارك
ننشر كواليسها وأسرار أهلها
نشر في محيط يوم 26 - 04 - 2013


*الحاج خليل: ضايفت مساجين فى بيتى وقدمت لهم طعاما
*مصطفى: أحد الهاربين من السجن خبط على بابى و"باس رجلي"
*لجان شعبية من شباب القرية قامت بحراسة بوابات السجن خلال الثورة
* *كواليس وفاة 18 فتاة من القطا..فى دقيقة واحدة
نائية..بعيدة..يحيطها البحر من جميع جوانبها..وما بين البحر والجبل ينتشر قاطني الكهوف من الأعراب "السلاح" لغتهم" والطلقات النارية ألعاب أطفالهم إنه الاقتراب من الموت..ورائحة الأكفان تنبعث من جميع الحوائط المحيطة به..بمجرد الاقتراب من القرية تشعر وكأنك داخل إلى منفى، حيث مر بها جميع الهاربين من سجون القطا، ووادي النطرون "الذى كان الرئيس مرسى مسجونا به خلال الثورة" بأمر من الرئيس مبارك، وهي القرية التي جمعت جميع الفارين من المعتقلات في أعقاب الثورة..بالرغم من كل هذا فإن أهل هذه القرية هم صيادون ومزارعون لا يعرفون سوي "السجن الذى يهدد حياتهم"..
كانت تلك القرية الشاهد الأول في قضية فتح السجون..وكيف تم فتحها ؟ ولماذا؟ يرهقك الطريق عندما تتنقل بين أربعة مواصلات شاقة جدا فى سيارات مثل التى تحمل البهائم " نصف النقل" المفتوحة وبلا مقاعد، حتى تصل إلى القرية التى تحيط بها أكثر من 4 محافظات هم القليوبية والمنوفية والبحيرة و6 أكتوبر والجيزه، وكتب على مدخلها "انتبه انك بقرية سجن القطا"،ننفرد فى هذا التحقيق بأول زيارة صحفية لتلك القرية البعيدة لمعرفة أسرار عن سجن القطا والهاربين منه، وكيف تعامل أهل القرية مع هؤلاء الهاربين من السجون؟، وماذا يعرفون عن الثورة وهل شاركوا فيها أم لا، وكيف يعيش أهلها فى تلك المنطقة النائية الذى لا يزورها غفير ولا وزير.
تقاليد وأعراف
رغم أننا قد وصلنا للعام 2012 إلا أن أهالى القطا الذى يبلغ عددهم نحو أكثر من 30 ألف مواطن، يرتدون عمامات زرقاء وأخرى بيضاء، بجانب زيهم الرسمى الذى لا يرتدون غيره وهو – الجلابية الفلاحى، ويتحدثون اللغة الصعيدية القديمة، رغم أنهم قد إختلطوا بأهالى القاهرة واختلطوا بهم وتعلم بعض شبابهم بالجامعات الكبرى، إلا أنهم يبدو عليهم الطيبة والأمان، حيث أن أكثر من نصف أهالى القرية يعملون بتجارة الفاكهة وأشهرها العنب والمانجو واليوسفى، الذى تقع معظمها فى منطقة الجبل والذين يمتلكون بعض الأفدنة فيها أو يستأجروها من أصحابها والتى تتواجد أمام موقع السجن والتى تفصلهم 5 كيلو مترات عن الطريق الصحراوى، ويجمع الأهالى ثمار فاكهتهم ويتم شحنها بسيارات نصف نقل ، ليتم بيعها بأسواق العبور والقليوبية، أما عن النصف الأخر من أهالى القطا يعملون بالصيد فى الأنهار التى تحيط بقريتهم ، ليعيشوا من بيعهم للأسماك- على حد قولهم.
