كلما ازدادت الأصوات المسعورة والتطاول والهذيان ازددت اطمئنانا أن مصر رغم كل التحديات والعقبات وما تحقق وما لم يتحقق حتي الآن تمضي بقوة للأمام.. وكلما قرأت الأكثر عن وقائع الأيام الأولي للانتخابات النيابية ورأي الناس وحوارات حية معهم كلما اتضحت الرؤية عن الأخطاء التي وقعت بحق العملية التنظيمية والناخبين وأدت إلي نجاح أربعة مرشحين فقط في الدور الأول من بين 2458 مرشحا والإعادة التي تتم هذا الأسبوع في 103 دوائر هي جميع دوائر الانتخاب الفردي وأنها أخطاء يتشارك فيها وكما كتبت نظام انتخابي تحول إلي أحاج وعلامات استفهام وملأ طريق الناخبين بالعقبات بلغت نسبة الأخطاء 10% أظن أنها النسبة الأعلي في تاريخ الانتخابات واتساع الدوائر امتدت دائرة من الجيزة حتي أسوان!! وفشل أحزاب لم تقم ببناء جسور وتواصل حقيقي مع الجماهير واستبدل قادرون على بناء هذه الجسور بشراء مرشحين!! ومستقلون لم يسمع الناخب عن أكثرهم من قبل.. ولم تسبقهم انجازات في دوائر يريدون أن يمثلوا أبناءها!! ليست مبالغة أن البحث عن المرشح الأفضل تحول إلي مشكلة حقيقية خوفا من اختيار من يعيدون عليهم ماضيا أسود أسبق وسابقا!! ورغم أن نسبة المشاركة 26.5% من النسب المتعارف عليها في الانتخابات النيابية فإن هذا لا ينفي أن الملايين الذين أسقطوا نظامين في أقل من ثلاث سنوات كانوا في مشكلة حقيقية أمام مرشحين لايعرفونهم وأحزاب لم يسمعوا عن أغلبها ولايعرفون لها انجازات أو برامج أو أدوارا مؤثرة وغاب إعلام من القيام بالأدوار الواجبة في الإضاءات والتبصير والتبسيط بموضوعية وحيادية وسقط بعضه في مهاترات وتحيزات وتراجعت مهنية وخدمة أهداف وتوجهات خاصة بعد أن تحولت بعض هذه الفترات إلي ميليشيات إعلامية!! ورغم كل هذه التحديات والاشكاليات كان خروجه في إطار نسب المشاركة المتعارف عليها في انتخابات برلمانية، وكانت رسائل هذا الخروج كثيرة ويجب أن نقرأها جيدا ومن أهمها إسقاط محاولات الاتجار بالدين، واعتقاد التيارات المتطرفة والغريبة علي الايمانية والحضارة والثقافة المصرية أنها تستطيع أن تواصل خداع المصريين وأن تدرك أنها أصبحت في مواجهات حقيقية مع رفضهم وغضبهم.. وأثق أنهم بعد ما سمعوا وشاهدوا من سعار وادعاءات وتطاول علي نسب مشاركتهم وثقتهم فيما يحدث في بلدهم سيخرجون بكثافة أكبر لإعادات شبه كاملة للمرحلة الأولي بسبب النتائج التي قادت إشكاليات التنظيم والفشل الحزبي وغياب أغلب المرشحين عن عمل وانجازات حقيقية وسط الناس ومحاولات استعادة سطوة وسيطرة رأس المال الذي تمنع عن عمليات كبري لتضميد الجراح الاقتصادية والاجتماعية والانسانية لهذا الوطن!!. هل يعني هذا أنه لا دواعي ولا أسباب لخلاف واختلاف... لايستطيع أحد أن يدعي أن دولة 30/6 حققت جميع الآمال والتطلعات المتوقعة والمنتظرة أو أنه لاتوجد أخطاء تستحق المراجعة وتصحيح المسارات.. ولكن يجب أن يظل للخلاف والاختلاف أصول عند من يعرفون الأصول.. ومن يريدون المشاركة في المحاسبة والمراجعة والتقويم يجب أن يشاركوا بقوة في انتخاب مجلس نيابي قوي فالخلاف والاختلاف لايمكن أن يتناقض مع سلامة وقوة وطن إدراك ما يتهدده من أخطار داخلية وخارجية فرغم الانجازات الباهرة لقواتنا المسلحة في حربها علي الجماعات الإرهابية التي تعمل بالوكالة عن المخططات الاستعمارية مازالت الأخطار والمؤامرات تترصده والتي يزداد سعارها وجنونها كلما تقدم للأمام. أثق أن مدلولات المشاهد المبدئية للانتخابات وتقدم الجموع الأكثر ألما وصبرا هي ما جعلت الرئيس وفي تصريحات نشرت الخميس 22/10 يعيد الدعوة إلي عدم المساس باستحقاقات هذا الرصيد المصري العظيم من الفئات الأولي بالرعاية وتوفير جميع سبل الدعم لهم، والسعي لتوفير السلع الأساسية للمواطنين، ولاسيما الأغذية والدواء والوقود وضبط الأسعار، تفعيل وسائل الرقابة ذات الصلة.. أوجب واجبات الحكومة أن تعلن على الفور عن السياسات والإجراءات التى ستحول هذه التوجيهات الى وقائع حياة يعيشها الناس ولعل هذه المهمة بالتحديد من أول دواعى تعيين