بين أروقة السفارات ومكاتب المسؤلين عن الأمن القومى واللجان الأمنية فى البرلمانات فى العديد من دول العالم يتم حاليا تداول تقرير قام بإعداده مكتب ناين بدفورد الدولى للمحاماة بإنجلترا عن جماعة الاخوان منذ نشأتها وتنظيمها الدولى وأنشطتها وعلاقتها بالمنظمات الإرهابية الدولية التى ترفع شعار الاسلام مبررا لعملياتها العنيفة. التقرير الذى صدر فى 2 ابريل من هذا العام وحصلت الاهرام على نسخة منه لم يكتف بالتأصيل الايديولوجى للجماعة بل ايضا قدم ما يثبت علاقتها فكريا وعقائديا وسياسيا وماديا بتنظيمات مثل القاعدة وداعش فى سورياوالعراق وكتائب القسام وحماس فى فلسطين وأنصار بيت المقدس وولاية سيناء فى مصر وبوكو حرام فى نيجيريا والشباب فى الصومال. التقرير دلل بالوثائق والاثباتات التاريخية على الطبيعة حقيقية الإخوان، وأعاد النظر فى تأثير السنوات الاخيرة خصوصا عندما حكم رئيس منتم للجماعة المحظورة مصر وكيف اثر ذلك سلبا على الوضع الاجتماعى والاقتصادى والسياسى فى مصر وبطبيعة الحال التاثيرات السلبية الاقليمية. اعتمد التقرير على العديد من المصادر فى جمع المعلومات وتقييمها وتحليلها منها المصادر الاكاديمية وأدبيات جماعة الاخوان والكتب التى نشرها قيادات الجماعة منذ نشأتها وحتى اليوم وكذلك على مواد صحفية واعلامية وابحاث اكاديمية منشورة، وكذا بيانات رسمية معلنة سواء من قبل افراد او منظمات او جماعات.وقدم أيضا تفصيلات عن حركة الاموال بين دول أوروبية والباهاما وقطر وتركيا ومصر اثناء حكم المعزول محمد مرسى وعددا من التنظيمات الارهابية كالقاعدة وحماس. ويؤكد التقرير تورط جماعة الاخوان فى تقديم دعم مباشر وغير مباشر للمجموعات الاسلامية المسلحة، وذلك استنادا على الاعلان عن استراتيجية جديدة تبنتها الجماعة لمواجهة الإمبريالية العالمية، فقد دعا المرشد العام السابق محمد مهدى عاكف جماعة الاخوان الى ضمان تقديم الدعم المادى والمالى للمقاومة ضد تحالف أمريكا واسرائيل. ويشير التقريرالى التحقيقات الإيطالية التى استمرت عشر سنوات فى قضية تحويلات غير شرعية تمت من خلال بنك التقوى الذى أنشئ فى عام 1988 وترأسه يوسف ندا وهو واحد من أقطاب الاخوان انضم للجماعة منذ كان شابا يا فعا فى العام 1948،حيث تم رصد تحويل 60 مليون دولار لكتائب القسام ومجموعات إسلامية مسلحة أخري.وتزامنت هذه التحقيقات الايطالية مع تحقيقات مماثلة فى سويسرا وفى الباهاما حول نفس البنك. ادت الى اكتشاف ان قائمة المساهمين ببنك التقوى تضم الاب الروحى للجماعة الشيخ يوسف القرضاوى واثنين من اقارب زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن و محمد محمود سليم وهو واحد من مؤسسى تنظيم القاعدة. وخلال التحقيقات التى عرفت باسم المشروع السويسرى اكتشف المحققون السويسريون اثنتى عشرة استراتيجية لأنشاء دولة الخلافة المعدة بواسطة اعضاء فى جماعة الاخوان. وكنتيجة لهذه التحقيقات تم وضع يوسف ندا وآخرين على القوائم السوداء فى الولايات المتحدة الامريكية وبدورها أكدت السلطات السويسرية ان بنك التقوى ولمدة طويلة يعتقد انه يمول مجموعات راديكالية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى الربط بين بنك التقوى وتمويل تنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات الاخرى ، وهذا ما دعا مجلس الامن فى الامم المتحدة فى عام 1999 الى وضع يوسف ندا ضمن الافراد المرتبطين بتنظيم القاعدة