القطا وموقعة الجمل
"لا نعرف شىء عن الثورة " هذا ما قاله الحج خليل الباسل الذى يعمل بمسجد القرية والذى كان أول من تحدث إلينا، وأكد أن كل أهالى القطا لم يشاركوا فى الثورة ولم يعرفوا عنها شىء إلا بعد مرور إسبوع منها، وأكد أن هناك شابا يبلغ عمره 40 سنة فى القرية هو الوحيد الذى شارك فى الثورة خلال موقعة الجمل الشهيرة وجاء مضروبا ومصابا مما حدث فى الميدان ، وقد قابله أهل القرية بعد عودته بالإستياء الشديد و- التريقه – قائلين "أيه اللى نزلك ميدان التحرير، خليك فى بيتك أحسن" "هو أنت اللى هتغير الكون".
ليلة الهروب
لأول مرة يروى أهالى وشباب القطا الذين كانوا شهود عيان على ما حدث من خروج المساجين والمعتقلين من سجون القطا ووادى النطرون خلال فترة الإنفلات الأمنى بالثورة وأسرار فتح السجون، فيقول مصطفى أحد شباب القرية الحاصل على ليسانس الأداب وكان يعمل مدرسا بالقرية ، أن منذ بداية فترة الإنفلات الشديد فى البلد كان شباب القطا يقومون بعمل لجان شعبية فى أول القرية وعلى أطرافها وبالقرب من السجن للقبض على البلطجية واللصوص الهاربين من السجون، وأنهم قد ألقوا القبض على مالا يقل عن 15 مسجون، وكان بعض هؤلاء الهاربين يصلون للقرية ليلا أما الأغلبية منهم فكانوا يظهرون عصرا أو فى الصباح ، ويرتدون البدل الزرقاء المخصصة لهم فى السجن أو يرتدون جلاليب مثل أهالى القرية، ولكن يتم معرفتهم لأن كل عائلات القرية تعرف بعضها البعض.
وبمجرد وصول الهاربين للقرية فيكون قد مات من التعب والمشى، بعد ان قطع كيلو مترات عدة من الجبل، و أكد مصطفى أنه قد رأى بعينه هؤلاء الهاربين الذين قد ماتوا فى الطريق من ندرة الطعام وحرارة الرمال الشديدة فى المسافة بين الجبل والقرية، ويروى الحج خليل الذى إستضاف ثلاثة من هؤلاء الهاربين بعد أن طرق بعضهم باب بيته وترجاه بعد أن قبل قدميه قبل يدية ،طالبا الطعام والشراب بعد أن فقد الأمل فى الحياة، والذى شرط عليه الحج خليل أنه لم يسمح له بدخول بيته ولم يقدم له شيئا الا بعد أن يتأكد أنه سيُسلم نفسه للشرطة، أو يقوم الحج خليل بتسليمه للغفر الذى بدورهم يسلمونه لمركز شرطة "المناشى" فى القناطر الخيرية، الذى كان قد أضرمت فيه النيران، وكان يخاف الضباط من استلام هؤلاء المساجين- على حد قولهم.
ويضيف الحج خليل إستفضتهم طوال اليوم، بعد أن عرفت قصصهم الذى روواها لنا، وهو ان هذا المسجون قد قام بإمضاء شيكات عالية الثمن بدون رصيد، وتم الحكم عليه وقضى نصف مدته فى سجن وادى النطرون، ثم قمت بتسليمه إلى غفر القرية الذى سلموه لمركز الشرطة التابعين له.
ويضيف أمين الحاصل على بكاليريوس تجارة أنه أهل بيته كانوا يعاملون هؤلاء الهاربين من وادى النطرون بإنسانية شديدة، قائلا انه بمجرد رؤيته "بيصعب عليه" فيفتح بيته له بعد أن يعرف قصته ويقوم بضيافته ثم يسلمه بيده للشرطة والذى كان أكثرهم مسجون فى قضايا نصب واحتيال، والذى روى أن الهارب قد أكد بأن هرج ومرج شديد قد حدث داخل السجن وتم فتح البوابات وكل المساجين قد هربوا، فهرب معهم ، وظل يسير حتى وصل لهذة القرية ، في وصف السجن كما أكد مشايخ وكبار القرية الحج محمد حسن والشيخ سيد رفاعى والحج كرم عبدالنيى ، أن سجن القطا قد تم بناءه فى الستينات بالقرب من مطار غرب القاهرة الحربى، وتم تسميته بالقطا نسبة الى القرية، وانهم فى فترة الثورة قد كانوا يبيتون مستيقظين من أصوات الطلقات المدوية النارية للسلاح الآلى من داخل السجن، وذلك خلال المحاولات المتكرره من المساجين فى الهروب الى مزارع العنب الموجودة بأرض الجبل.