مستشار للرئيس للمتابعة.. فمن حق الملايين التى كانت وقود الحياة والصبر والألم والاحتمال ان ترتاح وأن تحاط من دوائر تأمين من العدالة الأجتماعية ينضم إليهم شباب كانوا شركاء أساسيين فى صناعة الثورة، وتوفير جميع أسباب إطلاقهم كقوة محركة للحاضر والمستقبل وأن يروا عمليا وواقعيا أن الدولة لن تسمح بمشاركة واستقواء من خرجوا واسقطوهم فى 25 يناير و 30/6 وستقف بجدية فى وجه حماية الفساد وتدليله بتعديل قوانين لصالح متهمين بتضخم الثروة واستغلال النفوذ وتحقيق كسب غير مشروع ودون إعلام للشعب من أصحاب الأموال والثروات المنهوبة بالقواعد التى سيتم على اساسها اسقاط هذه الجرائم وما لحق بها وترتب عليها من جرائم وخطايا أكبر من إفقار وإمراض شعب وحرمانه من حقوق وعوائد استثمار أمين وعادل لثروات بلاده وصلاحيات وضمانات لجان التقييم التى ستشكل بقرار من وزير العدل.. ألم يكن من الواجب أن تكون هناك قوائم سوداء لكل من تربح على حساب هذا الشعب بدلا من مخططات تبييض وغسيل جرائم الفساد. الشفافية.. ثم الشفافية.. والمصارحة.. والمعلومات الموثقة حق مبدئى لأصحاب الثورة والثروة والحفاظ على حقوقهم حق أصيل يجب أن يحاسب كل مسئول يسعى لانتهاكه تحت أى إدعاءات أو مسميات. انه نموذج واحد فقط لمشروعية الخلاف والاختلاف التى تضىء وتضيف وتصحح وتوثق روابط الدولة وجموع المواطنين ودون تناقض مع ممارستهم لكل ما يدعم قوة واستقرار بلدهم، وفى مقدمته المنتظرة، خلال الأيام القادمة من كثافة الخروج للاختيار الأفضل لمجلس نيابى يحقق للملايين ما خرجوا وماتوا من اجله فى 25 يناير و30/6.
نموذج مؤسف لسوء الأداء الحكومي ما يعانيه الفلاحون مع الزراعة عموما وهذه الأيام مع محصول القطن أو الذهب الأبيض التي كانت مواسم حصاده مواسم الفرح والأفراح إلي أن تركت زراعته تضمر وتنكمش ويقضي عليها تقريبا ببذور مغشوشة أو تالفة جعلت الفدان الذي كان يعطي ما بين 7 أو 8 قناطير لايتجاوز قنطار ونصف وفي الاغلب يؤدي ضعف وتلف المحصول إلي بيعه كعلف للماشية.. هل يمكن أن يحدث هذا في وجود وزارة ووزير للزراعة ومن المسئول عن التقاوي التي أدت إلي هذه النتائج الكارثية وما هي مسئولية الإدارة المركزية لانتاج التقاوي.. وما هي أشكال المتابعة والمحاسبة والمراجعة التي تحمي الفلاح والمحاصيل الاستراتيجية وهل الحل بصرف 300 مليون جنيه لتعويض الفلاحين ومصر كلها عن كارثة قوميه تدفع الفلاح إلي التوقف عن زراعة القطن!! وهذا الدعم الذي تقدمه الدولة هل يذهب للفلاح أم لمستوردي الأقطان وخاصة الهندية وأيضا دعم أصحاب الشركات بينما تتواصل الاتهامات للقطن المصري طويل التيلة الذي كانت تصنع منه منسوجات قطنية أرق وانعم من المنسوجات الحريرية وهل صحيح ادعاءات أنه لم تعد هناك ماكينات صالحة لغزل الأقطان طويلة التيلة... من يصدق أنك لم تعد تستطيع في مصر أن تحصل علي نسيج قطن غير مخلوط.. وإذا توافر لا تقدر علي الأسعار التي وصل إليها!! إلي متي تستمر السياسات الزراعية الفاشلة والتي تواصل تحقيق اهداف مخططات التطبيع التي بدأ بها تدمير الزراعة في مصر منذ نهايات القرن الماضي ومعها بالطبع تدمير الأمن الحيوي الصحي والغذائي، وما هي السياسات التي اتخذت لمعالجة التدهور الذي ترتب علي مخططات التطبيع الزراعي مع العدو الصهيونى، ولماذا لم تعلن كل وزارة الإجراءات التي تتخذها لمعالجة حصاد عشرات السنين من الفساد والتخريب والتخريب المخطط.. وماذا بعد هذا الصمت رغم صرخات واستغاثات المواطنين واعلاهم صرخات الفلاحين خاصة ونحن في موسم اعداد الأرض للمحاصيل الشتوية وعلي رأسها زراعة القمح؟!! يظل أجمل ما كتب عن جمال الغيطاني إبداعاته وتجلياته الأدبية وأعظم صفاته أنه من قبيلة المخلصين للإبداع، ومهما كانت الشواغل الأخري... كنت تحت وطأة المرض وفي سرير بمستشفي المعادي للقوات المسلحة مع تحية واحترام لكل ما تقدمه من نموذج راق ومحترم للاداء الطبي من هناك تابعت الرحيل الذي لا يحدث إلا لمن أثري الوجدان المصري بمثل هذا الإبداع. نقلا عن " الاهرام" المصرية