قال الدكتور "المرسي السيد حجازي" وزير المالية إن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي مستمرة بشأن القرض البالغ قيمته 4,8 مليار دولار. ودعا "حجازي" المجتمع والقوى السياسية لتغليب المصلحة العليا لمصر على المصالح الشخصية الضيقة، مؤكدا ضرورة دفع عجلة الإنتاج والعمل لتجاوز صعوبات المرحلة الراهنة.
وأضاف "حجازي" في بيان للوزارة، اليوم، إن معظم المطالب الفئوية حق لا ننازع فيه ولكن يجب أن نراعي التوقيت الحرج الذي يمر به الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن المجتمع يحتاج للأمن والاستقرار حتى نجذب الاستثمارات العربية والأجنبية.
وأكد حرص الحكومة على تخفيف الأعباء عن المواطن البسيط، وهو ما يتم مراعاته في تعديلات القوانين الضريبية المجمدة التي يجري حاليا إعادة النظر فيها للتأكد من عدم تحمل محدودي الدخل بأية أعباء.
وأعلن وزير المالية عن إجراءات لدعم المجتمع الضريبي وتخفيف الأعباء عن كاهل الممولين، تتضمن تفعيل الإسقاط الضريبي عن المنشآت والأفراد التي خرجت من السوق وعليهم مديونية من الضرائب.
وأضاف أن من ضمن الإجراءات أيضا التوسع في قنوات منظومة المدفوعات الإلكترونية لمستحقات الضرائب والجمارك، والتي يشرف عليها مركز الدفع والتحصيل الإلكتروني الحكومي التابع للوزارة والذي تديره شركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية "إي فاينانس" المملوكة للمال العام، وذلك وفق المحددات التي وضعها البنك المركزي المصري.
وأوضح أن منظومة المدفوعات الإلكترونية تسهم في تخفيض زمن إضافة الإيرادات العامة لحسابات الوزارة بالبنك المركزي، مما يتيح استخدامها فورا في تمويل عمليات الإنفاق العام، مشيرا إلى أن 30 بنكا شبكة فروعها تبلغ 1850 فرعا تقدم خدمات المدفوعات الإلكترونية.
وقال وزير المالية الدكتور "المرسي السيد حجازي"، إن "من أول مارس المقبل سيتم إدخال 1200 مكتب بريد في منظومة المدفوعات الإلكترونية، بما يسمح لصغار ممولي الضرائب بالاستفادة من ذات الخدمة الإلكترونية المقدمة لكبار عملاء الضرائب".
وأضاف أنه على الرغم من الظروف التي يشهدها المجتمع الآن فإن الحصيلة الضريبية حققت طفرة كبيرة خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، حيث قفزت إلى 111 مليار جنيه بزيادة 39,3 في المائة عن نفس الفترة من العام المالي الماضي، وهو ما رفع إجمالي الإيرادات العامة للدولة إلى 153 مليار جنيه وهذه الطفرة تحققت رغم الظروف التي يشهدها المجتمع بما يؤكد بجانب معدن الشعب المصري الأصيل حرص ممولي الضرائب على دعم الاقتصاد الوطني ومساندة مصر.
وأعرب "حجازي" عن أمله في أن تسهم مقترحات المشاركين في مؤتمر"التعديلات الضريبية المقترحة لقوانين الضرائب في المرحلة الراهنة" المنعقد حاليا في الإسكندرية، الذي نظمته جمعية الضرائب المصرية بالتعاون مع شركة "سوميد" لأنابيب البترول في تحقيق التوازن بين الأهداف المالية للضريبة والأهداف الاجتماعية لها.
وأكد حرص الحكومة على أن يكون محور التعديلات المقترحة على قوانين الضرائب هو كيفية تخفيف العبء الضريبي عن محدودي الدخل من المواطنين وأن يسهم كل مواطن في الإيرادات العامة حسب قدرته لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وناشد وزير المالية ممولين الضرائب بالمبادرة بسداد الضرائب الواجبة عليهم في هذه المرحلة التي يمر بها المجتمع التي نأمل جميعا أن تنتهي ونستعيد الأمن والاستقرار، موضحا أنه على ثقة في كل العاملين بمصلحة الضرائب المصرية والذين كعادتهم سيبذلون أقصى جهد لتقديم كافة التيسيرات للممولين ومساعدتهم في تقديم الإقرارات الضريبية سواء بالمأموريات أو بمكاتب الإرشاد الضريبي.
وطالب بالإسراع في استكمال خطط تطوير الأداء بمصلحة الضرائب سواء لتنمية الموارد البشرية أو تطوير آليات ونظم حصر وفحص وتحصيل الضريبة.