الارهابي. وفى عام 2000 تم اثبات ان لبنك التقوى خطا سريا يقود فى نهايته لأسامة بن لادن وفى سبتمبر 2001 ثبت ان يوسف ندا قدم بالفعل مساعدات مالية لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. وخلال المحاكمة ظهر عدد من الوثائق يحدد بالاسماء اعضاء على مستوى عال داخل جماعة الاخوان ويثبت تورطهم فى تمويل منظمات ارهابية ومن بين هذه الاسماء يوسف القرضاوى وموسى ابو مرزوق وعمر احمد وعبد الرحمن المعدودى وجمال بدوى وعبد العزيز الرنتيسى وغيرهم. ويؤكد التقرير ايضا ان تمويل الميلشيات الاسلامية المسلحة نشاطا يقوم به افراد منتمون لجماعة الاخوان، مثل خيرت الشاطر ،الذى تم رصد تحويله لمبلغ 25 مليون دولار لايمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الحالى وذلك خلال الفترة التى ترأس فيها محمد مرسى مصر، وذلك بهدف تأمين دعم القاعدة لحكم الاخوان فى مصر. كما يشير التقرير الى ما تردد حول المفاوضات على التمويل بين ايمن الظواهرى وكل من الشاطر وتنظيم انصار بيت المقدس ، هذا بالاضافة الى تورط جماعة الاخوان فى تمويل غير مباشر للمجموعات الاسلامية المسلحة فى كل من العراقوسوريا مستخدمة النفوذ السياسى والمالى لدول مثل قطر وتركيا اللتين تستضيفان اعضاء الاخوان . عقيدة الاخوان أساس الارهاب فى العالم ويؤكد التقرير انه من الصعب عند التعرض للمجموعات الاسلامية المسلحة التركيز على مجموعة بعينها بمعزل عن المجموعات الاخري.ذلك ان الاختلافات بين هذه المجموعات لا يمكن فصلها بشكل واضح وصريح، ولأن المشتركات بينها مشتركات فى الاصول والأيديولوجيا والقيم والوسائل المستخدمة والدعم المالي.وفى جوهر كل هذه المجموعات المسلحة تبرز جماعة الاخوان المسلمين.فمنذ نشاتها عام 1928استطاعت الجماعة إيجاد تبرير لاهوتى للعنف والارهاب الذى تلتزم به كافة الجماعات الاسلامية المسلحة. ويشير التقرير الى مقال الكاتب والباحث السعودى مشارى الزيادى الذى كتب من قبل انه لولا اشخاص مثل سيد قطب وحسن البنا ومؤلفات مثل المعالم ورسالة الدعوى ومفاهيم مثل الحكمة الالهية واستاذية العالم لما كان اليوم هناك ما يعرف باسم الارهاب الاسلامي، ولما وجد اشخاص مثل اسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وابو مصعب الزرقاوى وابو بكر البغدادي. لقد تم التركيز فى تقرير مكتب ناين بدفورد للمحاماة على عدد محدد من التنظيمات الارهابية التى حملت السلاح فى مواجهة العالم تحت راية الاسلام لتوضيح العلاقة بينها وبين جماعة الاخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، هذه التنظيمات هى القاعدة وتنظيم الشباب فى الصومال وكتائب عز الدين القسام و تنظيم ولاية سيناء وجماعة بوكو حرام بالاضافة لتنظيم داعش. حيث يشير التقرير الى ان جميع هذه التنظيمات تتشارك فى نفس المنظومة القيمية والافكار الايديولوجية التى جاءت جذورها من عقيدة وقيم الاخوان. وهكذا استمرت جماعة الاخوان فى تقديم الدعم المادى لهذه الميلشيات المسلحة من اجل تحقيق هدفها الاسمى والذى يتمثل فى اقامة دولة الخلافة الاسلامية الكبري. وبحسب التقرير فإن تتبع اصول الميلشيات الإرهابية الاسلامية المختلفة يظهر بوضوح مدى ارتباطها بالاخوان، إن القاعدة التى اعتبرت منظمة ارهابية منذ عام2000 فى الامم المتحدة ، ويعود تاريخ تأسيسها لايام الصراع الطويل بين الاتحاد السوفيتى السابق والمقاومة الافغانية فى اعقاب الاجتياح السوفيتى