يفصل بين القرية وسجن القطا بحرين الذى تقدر ب3 كيلو مترات فقط، تنقلهم معديات كبيرة تحمل السيارات النقل الذى تحمل أهالى القرية والشباب إلى العمل بمزارع الفاكهة بالجبل، ليجدوا أمامهم مباشرة مبنى كبير وجدران مرتفعة تتوسطها ثلاث بوابات مصفحة، وكل بوابة يقوم على حراصتها فردين أمن يحملون أسلحة ثقيلة.
بوابات السجن
خلال الثورة أكد أهالى القرية على أن علاقتهم مع المسئولين عن سجن القطا من الداخلية ، كانت جيدة منذ 4 أعوام مضت، وخاصة عندما كان مأمور السجن هو محمد فهمى، والذى كانت له علاقة طيبة بأهالى القرية وكبار مشايخها، حيث جعل العساكر المتواجدة لخدمة السجن تقوم على توزيع الألبان والخبز الفائض عن حاجة السجن بأسعار رمزية جدا لأهالى قرية القطا ، لعمل علاقات جيدة معهم .
وخلال الثورة عندما كان يشكل شباب ورجال القرية لجان شعبية للتأمين، وكان يذهب يوميا وفد مكون من حوالى 20 شاب ورجل بعضهم يحمل الأسلحة النارية أو البيضاء لمشاركة قوات أمن السجن فى عمل دوريات حول السجن والوقوف على البوابات بجانب رجال الأمن الذين يعطون للأخرين من شباب القرية الذين لا يحملون سلاحا ، بعض الأسلحه النارية للمساعدة فى التأمين طوال ليالى الإنفلات الأمنى- على حد قولهم، حتى قامت قيادات السجون بنقل المساجين الموجودين بالقطا إلى سجون الفيوم ووادى النطرون، خوفا من هروبهم إلى الجبال والصحراء.كما أفصح الأهالى بأن هناك فردين من أهالى القرية يعملون داخل سجن القطا فى الأعمال الكتابية والإدارية التابعة لإدارة السجون.
المساحة الكاملة لسجن القطا تزيد عن 1600 فدان، ولا يزيد مبنى السجن عن 10 % من المساحة الكلية له، ولا يستغلها السجن فى أى أعمال أو زراعات منذ سنوات عديدة ، على الرغم من أن هذة الأراضى من أفضل وأخصب المناطق فى الحوض كله، وذلك لمرور المياه من أمامه مما تجعل عملية- الرى البحارى- كما يصفوه عملية سهلة جدا على عكس مزارع الجبل التى يتم سقايتها عن طريق الأبار الجوفية من خلال عملية صعبة جدا، مما جعل أهالى القرية يحلمون نهارا وليلا بتأجير أو شراء هذة الأراضى للإنتفاع منها وزراعتها وتعميرها ، توفيرا للجهد والمال الذى يصرفونه على مزارع الصحراء ، بدلا من أن يتركها السجن خاوية بلا زرع ولا نفع.
وأرسل كبار رجال القرية وكثير من الشباب رسالة الى وزير الداخلية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الجديد، بأن يجعل تلك الأراضى الشاسعة الموجوده فى إطار السجن ملكا أو ايجارا كما تحدده الدولة لفقراء الأهالى بالقرية، وانهم لم يحاولوا التفاوض مع ادارة السجن او الداخلية لإستإجار اراضى السجن، لتأكدهم من الرد بالرفض من المسئولين بسبب عقم النظام القديم، وقال محمود سائق سيارة نقل بأن "من يشيل السجن من قريتنا هنشيله على راسنا ".
