5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور حماس وحزب الله فى اقتحام السجون المصرية
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 02 - 2013

فى آخر خطاب وجهه للشعب إبان ثورة 25 يناير قال الرئيس المخلوع: «أنا أو الفوضى»!
وكان جزءا من سيناريو الفوضى هو إطلاق السجناء من السجون لاشاعة الذعر بين المواطنين وترافق ذلك مع قيام التليفزيون بذات المهمة من خلال اتصالات تليفونية تشيع الذعر والهلع وتتحدث عن هجوم البلطجية على بعض الأحياء السكنية.
«سيناريو الفوضى» له علاقة وثيقة بما كشفه تقرير لجنة تقصى الحقائق الأولى التى قامت بزيارات ميدانية وسؤال إدارات تلك السجون وبعض السجناء وكذلك بعض الأهالى المجاورين للسجون، وهو التقرير الذى اعتمدته اللجنة الثانية.
يقول التقرير إن إطلاق السجناء جاء نتيجة انهيار جهاز الشرطة ورغبة البعض فى ترويع المواطنين، وأن بعض الضباط فى بعض السجون تعمدوا إثارة المساجين ودفعهم للتمرد بإلقاء قنابل مسيلة للدموع داخل العنابر!
وهو ما يشى بوجود تخطيط مسبق لاخراج السجناء، وذكر أحد السجناء أنه سمع من أحد المخبرين داخل السجن يقول مستنكرا: «حرام الضباط يفتحوا لهم السجن ليطلقوا عليهم الرصاص بعد ذلك».
ورصد التقرير شهادة شقيقة اللواء البطران الذى قال لها فى مكالمة هاتفية إن «حبيب العادلى أحرق البلد» وأن السجون فتحت فى 18 قسم شرطة وإذا تكرر هذا الأمر فى السجون فسوف تكون كارثة وأنه لن يسمح بذلك.
كما رصد تقرير اللجنة تعمد اخراج السجناء بالسجون المتاخمة للقاهرة عن قصد وهى السجون التى بها عتاة المجرمين وأن ذلك تم عن قصد لإثارة الذعر والفزع بين المواطنين فى القاهرة وما حولها ضمن خطة الفراغ الأمنى.
لكن جزءا من التقرير الخاص بخروج السجناء من السجون يحمل وجهة نظر أخرى مخالفة وينفي تعمد اخراج السجناء، وفيما يلى نص ما جاء بتقرير تقصى الحقائق، حول خروج السجناء من السجون إبان أيام الثورة.
1 ظهر فى أحد أشرطة الفيديو التى أطلعت عليها اللجنة مجموعة من الأشخاص يرتدون زياً أسود اللون متشابه الشكل يماثل الزى الذى يرتديه أفراد الأمن المركزى ويقومون بفتح غرف السجن التابع لأحد مراكز مديرية أمن الفيوم ويطلبون من نزلاء تلك الغرف سرعة الخروج والعودة إلى منازلهم .
2 مشاهد شريط فيديو آخر يظهر فيه المساجين الهاربين من أحد سجون وادى النطرون ويحملون أغراضهم الشخصية تحت تواجد أفراد من قوات الأمن المتمركزين بالزى الرسمى وهم يحثون المساجين على سرعة الخروج من السجن. وخروجهم من السجن وهم يحملون أغراضهم الشخصية وفى حضرة رجال الشرطة يدل أنهم خرجوا نتيجة ترتيب أفسح لهم الوقت لجمع أغراضهم الشخصية،وذلك أن هروب السجين فى حالة العصيان الجماعى واحتمال إصابته بعيار نارى يثير لديه حالة من الفزع تجعله يسرع لينجو بنفسه دون أن يلتفت لجمع أغراضه.
3 شهادة عدد من المساجين فى سجن وادى النطرون وسجن طرة من أن إدارة السجن قطعت المياه والكهرباء عنهم قبل تمرد المساجين بعدة أيام وهوما يؤدى – بطبيعة الحال – إلى هياجهم وتذمرهم، ويعطى المبرر الكافى لاصطناع الاضطراب والمقاومة الظاهرية ثم الانفلات الأمنى.