لافغانستان عام 1979، واذا كان من المعروف ان تنظيم القاعدة انشأه بن لادن ذلك المواطن السعودى الذى سافر لافغانستان عام 1980، الا ان التاريخ يؤكد ان أسامة بن لادن لم يكن بمفرده فتنظيم القاعدة نشأ فى افغانستان بين عامى 1988 و1989 على يد اقطاب اخوانية واعضاء فى التنظيم الدولى للاخوان المسلمين. وهناك وثائق تؤكد اجتماع كل من اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وعبدالله يوسف عزام فى أغسطس 1988 والثلاثة لهم علاقات مباشرة مع الاخوان المسلمين. فعبدالله عزام الذى يوصف بكونه الاب الروحى للجهاد الحديث. هو فلسطينى ومقيم بالاردن وهو احد الاعضاء البارزين فى تنظيم الاخوان بالأردن، درس فى الازهر والتحق بالاخوان فى عام 1950 ليصبح واحدا من خمسة اعضاء فى مجلس شورى الجماعة.وفى عام 1980 بدأ التدريس فى جامعة جدة بالمملكة العربية السعودية، وفى هذا الوقت كان اسامة بن لادن ملتحقا بنفس الجامعة. وعندما سافر لافغانستان ليساعد المقاومة الافغانية اسس بيت الضيوف الذى اصبح معسكرا لتدريب المجاهدين ثم تم تاسيس مكتب الخدمات الذى تحول فيما بعد الى اللبنة الاولى فى تأسيس تنظيم القاعدة. أما أيمن الظواهرى الرئيس الحالى لتنظيم القاعدة ، فقد انضم للاخوان مبكرا متأثرا بخاله محفوظ عزام الذى كان مستشارا قانونيا للجماعة ومحل ثقة سيد قطب. ثم سافر الى باكستان عام 1980 لتقديم مساعدات طبية للافغان اثناء الحرب وهى الرحلة التى دعمتها جماعة الاخوان وبعد عودته أنشأ حركة الجهاد الاسلامى المصري. وتم تقديمه للمحاكمة فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات الى جانب عدد من أقطاب الاخوان. وبعد خروجه من المعتقل سافر لباكستان عبر المملكة العربية السعودية . واسامة بن لادن نفسه الذى تاثر بمحاضرات محمد قطب شقيق سيد قطب والذى سافر للملكة العربية السعودية لاجئا يرجح انه انضم للاخوان فى هذه الفترة حيث اصبح فيما بعد عضوا فى تنظيم الاخوان بالسعودية. وليس هؤلاء وحدهم من بين مؤسسى تنظيم القاعدة الذين ثبتت عضويتهم فى تنظيم الاخوان قبل انشائهم للقاعدة فالتقرير زاخر بالاسماء والتفاصيل التى تؤكد الدور الذى لعبه اعضاء الاخوان فى انشاء تنظيم القاعدة. وهو الامر الذى يمتد لينطبق على تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام وجماعة اهل السنة للدعوة والجهاد المسماة ببوكو حرام فى نيجيريا وحركة الشباب المجاهدين التى يطلق عليها اسم الشباب فى الصومال، فهذه المنظمات خرجت جميعا من رحم تنظيم القاعدة الذى اسسه اعضاء الاخوان. هذا علاوة على ان قيادات التنظيمات الثلاثة السابقة (بوكو حرام وداعش والشباب) كانوا اعضاء فى تنظيم الاخوان قبل ان يكون لهم اى اتصال مع تنظيم القاعدة. لذلك وبحسب التقرير فإنه يمكن وصف الاخوان بأنهم بوابة تقود للقاعدة. أما كتائب القسام أو كتائب عز الدين القسام فهى الجناح شبه العسكرى لحركة حماس السياسية بفلسطين، وحماس نفسها التى اسسها الشيخ احمد ياسين احد اعضاء الاخوان الناشطين بفلسطين عام 1987اثناء الانتفاضة الأولي، لم يستغرق الامر وقتا طويلا لإعلانها فرعا من فروع الاخوان فى فلسطين وتم ذلك فى أغسطس 1988. واخيرا تنظيم الدولة الاسلامية فى سيناء او ما يعرف باسم ولاية سيناء، يذكر التقرير انها حتى نوفمبر 2014 كانت تعرف باسم جماعة انصار بيت المقدس وان نشأتها تعود لعام 2011 فى اعقاب ثورة 25 يناير ولكن الاعلان عن