نقلت صحيفة «الأهرام»، تقريراً أصدره مكتب «ناين بدفورد» الدولي للمحاماة بإنجلترا عن جماعة الإخوان المسلمين تضمن نشأتها وتنظيمها الدولي وأنشطتها وعلاقتها بما اسمته المنظمات الإرهابية الدولية التي ترفع شعار الإسلام مبررا لعملياتها العنيفة. التقرير الذي صدر في 3 يونيو من هذا العام، بطلب من الحكومة المصرية، لم يكتف بالتأصيل الأيديولوجي للجماعة بل أيضا قدم ما يثبت علاقتها فكريا وعقائديا وسياسيا وماديا بتنظيمات مثل القاعدة وداعش في سورياوالعراق وكتائب القسام وحماس في فلسطين وأنصار بيت المقدس وولاية سيناء في مصر وبوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال. ودلل التقرير بالوثائق والإثباتات التاريخية على حقيقية الإخوان، وقدم أيضا تفصيلات عن حركة الأموال بين دول أوروبية والباهاما وقطر وتركيا ومصر أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وعددا من التنظيمات كالقاعدة وحماس. وأكد التقرير تورط جماعة الإخوان في تقديم دعم مباشر وغير مباشر للمجموعات الإسلامية المسلحة، وذلك استنادا على الإعلان عن استراتيجية جديدة تبنتها الجماعة لمواجهة الإمبريالية العالمية، فقد دعا المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف جماعة الإخوان إلى ضمان تقديم الدعم المادي والمالي للمقاومة ضد تحالف أمريكا وإسرائيل. وأوضح التقرير أيضا أن تمويل الميلشيات الإسلامية المسلحة نشاطا يقوم به أفراد منتمون لجماعة الإخوان، مثل نائب المرشد خيرت الشاطر، الذي تم رصد تحويله لمبلغ 25 مليون دولار لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي وذلك خلال الفترة التي ترأس فيها محمد مرسي مصر، بهدف تأمين دعم القاعدة لحكم الإخوان. وأشار التقرير إلى ما تردد حول المفاوضات على التمويل بين أيمن الظواهري وكل من الشاطر وتنظيم أنصار بيت المقدس، هذا بالإضافة إلى تورط جماعة الإخوان في تمويل غير مباشر للمجموعات الإسلامية المسلحة في كل من العراقوسوريا مستخدمة النفوذ السياسي والمالي لدول مثل قطر وتركيا اللتين تستضيفان أعضاء الإخوان، على حد قوله. وأضاف التقرير: «خلال عام 2013 أجرى الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي اتصالا بمحمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة يطالبه بزيادة العمليات الإرهابية ضد الجيش في سيناء وذلك عندما علت الأصوات المطالبة بالتظاهر ضد حكم الإخوان في 30 يونيو من نفس العام.. وقد أجاب الظواهري بإعلانه أنه سوف يقاتل الجيش المصري وقوات الشرطة في سيناء». وتابع التقرير: «كما تم رصد مكالمة بين مرسي وأيمن الظواهري يطالبه فيها بإرسال 3000 مجاهد لمحاربة الحكومة في سيناء، وبدوره فإن الظواهري حث أتباع القاعدة على اختطاف الأجانب والغربيين في مصر». ولفت التقرير إلى أن التضامن بين الإخوان والقاعدة كان يبدو واضحا من الاتفاق على إطلاق سراح المسجونين بتهم إرهابية من أعضاء التنظيمات المسلحة في سيناء وهو ما حدث في 2012 أثناء حكم محمد مرسي، على حد وصفه.