4 قرر بعض المساجين فى سجون لم يهرب منها أحد أن الشرطة أطلقت الأعيرة النارية والخرطوشية فى اتجاه العنابر والزنازين بالرغم من عدم وجود تمرد، وأن عدداً من المساجين قتلوا أوأصيبوا أثناء وجودهم داخلها .
5-كما قرر عدد من المساجين - فى سجون مختلفة- أن رجال الشرطة العاملين فى السجن أطلقوا فى اتجاه العنابر والحجرات قنابل مسيلة للدموع، مما اشعر نزلاء السجن بالاختناق ومحاولة الخروج من العنابر، وهو ما يشير إلى تعمد إثارة المسجونين ودفعهم إلى التمرد والظهور بمقاومة التمرد حتى تبدوالصورة بأن خروجهم كان نتيجة إخفاق الحراسة فى منعهم.
6- قرر العميد عصام القوصى وسائر رجال الشرطة القائمين على إدارة السجن انه فى يوم 29/1/2011 حدث تمرد داخل السجن واكبه هجوم عدد من الأشخاص المسلحين على السجن، أطلقوا أعيرة نارية من مدافع جرينوف وغيره من الأسلحة النارية فى اتجاه السجن وأن الحراسة المعينة على الأبراج بادلوهم إطلاق الأعيرة النارية حتى نفذت الذخيرة غير انه بمعاينة سور السجن تبين عدم وجود أى آثار لطلقات نارية على السور أوالأبراج، مما يدل على عدم صحة ما قرره رجال الشرطة المشار إليهم.
7- قرر سجين بليمان وادى النطرون أن سيدة اتصلت بأحد البرامج التليفزيونية وقالت إنها تسكن بجوار سجن وادى النطرون، وان السجن تم اقتحامه وإخراج المساجين، وبعد وقت قصير قامت قوات السجن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع فى اتجاه العنابر دون مبرر ثم فى الساعة الثالثة سمع صوت أعيرة نارية لمدة عشرين دقيقة أعقبها خروج المساجين، وقد دل ذلك أن ما أذيع فى التليفزيون كان سابقا على ادعاء الاعتداء على السجن بما يثير شبهة وجود تخطيط مسبق لإخراج المساجين من سجن وادى النطرون.
8- ثبت من المعاينة بسجن وادى النطرون أن أعمال التخريب ونزع الأقفال ونشر حديد الهوايات بالغرف يستغرق وقتا أطول كثيرا مما قرره ضباط السجن.
9- قرر وليد حسن حسين المسجون بسجن المرج انه فى يوم 29/1/2011 توجه إلى العيادة الطبية بصحبة الحراسة رأى المخبر عبد الفتاح الشهير بأبوعميرة يتجه صوب الغرفةرقم(6 ) المتواجد فيها المساجين المتهمين فى قضايا إعلامية ويخرجهم من حجرهم إلى ممر العنبر، وسمع بعض ضباط السجن يتبادلون الحديث، واحدهم يقول «يظهر أنها بدأت» ثم فوجئ بإطلاق قنابل مسيلة للدموع داخل ممرات العنابر دون داع، مما أصاب السجناء بحالة اختناق أدت إلى هياجهم ، وتناهى إلى سمعه قول أحد المخبرين عبارة «حرام الضباط يفتحوا لهم وبعد كده يضربوا عليهم النار» .
10- قررت الدكتورة منال البطران أن شقيقها المرحوم اللواء البطران حادثها تليفونيا قبل مقتله وقال « حبيب العادلى احرق البلد وأن هناك ثمانية عشر قسم شرطة تم فتحها وخرج منها المساجين وإن تكرر الأمر فى السجون فستكون كارثة، وانه لن يسمح بذلك».
11- إن السجون التى خرج منها المسجونون هى السجون المتاخمة للقاهرة والتى بها عتاة المجرمين بما يشير أن ذلك تم عن قصد ليثيروا الذعر والفزع لدى المواطنين فى العاصمة وما حولها، ضمن خطة الفراغ الأمنى.
