بتكلفة 176 مليون جنيه ، وبمشاركة سفراء حول العالم ودعم من القوات المسلحة المصرية ، شهدت منطقة مصر الجديدة افتتاح متحف الطفل التابع لمركز الحضارة والإبداع ، والذي حاز على الجائزة الأولى عالميا لشكله وأسلوبه المتميز في تعليم الطفل . حضر الافتتاحية مجموعة من سفراء أثيوبيا و اريتريا و الصومال و دول حوض النيل بالإضافة للسفارة الأمريكية و الإنجليزية و مؤسسة اليونسكو و مستر مايكل ممثل ناشيونال جيوجرافيك و كذلك حضور ممثلى القوات المسلحة الذين تعاونوا مع جمعية مصر الجديدة لإنشاء المركز . وقد أعلن المركز عن إقامة احتفالية بمناسبة تدشين المتحف بعنوان " أفريقيا فى عيون أطفالها "من 25 إلى 29 نوفمبر ، للتأكيد على أهمية التبادل الثقافى بين الشعوب و تبادل الخبرات ، فيخلق جيل من الأطفال و الشباب على قدر كبير من الوعى الثقافى.
و فاز المتحف بالجائزة الأولى ما بين 40 متحفا على مستوى العالم من مؤسسة " Museums and Heritage " الانجليزية المتخصصة للمتاحف لكونه المتحف الأول عربيا لخدمة الطفل على أساس حضارى و لشكل المتحف المتميز وكثرة معروضاته المميزة التى تهدف لزيادة انتماء الطفل بالوطن .
و فى تصريح خاص ل"محيط" أكد مدير المركز الدكتور أسامة عبد الوارث أن الاحتفالية مخصصة للتعريف بالتراث المشترك بين مصر و دول حوض النيل ، و أن المركز من أكبر المراكز التى تهتم بتثقيف و تعليم الطفل بطرق جديدة و ممتعة .
كما أن المركز يستضيف عدد من طلبة المدارس منها مدرسة اخناتون و الجالية السعودية و معهد تاجان الأزهرى للغات و جمعية أصدقاء الغد المشرق لذوى الاحتياجات الخاصة و مدرسة سانت فاتيما للغات و تترواح أعمارهم من أولى ابتدائى حتى 6 ابتدائى . و تحدث حسن رشدان رئيس الجمعية فى كلمته أن المتحف هو من أوائل متاحف الأطفال فى العالم ، و أنه تكلف 176 مليون جنيه مصرى لخدمة أطفال مصر و الحرص على تثقيفهم . كما تحدث اللواء أحمد السروجى أن الفكرة الأساسية للمتحف هو استعراض حضارة مصر على مر العصور و " التعلم من خلال اللعب "، و أن نماذج حيوانات حوض النيل مصممة من مواد صديقة للبيئة و لا تسبب الأذى للإطفال . و أضاف أنها تجربة فريدة تمنح الطفل فرصة خوض تجربة الاستكشاف بنفسه ، و أن هناك بيت للفراشات ليستمتع الأطفال بلامستهم و التعرف على أنواعها حيث يوجد فى مصر 62 نوع من الفراشات ، و كذلك بيت للطيور . خلال الافتتاح، تم تكريم الجهات المنفذة للمشروع وعدد من الشخصيات منها الدكتور زاهى حواس و كذلك ممثل القوات المسلحة و ناشيونال جيوجرافيك و آخرين ، و عرض لكورال مصر الجديدة الذى قدم أغان مصرية و أجنبية ، و عرض بانوراما ثقافية شملت عرض سريع للعصر الفرعونى و القبطى و الإسلامى و العصر الحديث من خلال شاشة بانورامية و عرض صور و فيديوهات منها تانى أقدم فيلم صنع فى تاريخ السينما عن كوبرى قصر النيل ، بالإضافة لجولة بالحديقة و عرض فنى قدمته فرقة نوبية ، و اختتمت بجولة المتحف . وفي جولة داخل المتحف المكون من أربعة طوابق ، شاهدنا نفقا مشابها لنفق هرم خوفو أكبر أهرامات الجيزة حيث يشاهد الطفل مواسم النيل الثلاثة عند الفراعنة موسم الفيضان و يسمى " بيت الحياة " و موسم الزرع و موسم الحصاد ثم الأسواق .