وجودها اتخذ شكلا دراماتيكيا بعد ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسى من منصب رئيس الجمهورية. وليس من الصعب اكتشاف العلاقة بين هذا التنظيم وجماعة الاخوان فالعمليات الإرهابية تواترات والهجمات على قوات الامن المصرية لم تتوقف منذ ازاحة الاخوان من الحكم. لا فرق بين الإخوان وداعش وبوكو حرام يؤكد التقرير ان الاخوان لعبت دورا رئيسيا فى تشكيل الافكار التى تقوم عليها جميع التنظيمات سالفة الذكر. وقد تم التركيز على المفاهيم المشتركة بينهم وهى الخاصة بالجاهلية التى تم اعتماد التعريف القطبى لها على انها غياب المعتقد الاسلامي، والتكفيرية والجهاد العالمى ودولة الخلافة. بالطبع استعرض التقرير اوجه التشابه العقائدى بين تنظيمات داعش وبوكو حرام وكتائب القسام والقاعدة والشباب وتنظيم ولاية سيناء وتنظيم الاخوان ذاكرا فتاوى القرضاوى التى تبيح قتل المدنيين من الامريكان والتى تدعو المسلمين لمحاربة الحضارة الغربية. وهى نفس الفتاوى التى اطلقها بن لادن نفسه فيما سماه اعلان الحرب ضد الاحتلال الامريكى للاماكن المقدسة. كذا فإن الاهداف الاستراتيجية لتنظيم القاعدة هى نفسها أهداف الاخوان فكلاهما يسعى لازالة ما يسمونه تأثير الحضارة الغربية على العالم الاسلامى ومحاربة الحكومات المرتدة وانشاء دولة الخلافة. أما بالنسبة لداعش فإن التقرير يشير لما أكده اعضاء فى الكونجرس الامريكى بأن التشابه العقائدى بينه وبين الاخوان يقودنا لنتيجة مفادها ان تنظيم داعش خرج من رحم الاخوان. فمنذ اعلان داعش كدولة الخلافة وابو بكر البغدادى يتبنى الدعوة ضد الهيمنة الأجنبية على العالم العربى وهى نفس دعوة الاخوان بما تتضمنه من دعوة للجهاد ضد الغرب وفى الشرق الاوسط وفى اوروبا. وعلى الرغم من أن داعش يقدم عن نفسه صورة وحشية جراء ما يسميه عمليات تطهير المجتمع الاسلامى من المرتدين وهى صورة تخالف ما يقدم الاخوان به انفسهم، فإنه فى العقيدة العميقة للاخوان يمكنهم ان يروا ان داعش قد تكون طليعة تعلن وجود الدولة الاسلامية المنشودة. أما فيما يتعلق بتنظيم ولاية سيناء فربما تكفينا الاشارة الى اعتمادهم على كلمات حسن البنا كمنهج يسيرون عليه » قاتلهم حتى تنتهى الفتنة وحتى يصبح الدين لله« هذا بالإضافة الى وحدة الاهداف وهو نفس ما تتبناه بوكو حرام التى تعتمد العنف كوسيلة فى دعايتها عن نفسها وتنتهج المنهج التكفيرى تجاه كل من يخالفها وتسعى بدورها لاقامة دولة تطبق فيها الشريعة الاسلامية وفى حين تقدم بوكو حرام نفسها على انها واحدة من الفصائل الاسلامية المسلحة يتشارك فى الافكار مع الاخوان المسلمين ، فإن تنظيم الشباب فى الصومال وبما أنشأه من امارات اسلامية فى شمال غرب كينيا وبعض مناطق اوغندا واثيوبيا وجيبوتى مقتنع انه يقدم نواة لدولة الخلافة المنشودة وفى سبيل ذلك يستخدم نفس المنهج التكفيريالذى رسخ له الاخوان ويعتمد الجهاد المسلح والعمليات الإرهابية كوسيلة مثله مثل باقى التنظيمات. الإخوان لم تتوقف عن تقديم الدعم السياسى للمنظمات الإرهابية العلاقة بين الاخوان والتنظيمات الارهابية التى حددها تقرير ناين بتفورد للمحاماة يمكن رصدها عبر الدعم السياسى الذى قدمته الجماعة لهذه التنظيمات عبر سنوات طويلة ومن خلال مساندة شخصيات اخوانية على مستوى عال للعمليات الارهابية. هذا الدعم السياسى مازال مستمرا حتى اليوم كما يذكر التقرير فالاخوانى وجدى غنيم لا يرى غضاضة فى مساندة