وذهب أصحاب التصور الثانى إلى انه تم تهريب المساجين بعد اعتداءات مسلحة على السجون واستندوا فى ذلك على الدلائل الآتية:
1- عدد السجون فى جميع ربوع الدولة 41 سجنا وهرب السجناء من 11 سجنا فقط بنسبة 26% هي سجون ابوزعبل «4 سجون» ووادى النطرون «4 سجون» والمرج والفيوم وقنا.
2- لم يهرب مسجون واحد من سجون القاهرة «طرة 4 سجون وسجن الاستئناف بباب الخلق» وهى الأقرب إلى موقع الأحداث فى ميدان التحرير.
3- ثبت بمعاينة منطقة سجون ابوزعبل «تضم أربعة سجون» تعرضها لهجوم خارجى مسلح تظهر آثاره واضحة فى الأعيرة النارية المطلقة على بوابة السجن الرئيسية وعلى السور الشرقى المجاور لسجنى ابوزعبل 1، 2 كما تظهر على هذا السور وجود آثار لإطلاق أعيرة ثقيلة (جرينوف أومتعدد)
4- ثبت استعمال نوع من الذخيرة لا يتداول فى محيط قوات الشرطة والجيش فى الهجوم على سجن أبوزعبل ( طلقات سلاح آلى خضراء اللون ) تم التحفظ على بعض فوارغها أثناء المعاينة وكذا على فوارغ طلقات أعلى من عيار الأسلحة الآلية.
5- شهد الدكتور سعيد محمد عبد الغفار المقيم بالاستراحة المجاورة للسجن بوجود هجوم مسلح من الناحية الشرقية باستخدام أسلحة آلية بمعرفة مجموعات من البدووصياح بعضهم بالدعاء لحماس.
6- ثبت وجود هدم بسور السجن من الناحية الشرقية وهدم بعض أجزائه من الخارج باستخدام معدة بناء «لودر» .
7- ثبت أن سجون أبوزعبل تضم المحكوم عليهم بأحكام جنائية من اهالى منطقة شمال وجنوب سيناء .
8- ثبت بأقوال ضباط منطقة سجون أبوزعبل تعرضهم لهجوم مسلح خارجى واكبه حالة هياج داخلى من السجناء وتحطيم أبواب وحوائط السجن باستخدام طفايات الحريق الكائنة بداخل كل زنزانة وهوما تمت معاينته من آثار للتلفيات يتصور حدوثها وفقا لهذه الرواية .
9- ثبت وجود عدد خمسة مسجونين من حركة حماس بسجن أبوزعبل 1، إضافة إلى عدد 24 آخرين من ذات الحركة ومن خلية حزب الله بالسجون التى تم اقتحامها والذين بينت وسائل الأعلام سرعة وصولهم إلى ديارهم خارج البلاد بعد الهرب بساعات قليلة بما يؤكد التخطيط لتهريبهم عن طريق الهجمات الخارجية على السجون.
10- بسؤال عينات عشوائية من مساجين سجن القطا « لم يهرب منه احد « أجمعت أقوالهم على أن هناك حالة هياج داخلى انتابتهم نتيجة متابعتهم أحداث الثورة بوسائل الإعلام، حيث رغب بعضهم فى المشاركة فى أحداث الثورة ، كما أن تواتر الأخبار عن هروب المساجين من سجن ابوزعبل أدى إلى رغبتهم فى الهرب .
11- ثبت بأقوال ضابط القوات المسلحة المكلف بتأمين سجن القطا أن السجن تعرض لهجوم خارجى وتعاملت معه القوات المسلحة ونجحت فى صده كما شهد ثلاثة من اصحاب المزارع المجاورة للسجن أنهم نجحوا فى رد مجموعات مسلحة حاولت التوجه للسجن واقتحامه لتهريب أبنائهم المسجونين .
12- إن الوضع الذى شاهدته اللجنة من حالة الانفلات الامنى بسجن القطا وهياج المساجين وعدم انصياعهم للتعليمات الأمنية يتنافى مع وجود مخطط لتهريب المساجين فى هذا السجن، لاسيما أن الثابت عدم هروب أى مسجون منه بل وفاة قيادة أمنية بداخله أثناء أحداث تمرد المساجين - وهواللواء محمد البطران رئيس مباحث السجون - الذى شهد زملاؤه وممثلان عن السجناء أنه توفى أثناء محاولة خروج المساجين وراءه للهرب فتم إطلاق النار نحوهم فقتل عدد منهم كان من بينهم اللواء محمد البطران الذى ذكر لهم عدم صدور أمر له بإخراج السجناء وأصيب آخرون من بينهم المقدم «سيد جلال»، وهذا ما يؤكد عدم وجود مخطط مسبق لتلك الأحداث .