عقاب بالإهمال
يقع ضمن الإهمال الشديد لتلك القرية النائية هى عدم وجود كوبرى لعبور النهر من القطا للجبل، ووجود 4 معديات تنقل السيارات النقل بما فيها الأهالى من شباب وبنات القرية، فقد روى العم خليل أنه منذ سنوات قليلة مضت سقطت إحدى السيارات نصف النقل أثناء تواجده بالمعدية لعبور البحر ، ثم فقد السيارة توازنها والتى كانت تحمل بها 20 فتاة من القرية تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، وسقطوا فى وسط البحر وغرقوا فى دقيقة واحدة جميعهم إلا من نجا منهم لقدرته على السباحة، مما جعل أهالى القرية يحزنون لسنوات بعد هذا الحادث المروع، والذى دفع محافظ الجيزة ومدير الأمن بزيارة مكان الحادثة، وإعطاء وعود لأهالى القرية بإنشاء كوبرى، ولكنها كانت كبسولات مسكنة لتفادى الحادثة، ولم يتم انشاء الكوبرى حتى الأن.
تقاليد غريبة ومطالب مختلفة
من تقاليد أهالي قرية القطا أنهم لا يتزوجون إلا فى شهرى أغسطس وسبتمبر فقط، وهذا هو موسم الزواج لديهم ولا أحد يخرج عنه فى القرية، الا اذا كان فلته – حسب وصف أحد هالى القرية، وذلك لأن هذين الشهرين هما موسم بيع وتجارة الفاكهة لديهم ، وبناءا عليه يتم تجهيز الزوجان ، ومن ثم زفافهما.
وفى طلب غريب قال أهالى القطا أنهم يريدون توزيع الدقيق المدعم الذى يتم توزيعه على المخابز فى القرية وعددهم اثنين ، على الأهالى طبقا لبطاقات وكارتة توزيع الخبر، وانهم يريدون اغلاق الأفران الموجودة لديهم بسبب قيام أصحاب الأفران بسرقة وبيع شكائر القيق المدعم ب100 جنيه وترك الأهالى دون خبز ، فحسب أقوالهم فإن لكل فرد فى القرية 3 كيلو جرام من الدقيق خلال الشهر، وانهم قد قدموا شكاوى أكثر من مرة للوحدة المحلية بقرية وردان المجاورة لهم والتابعين لها ، والى ادارة التموين ولكن دون جدوى ، نسبة لرشاوى على حد قول الأهالى، وقال مصطفى إحنا عايشين فى المنفى ومحدش يعرف عننا حاجة.
زوار الفجر!
كل من كان يتحدث عن الدين قبل أيام الثورة، كانت أمن الدولة تدخل فجرا وتلقى القبض عليه ومداهمة بيته ، على الرغم بعد القرية بمسافات طويلة عن مركز شرطة المناشى أو اية منطقة أمنية أخرى، وبعد الثورة قام الألاف من أهالى القرية بإطلاق لحيتهم والميول الى الدين والصلاة بشدة ، حيث أصبحت نسبة السلفيين والإخوان الى 70% من أهالى القرية، بعد أن تم حل أمن الدولة، وقال أحد مشايخ القرية أنه رغم وجود السجن بقريتهم إلا انه يقوم على تأمينهم من الخلف ويحميهم ، على الرغم من أن امن السجن لا يتدخل فى أى شىء يخص أهالى القرية وحتى لو قطعوا بعضهم البعض .
زيارة كل شهر
أقر الأهالي بأنهم لا يحبون النزول الى القاهرة ولا الى المدينة ويحبذون البقاء فى قريتهم النائية ، ولا يسافرون الا تلك المناطق الى فى المواسم لبيع محاصيلهم من الفاكهة ، او لإجراء الفحوصات الطبية بكبار المستشفيات بالقاهرة، وأنهم يواجهون نظرات مختلفة من أهالى المدينة وكبار التجار بمجرد معرفتهم بأنهم من منطقة سجن القطا.