داعش لأنه يراها فى معركة مع التحالف الصليبى الذى يهدف للقضاء عليها. كما ان شخصية مثل وجدى غنيم لم يخف تأييده للقاعدة يوما. اما تنظيم الاخوان فى الاردن فقد رفضوا مشاركة الاردن فى التحالف العالمى لمحاربة داعش وأدانوا قصف الطائرات الاردنية أراضى العراقوسوريا، وحتى بعد قتل الطيار الاردنى معاذ الكساسبة على يد داعش رفض اخوان الأردن الإنضمام لباقى الاردنيين فى وقوفهم ضد داعش. أما فى الولايات المتحدة فقد ارسل عدد من اعضاء الاخوان رسالة للرئيس الامريكى باراك اوباما يطالبونه بشجب الضربات المصرية الجوية ضد داعش فى ليبيا التى جاءت ردا على مقتل 21 مصريا فى ليبيا على يد مقاتلى داعش. وخلال عام 2013 اجرى الرئيس الاخوانى المعزول محمد مرسى اتصالا بمحمد الظواهرى شقيق ايمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة يطالبه بزيادة العمليات الإرهابية ضد الجيش فى سيناء وذلك عندما علت الاصوات المطالبة بالتظاهر ضد حكم الإخوان فى 30 يونيو من نفس العام. وقد أجاب الظواهرى بإعلانه انه سوف يقاتل الجيش المصرى وقوات الشرطة فى سيناء. ليس هذا وحده بل انه تم رصد مكالمة بين مرسى وأيمن الظواهرى يطالبه فيها بإرسال 3000 مجاهد لمحاربة الحكومة فى سيناء، وبدوره فإن الظواهرى حث أتباع القاعدة على اختطاف الاجانب والغربيين فى مصر. كما اشار التقرير الى ان التضامن بين الاخوان والقاعدة كان يبدو واضحا من الاتفاق على اطلاق سراح المسجونين بتهم ارهابية من اعضاء التنظيمات المسلحة فى سيناء وهو ما حدث فى 2012 اثناء حكم المعزول محمد مرسي. ومساندة القاعدة لحكم محمد مرسى فى مصر كانت على اساس ان مرسى سوف يسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية اثناء فترة حكمه. الاخوان والفساد التقرير قدم ايضا رصدا لنشاط الاخوان السياسى فى مصر منذ العام 1970 وحتى عام 2010 مشيرا الى انه بعد الهجمة التى شنها نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الاخوان فى خمسينيات القرن الماضى قضى الاخوان اكثر من ثلاثة عقود يعيدون بناء تنظيمهم من جديد. وتحت قيادة المرشد العام للاخوان عمر التلمسانى نجحت الجماعة فى اعادة تقديم نفسها على انها جماعة معتدلة وترفض العنف. وهو ما رفضه ايمن الظواهرى وعارضته كتائب القسام وانتقده زعماء الاخوان فى سوريا . واعتبر التقرير وفاة التلمسانى فى عام 1986 نهاية محاولة تغيير عقيدة الاخوان المؤمنة بحتمية الجهاد العنيف، وعاد بالجماعة مرة اخرى للجوهر الإيديولوجى الذى وضعه حسن البنا سنة 1940. ويحدد التقرير انه فى عام 1980 بدأ ظهور الاخوان كقوة سياسية فى مصر حيث استطاعوا الحصول على بعض المقاعد فى البرلمان المصرى وتلا ذلك عدد من النجاحات فى انتخابات 1984 و1987، ومع تولى مصطفى مشهور منصب المرشد العام للجماعة سنة 1996 عادت العقيدة العسكرية للاخوان للظهور من جديد، لكن الإستراتيجية التى كان يلعب عليها الاخوان هى تحقيق مكاسب سياسية والمساهمة فى التطوير المجتمعى بهدف زيادة عدد الاعضاء وبالتالى زيادة التأثير. وهو امر سعى الاخوان لتحقيقه منذ عام 1990 عبر انشاء منابر اعلامية خاصة بهم كان منها جريدة اللواء الاسلامى وجريدة الالتزام. وكان الاخوان حريصين على الظهور بمظهر الجماعة المعتدلة والحداثية والمهتمة بالعمل الخيري.فأنشاؤا المدارس والمستشفيات ومرروا من خلالها افكار حسن البنا وسيد قطب كبداية لمحاولات انشاء الدولة الاسلامية.