13- إن شهادة المسجون بشأن إطلاق غازات مسيلة للدموع عليه بالزنزانة دون مبرر يتعين أخذها وتقديرها فى نطاق اعتبارين احدهما هوأن السجين لا يرى خارج الباب المغلق وبالتالى تقييمه للحالة فى محيط السجن هوتقييم قاصر والثانى أن الغاز بطبيعته ينتشر دون توجيه وتبعا لاتجاه الهواء ومن ثم فيمكن أن ينتشر فى محيط يجاور مكان الإطلاق أوالتصويب.
14- عدم ثبوت صدور أى تعليمات بشأن تخفيف الاحتياطات الأمنية فى غضون فترة لأحداث على السجون بل صدرت تعليمات بتكثيف إجراءات الحراسة وأن الثابت فقط هوتحقق واقعات هروب جماعى من السجون وهوما لا يستدل به - كنتيجة - على السبب.
15- إنه من غير المتصور إقرار السجين بالهرب دون أن يورد تعليلا لذلك يلقى فيه بالمسئولية على غيره إذ هومعرض للعقوبة وفقا لنص المادة 138 من قانون العقوبات. كما انه من غير المتصور إجماع جميع ضباط السجون التى تم الانتقال إليها على عدم صدور تعليمات بفتح السجون، وعدم تخفيف الإجراءات الأمنية أثناء الأحداث .
16- نجحت الشرطة فى إجهاض محاولات هروب السجناء فى 15 سجن «القطا، دمنهور، طرة، الزقازيق، شبين الكوم».
نخلص مما تقدم إلى تعرض بعض السجون لهجمات مسلحة من خارجه أدت إلى هروب بعض المساجين، وإشاعة حالة من الفوضى بين المساجين فى السجون الأخرى، اقترنت بهياج داخلى اثر متابعتهم لأحداث الثورة عبر وسائل الإعلام طمعا فى الخروج .
إلا انه يجب التوقف عند منطقة سجون وادى النطرون إذ أن الآثار التى رصدتها اللجنة عند المعاينة لا تنم عن حدوث اعتداء تعجز أمامه الشرطة عن المواجهة ومن ثم لا يوجد مبرر قوى لحدوث الانفلات
وهروب السجناء من سجون وادى النطرون.
وإزاء وجود هذين التصورين للانفلات الأمنى فى السجون فإن اللجنة ترى أن الأمر فى حاجة إلى مزيد من التحقيق القضائى لتحديد المسئولية فى كل حالة من حالات الانفلات داخل السجون المعنية.
انتقل فريق الى منطقة سجون أبوزعبل يوم الاربعاء الموافق 30/3/2011 وذلك للوقوف على حقيقة ما وقع من احداث انفلات أمنى بتلك السجون وجرى الاستماع الى اقوال القيادات الشرطية لكل من سجن أبوزعبل والسجن شديد الحراسة واللذان كانا خاليين من السجناء وقت الانتقال إليهما، كما استمعا الى اقوال القيادات الشرطية للسجن العسكرى بأبوزعبل والى اقوال سجنائه، وعاينا سجن ليمان أبوزعبل والسجن شديد الحراسة، بالاضافة الى معاينتهما السجن العسكرى.