و هناك مناطق للرسم و النحت يقوم فيها الأطفال بتعلم النحت و زخرافة جدران المعابد ، بالإضافة لخيمة علم التحنيط و نموذج لمنطقة الحفريات و ينقب الأطفال بأنفسهم عن الآثار بالفرش و غواصة تحاكى الحياة تحت المياه . و الدور الثانى يضم المناطق المختلفة فى مصر من السد العالى و الصحراء الغربية و الصحراء الشرقية و البحر الأحمر ، و كيفية الحفاظ على موارد البلاد ، و الجزء الجيولوجى يحوى نموذج طبق الأصل لأقدم حفرية لحوت فى مصر يتميز بوجود قدمين لديه و يعد من فصيلة الديناصورات ، و الحفرية الحقيقية متواجدة فى وادى الحيتان . و الطريق للدور الثالث يشمل عرض لكواكب المجموعة الشمسية و الشمس ، و الدور الثالث الذى يتحدث عن العلوم الحديثة و المستقبل ، يضم تليسكوب ونموذج طائرة حقيقية و سفينة فضاء و مسموح للأطفال بركوبهم و تعلم قيادتهم عمليا . و فى نهاية كل طابق هناك لعبة الاختبار تقيس المعلومات التى اكتسبها الطفل خلال جولته فى هذا الدور ، بخلاف أن كل ما هو متواجد فى المتحف يستخدم فى اللعب و الاستكشاف العملى . و فى الطابق الرابع الشاشة الأكبر على الإطلاق فى العالم و هى القبة السماوية التى تعرض أفلام ثلاثية الأبعاد عن الأجرام السماوية و كواكب المجموعة الشمسية ، و تعرف الطفل على تاريخ بلاده ، فتتحول سمائه إلى معرفة و يتصاعد من على خشبة المسرح بخار تظهر فيه أبرز الشخصيات التاريخية تحدثنا عن نفسها . و جميع الألعاب معدة لتناسب أيضا ذوى الاحتياجات الخاصة حتى من لديهم إعاقة بصرية فيستطيعون الإحساس بالرسوم المجسمة على الحوائط . الجدير بالذكر إنه تم افتتاح المركز فى يونيو 2006 ليصبح أكبر مركز للأطفال فى مصر و الشرق الأوسط ، و تم تطويره و تجديده عام 2008 م بالتعاون مع إدارة المشروعات الكبرى للقوات المسلحة ليقدم تجربة تعليمية فريدة من نوعها للإطفال لإكتشاف أنفسهم و قدراتهم تساعدهم فى مستقبلهم ، و تعميق انتماء أطفال اليوم و شباب الغد بوطنهم مصر و تعريفهم بماضيها و حاضرها ، فى رؤية شاملة لتطوير التعليم غير المباشر فى مصر و الشرق الأوسط . و يحتوى المركز الذى يقع على مساحة 14 فدان على متحف الطفل و مبنى سينما يحتوى على قاعة بانوراما و مكتبة ، وورش عمل فنية و المسرح الرومانى يقدم فيه عروض فنية صباحية للأطفال و أسرهم و الأمسيات الثقافية ، بالإضافة لحديقة ممثل فيها مراحل تكوين مصر على ضفاف النيل عبر العصور المختلفة حتى وصوله للشكل الحالى ، و نماذج مجسمة توضح للطفل البيئات المختلفة البدوية و الريفية و الصحراوية ، و كافتيريا ، و بالطبع منطقة الإلعاب .