أحلام الغد
"مبارك ظالم ومعندوش دم " هكذا كان وصفهم للرئيس المحكوم عليه بالمؤبد الأن ، وانهم يرون مستقبل نقض الحكم ، ببراءة مبارك حسب قاعدة- ارحموا عزيز قوم زل- واعدام العادلى ومساعديه وجمال مبارك ، ويريدون البراءة لعلاء مبارك لأن المصريين لم يروا شيئا سيئا منه – على حد وصفهم، وانهم يرون الخير فى رئاسة مرسى لحكم مصر على عكس الفريق شفيق ، ولذلك انتخبوا مرسى بنسبة كبيرة، وكما وصف الأهالى بأنهم يعظمون الجيش لأنه حمى البلاد ، وبدونهم كانت البلد ذهبت الى المجهول.
سكان الجبل!
وفى طريقنا أرض السجن من جهة الصحراء الموجودة بجانب مطار غرب القاهرة الحربى ، بعد أن قطعنا 3 كيلو مترات فى الصحراء الحارقة والمليئة بجبال الرمال، قابلنا السيد أحد شباب الصحراء الذى قال لنا انه من المنصورية الموجودة على الطريق الصحراوى ، ولكنه هو وأخواته يقطنون الجبل بعض أن استأجروا بعض الأفدنة لزراعة البصل ، وريه من خلال أبار المياه الجوفية من الجبل عبر ما كينات، والذى كان شاهدا على أيام الثورة فى منطقة الجبل وخاصة سجن القطا، فيقول سيد أنه رأى بعينه العرب الذين لهم أقارب مسجونين بالقطا قد قاموا بركوب المحاريث الزراعية الضخمة وشاحنات كبيرة، ويدخلون فى تصادم مع الأبواب المصفحة للسجن فى محاولة لتهريب أقاربهم الموجودين بداخل السجن.
ما هو سجن القطا؟
أما محمد صاحب أحد المشاتل المجاورة لصحراء السجن ، قد قال لنا بأنه تربى فى تلك المنطقة، ويقومون بزراعة شتلات الخضار ، وأكد ان لديهم أسلحة ثقيلة من رشاشات وبنادق أليه ، ومن تسول له نفسه بالذهاب اليهم سيقوموا بقتله فى الحال ودفنه بالجبل ، ولن يعرف له أحد طريق جثة.
القطا هو" سجن شديد الحراسة" علي حافة الدلتا وبداية صحراء مصر الغربية، حيث قررت وزارة الداخلية بناء أحد سجونها النموذجية قريبا من قرية القطا التي تنتمي إداريا إلي محافظة الجيزة وتبعد 45 كيلومتراً عن القاهرة ، وتم بناؤه فى عام 1992 بقرار من وزير الداخلية ضمن خطة الوزارة فى انشاء عدة سجون مشددة، و يستوعب عددًا كبيرًا من المساجين الذى قد يصل إلى أكثر من 4 آلاف سجين وهو ما يفسر حالة الفوضي التي حدثت أثناء القيام بالتظاهر وإطلاق النار عليهم من قبل بعض الضباط والحراس ووجود عدد من أهالي المساجين الذين كانوا يقومون بزيارة ذويهم فى فترة الثورة قصة مقتل اللواء البطران المسئول عن سجن القطا خلال الثورة الماضية وهو اللواء محمد عباس حمزة البطران ضابط مصري ورئيس مباحث قطاع السجون،الذى توفي رميا بالرصاص في محاولة من مجهولين أثناء فتح أبواب السجن و تهريب المساجين من سجن القطا- طريق المناشى بالقناطر في فجر يوم 29 يناير 2011م، وحسب أحد حراس سجن القناطر فإن مقتل اللواء كان نتيجة لمحاولته صد هؤلاء المجهولين من فتح أبواب السجن خصوصاً بعد مقتل حارسين كانا معه.
ولكن المجهولون نجحوا في تصفيته وقتله، وقالت حينذاك شقيقة الفقيد البطران أنه قال لها في مكالمة تليفونية "العادلي ولع البلد. العادلي ولع البلد" وكان صوته غضبان جدًا،ويجرى حاليا تحقيقات حول المتسبب بمقتل الشهيد وتدمير السجن والتسبب في أعمال الشغب و محاولة تهريب السجناء الذين كان عدد كبير منهم صادر بحقه أحكام تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.