أولا: سجن ليمان أبوزعبل
بمعاينة البوابة الرئيسية لمنطقة سجون أبوزعبل تبين وجود اثار ترميم حديث بالمبانى اعلى البوابة الحديدية ووجود عدة فتحات لدخول أعيرة نارية بالبوابة الحديدية وبمعاينة السور الخارجى تبين وجود عدة اثار لاطلاق أعيرة نارية بامتداد السور تتركز فى منطقة ابراج الحراسة كما لوحظ وجود اثار لدخان حديث ببعض أجزاء من السور، واثناء المعاينة والمرور بجوار السور من ناحية البوابة تحفظت اللجنة على نوعين من فوارغ الطلقات الاول «أخضر زيتى» اللون مكتوب على كعبه ما يفيد صنعه فى عامى 74و75 والثانى اكبر حجما نحاسى اللون مدون عليه أنه صناعة مصرية «ج.م.ع» وقد قرر الحاضرون من ضباط الشرطة ان النوع الاول يستخدم فى الاسلحة الآلية وهى طلقات ليست مصرية ولا تستخدم فى مصر سواء من الجيش أو الشرطة، وبمعاينة ساحة منطقة السجون تبين احتوائها على عدد من السيارات المحترقة سواء التابعة للشرطة «بوكس نقل السجناء» أو السيارات الملاكى، وكذا احتراق مدرعة خاصة بكتيبة التأمين بالمنطقة.
وبمعاينة اللجنة لمنشآت سجن أبوزعبل تبين ترميم بعض العنابر وأن البعض الاخر قيد الترميم كما تبين وجود كسور ببعض الحوائط بالزنازين التى قرر ضباط الشرطة الموجودون اثناء المعاينة بانها كسرت من الداخل بمعرفة السجناء باستخدام طفايات الحريق وقد تم اجراء محاولة لكسر حائط احدى الزنازين فيها باستخدام احدى طفايات الحريق وتكليف اثنان من عمال المبانى المتواجدين بذلك فقاما بكسر الحائط فى فترة وجيزة كما لاحظت اللجنة اثناء المعاينة ان بعض اقفال الزنازين «فيما لم يكتمل ترميمه منها» ملقى على الارض وهو عبارة عن قفل معدنى مربع كبير الحجم اضلاعه متساوية بطول من 20 الى 25سم وتلاحظ أن كلا منهما كان مثبتا بمسمارين فى ضلعين من اضلاعه المتقابلة ويوجد اثار كسر فى موضع المسمارين، وبسؤال ضباط السجن المرافقين اثناء المعاينة قرروا انه يرجح ان يكون السجناء قد طرقوا عليها باستخدام طفايات الحريق كذلك، الا أنه بمحاولة اجراء تجربة لكسرها بذات الاداة طفاية رقم 99 لم يتم الكسر وتعذر فعاد الضباط وقرروا باحتمالية ان تكون هناك ادوات استخدمت للكسر «بلطة» وانها كسرت فى غير وجودهم كما تلاحظ اثناء معاينة سجن ابى زعبل 1 وجود عنبر للسياسيين بقسم 3 بالسجن تم ترميمه بالكامل وقرر مأمور السجن بانه كان ينزل به خمسة سجناء من حركة حماس الجناح العسكرى، وقد نوه العقيد اشرف حسنى الضابط المهندس بالقوات المسلحة اثناء المعاينة الى أن شباك الزنزانة الاولى على يسار الداخل كان مكسورا من الداخل وقد تم تغيير باب الزنزانة بالكامل لتلفه كما أن جميع ابواب الزنازين كانت مكسورة من الداخل عن طريق الطرق على لسان «الكالون» من الداخل وكسر الحاجز الحديدى خلفه وبالاستعلام من مأمور سجن أبوزعبل 1 عن تعليله للفارق بين عدد السجناء بالعنبر «خمسة سجناء» وباقى اعداد الزنازين التى قرر القائم بالاصلاح انها مكسورة من الداخل لم يبد ردا.
ثانيا: السجن شديد الحراسة
يقع السجن شديد الحراسة على مقربة من سجن ابوزعبل وهو سجن صغير بالمقارنة بالسجن الاخير، ويحتجز بداخله عادة سجناء الجرائم السياسية على حد قول الضباط المسئولين عن السجن، وقد انتقلت اليه اللجنة لمعاينته فألفت باب أحد الزنازين قد تم كسره، وأفادنا ضباط الشرطة المسئولون عن السجن شديد الحراسة بأنه قد تم اقتحام السجن بواسطة «لودر» حيث تم كسر البوابة الرئيسية للسجن، ووجد المقتحمون من ثم سبيلا الى حيث الزنزانة الرئيسية به وقاموا بكسر الباب باستخدام «لودر» وتهريب السجناء من محبسهم.
