الحفظ والانهزام النفسي والانحراف الاخلاقي مشاكل تواجه النشء المجتمع الجاهل موطن للفوضى والانحلال الطفل يقلد مايشاهده في التلفزيون الحل يكمن في الحوار والقدوة الحسنة الأطفال بذرة كما نزرعها سنجنيها, فإذا أردنا أن نتنبأ بما سيكون عليه حال المجتمع في المستقبل فيمكننا أن نستشرف ذلك من خلال حال الأطفال, فهم مرآة المجتمع, يجسدون مستقبله ويحددون الصورة التي سيكون عليها حسبما يربيهم هذا المجتمع ويبذل نحوهم جهدا ليُفجر طاقاتهم وقدراتهم الكامنة على الإبداع وتحقيق الذات بأفضل السبل. انطلاقا من ذلك أقام "مشروعنا بالعقل نبدأ" وهو مشروع فكري تثقيفي غير ربحي نظمه مجموعة من الشباب المتطلعين إلى المساهمة في بناء مجتمع أفضل, ندوة بعنوان " الأسئلة الحرجة.. ومستقبل النشء" أمس الخميس, بمشاركة الدكتورة رشا شتيحي, باحثة ومحاضرة في المشروع, وعدد من الباحثين والآباء المهتمين بالموضوع. تناولت رشا شتيحي بعض التساؤلات الهامة التي تدور في عقول الأطفال مثل "أين الله؟ ولماذا لا نراه؟", والتي يقابلها الآباء إما بالتحذير على أنها تابو لا يجوز الاقتراب منه أو باللامبالاة ,باتجاهل احيانا أخري .بالإضافة إلى تناول مدى تأثير ردود الآباء على النشء والمجتمع, وكيفية احتوائها. عدم الإستيعاب يخلق مشاكل تعرضت "شتيحي" في حديثها لأهم ثلاث مشكلات تواجه النشء. أولهم مشكلة "عدم التفكير" فنسبة كبيرة من الجيل الجديد يعتمد على الحفظ لا الفهم وكل ما يهمه الإجابة بشكل جيد في الامتحانات بهدف نيل الشهادة لا أكثر, ثانيهم "الانهزام النفسي" فهو ليس لديه ثقة بإمكانياته ويرى ان المجتمع يقوده ولا يمكنه التغيير, وثالث مشكلة هى "الانحراف الأخلاقي" وذلك يرجع لعدة أسباب حصرتها في منع الطفل من السؤال وعدم استيعاب استفساراته فضلا عن ترهيبه الدائم, مما يخلق لديه نزعة للتمرد. الإعلام سلاح ذو حدين وكان لدور الإعلام والتلفزيون نصيب الأسد من اللوم على تأثيره السلبي في النشء, فلقد طُرح تساؤل في الندوة عن دور الإعلام فيما إن كان يقتصر على نقل الواقع كما هو بمساوئه أم نقل كل ما هو إيجابي لزرع قيم مجتمعية واخلاقية بناءة, وجاءت إجابة الجميع داعمة لضرورة أن يقوم الإعلام بدور المقوم وليس العكس, فمحاكاة واقع البلطجية والخارجين عن القانون في أفلام وتصديره على أنه واقع المجتمع ككل يساعد على زعزعة مفهوم القيم والفضائل عند الأطفال والمجتمع ككل, فما يقدم في الإعلام والتلفزيون يترسخ في عقل الطفل ويحاول تقليده. وأضافت "شتيحي" أن الثلاث مشكلات التي يواجهها النشء يترتب عليها عدة نتائج تتمثل في إصابة المجتمع بالتجمد والجهل و الانغلاق, فيصبح مجتمعا تابعا ومستعمرا فكريا واقتصاديا, يعيش على فتات الخارج ولا يثق في نفسه أو قدراته, ويكون خير موطن للفوضى والانحلال. الحل في الحوار وأكدت الباحثة والمحاضرة في "مشروعنا بالعقل نبدأ" أن الأمر لن يكون سودوي بهذا الشكل إذا ما تكاتف الجميع لصنع فارق وإيجاد وحل يبدأ من النشء, وذلك عن طريق تنمية العقول وحث الأطفال على التفكير والبحث والقراءة, وتنمية الأخلاق , والثقة بالنفس وتحمل المسئولية لديهم, وادوات الحل تكمن في المعلم والآباء انفسهم, فعليهم ان يكونوا قدوة حسنة لهؤلاء البراعم. وذلك كله لن يحدث دون حوار. طُرحت خلال الندوة أسئلة عديدة من قبل الحضور فضلا عن الأسئلة المُقترحة من قبل القائمين على الندوة سابقا, تلخص الرد عليهم جميعا بالتشديد على ضرورة استيعاب الأباء والكبار عموما لتساؤلات النشء أيا كانت نوعيتها, والرد عليهم بأسلوب مبسط ليتمكنوا من فهمه .