ثالثا: السجن العسكرى
انتقلت اللجنة الى حيث السجن العسكرى بأبوزعبل واستمعت الى اقوال قيادات السجن وسجنائه، وبالسؤال عما دار يومى السبت والاحدث الموافقين 29 و30 يناير عام 2011 افاد كل من الضباط والسجناء بأنهم سمعوا يوم السبت الموافق 29/1/2011 صوت اطلاق رصاص من بعيد من ناحية سجن أبوزعبل الجنائى وأن اطلاق الرصاص استمر من الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الخامسة مساء، وأفاد السجناء بأنهم لم يكن مسموحا لهم الخروج من محبسهم يوم السبت 29/1/2011 وأن قيادات السجن قد رحلت عنه فى ذلك اليوم فيما عدا حارس العنابر والذى رحل عنهم فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وعاد اليهم فى تمام الخامسة مساء.
5 سجن القطا الجديد
انتقل فريق التحقيق يوم 29 يناير 2011 الى سجن القطا الجنائى وذلك للوقوف على حقيقة ما وقع فيه من احداث وكان القائم على حراسته القوات المسلحة.
تحدث ممثلا السجناء عما حدث من وقائع بسجن القطا الجنائى يوم السبت الموافق 29/1/2011 وقال إن حالة من الفوضى قد سادت جميع ليمانات وعنابر السجن فى ذلك اليوم، حيث حدثت مشادة كلامية بين أحد السجناء بعنبر التحقيق «د» وحارس العنبر الذى سبه بأمه ثم هرع الى الخارج خوفا من ايذاء السجين له فلاحقه السجين ومعه بعض السجناء فظن جندى البرج انه توجد حالة هياج بالسجن فأطلق أعيرة خرطوش فى الهواء لاثناء السجناء عن الهياج وبالفعل قام بعض السجناء بفض الاشتباك وكان قد نما الى علم السجناء حالة الانفلات الامنى بالخارج وهروب بعض السجناء فعزم الكثيرون منهم على الهروب، الا أنهم لم يستطعوا ذلك لان سجن القطا سجن منيع من الصعوبة الافلات منه، ولقد دعت هذه الحالة الى قيام قيادات السجن باستدعاء اللواء محمد البطران، حتى يقوم بتهدئة الاوضاع بداخل السجن والحد من حالة الهياج التى سرت وسط السجناء المطالبين بالخروج من السجن اسوة بمن هربوا من بقية السجون الأخرى، فحضر اللواء محمد البطران الى السجن يوم السبت وهم يتقون فيه وينزلون على أوامره دائما، واجتمع ومع المقدم سيد جلال بالسجناء لتهدئتهم فبدأ حديثه الى سجناء عنبر الحقيق «د» الذى وقعت به أعمال الشغب، وبعدها طلب اليه سجناء عنبر «أ» المجئ اليهم لسماع مطالبهم فذهب اليهم فإذا بهم يطالبونه بإطلاق سراحهم اسوة بغيرهم من السجناء الذين هربوا من السجون، فأخبرهم اللواء البطران بأن هذه شائعات وأن أحدا لم يهرب بعد من السجون، الا أنه قد تعالت صيحاتهم مطالبين بالخروج، فرد عليهم اللواء البطران بأنه لم يتلق أمرا من وزارة الداخلية بفتح السجون، وانه لن يفتح السجون الا بقرار من الداخلية فهلل السجناء وكبروا وصاحوا بأن يسقط النظام وكأنهم بميدان التحرير! وقد تزامن مع ما سبق ان حاول العقيد عصام البسراطى التدخل للسيطرة على هياج السجناء، الا أن اللواء محمد البطران منعه من ذلك ونهره امام السجناء وأمره بالذهاب الى مكتبه وحدثت بينهما مشادة كلامية وقد قررا ان العقيد عصام البسراطى يعد من أكثر الضباط الذين يمقتهم السجناء نظرا لسوء معاملته اياهم، وان اللواء محمد البطران كان يعلم ذلك تمام العلم، وأضاف أن اللواء محمد البطران عندما هم بالخروج من بوابة السجن المطلة على حوش العنابر خرج على اثره مجموعة كبيرة من السجناء، فأمر العقيد عصام البسراطى الرائد جهاد حلاوة ومن معه من قوة البرج المطل على تلك البوابة بإطلاق الرصاص على الجميع فسقط اللواء محمد البطران مصابا بطلق نارى فى بطنه وقتل معه مجموعة من السجناء ممن ساروا خلفه، فيما اصيب أخرون اصابات بالغة.
ثالثا: شهادات بعض القاطنين بالقرب من سجن القطا الجديد
أفاد الشاهد ويدعى فرج زكى المرتاح بأنه من البدو اصحاب المزارع المجاورة للسجن والقائمة من قبل انشائه وانه ينتمى لقبيلة أولاد على وقد فوجئ بإطلاق أعيرة نارية من ناحية السجن وتنامى اليه أخبار بوجود محاولات هروب من السجن فقام بقفل الطرق المؤدية الى السجن من أمام مزرعته بمتاريس وطريق خاص يمر بأرضه يربط بين السجن وطريق الاسكندرية الصحراوى وحضر اليه مجموعات من البدو الذين تظهر على لهجتهم انهم سيناوية من سيناء، ويحاولون المرور نحن السجن الا أنه منعهم من المرور معتمدا على قواعد البدو والتى تمنع التعدى على البدوى وكان هناك اخرين من الصعيد والفلاحين واستطاع منعهم جميعا من المرور الى باب السجن وكان بعض هؤلاء يرغب فقط فى الاطمئنان على ذويه من نزلاء السجن اما الاخرون فكانوا يريدون التعدى على السجن.
أفاد الشاهد ويدعى عجمى عبدالعزيز محمد العجمى الشهير بناصر بأنه مالك لمساحة من الارض مجاورة للسجن وينتمى لقرية القطا، وانه كانت هناك محاولات للهجوم على السجن وبدأ فى عمل كمين لمنع السيارات من المرور نحو السجن وقام بمنع عدد من سيارات النقل الكبيرة المحملة بالافراد المسلحين بالاسلحة الآلية الذى يرغبون فى اطلاق سراح اقاربهم لاسيما أن قناة الجزيرة كانت تذيع انقطاع المياه والكهرباء والغذاء عن السجن وهو ما كان يعلم بعدم صحته وكما اذاعت أن هناك قتلا جماعيا للسجناء بسجن القطا على خلاف الحقيقة كما أن السجناء حاولوا الاتصال بوسائل الاعلام واشاعة أخبار غير صحيحة وأن وسائل الاعلام كانت من أسباب تهييج الجماهير لمصالح لا يعلمها فى حين أن الاوضاع بالسجن لم تكن بمثل هذا السوء الذى أذيع.
أفاد الشاهد ويدعى عبدالنبى أحمد أبى إبراهيم بأنه يملك مزرعة مجاورة لمبنى السجن وأنه فى الساعة الرابعة فجر يوم السبت 29/1/2011 حدث اطلاق نار على السجن من الخارج وفى اليوم التالى حضرت سيارة نقل كبيرة للعبور نحو السجن وبها اعداد من المسلحين الا أنه تصدى لها ومنعها من العبور وكان بها عرب من منطقة الشرقية وقرر له قائد هذه المجموعات أنهم يرغبون فى اقتحام السجن وتحطيم البوابة باستخدام السيارة ثم التعامل مع قوات الحراسة وأنه ومن معه من رجال قاموا برد عدد من السيارات الراغبة فى مهاجمة السجن.
رصدت اللجنة من الزيارات الميدانية ومن سؤال ادارات السجون والمسجونين وبعض الاهالى المجاورين للسجون تصورين:
الاول: ان خروج المسجونين نتيجة تدبير سابق من جهات الشرطة لترويع المواطنين.
والثانى: ان هروب المساجين كان نتيجة هجوم من اخرين استمر على السجون حتى تمكن من تهريب المساجين بعد نفاد ذخيرة الحرس.
نشر بالعدد 631 بتاريخ 14/1/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.