تعددت الأسماء لكن الأصل واحد، جماعات الإسلام السياسي جميعها لها جذور واحدة وهي جماعة الإخوان.. جميعها تسير علي نهج واحد وتتبني الأفكار ذاتها. إن داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والتوحيد والجهاد وأنصار بيت المقدس كلها خرجت من تحت عباءة الإخوان.. فهي تنتهج العنف وإراقة الدماء أسلوبا للوصول الي الحكم وتفتيت الدول العربية وإسقاطها، ونحن هنا نكشف سر تلك العلاقة بين الإخوان وتنظيم داعش وكيف عادت الإخوان مرة أخري الي مكانها الأصلي مع جماعات العنف السياسي. إذا عدنا الي الوراء سنجد أن أنصار جماعة الإخوان قاموا في أواخر العام الماضي برفع الراية السوداء والهتاف لداعش أثناء إحدي مظاهراتهم في حي المطرية وجاء ذلك ضمن فعاليات دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب تحت شعار «قوتنا في وحدتنا». ويدل هذا علي أن جماعة الإخوان ترتبط فكريا بداعش فكلاهما يسعي للوصول للسلطة بسفك دماء الأبرياء وممارسة العنف والإرهاب بشتي الوسائل، ونستعيد هنا قول طارق الزمر محرضا علي العنف عندما خرج المصريون في تظاهرات مطالبة بعزل مرسي قبل 30 يونية بأيام حيث قال «سنسحقهم». وقال صفوت حجازي: «اللي هيرش الرئيس مرسي بالمية هرشه بالنار»، كما قال محمد البلتاجي: إن الإرهاب في سيناء لن يتوقف إلا مع عودة «مرسي»، ولا يخفي علي أحد هجرة العشرات من أعضاء جماعة الإخوان الي سوريا أثناء حكم «مرسي» وانضمامهم الي تنظيم جبهة النصرة ثم تحولوا بعدها الي داعش وشغلوا مواقع قيادية في التنظيم وكان لدعاة جماعة الإخوان دور كبير في تجنيد الشباب للانضمام الي عصابات داعش في سورياوالعراق نظرا لأن الفكر المتطرف متأصل في هذه الجماعات، وحتي يومنا هذا مازالت عجلة عنف الإخوان وإرهابهم تدور في مصر وفي خارجها. فكر واحد أكد اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، خبير مكافحة الإرهاب أن كل الجماعات الإرهابية في القرن الماضي خرجت من عباءة الإخوان وتتبني فكرا واحدا حتي إن اختلفت المسميات فذلك بسبب خلافات علي الزعامة، وإذا عدنا الي الوراء سنجد أبرز العمليات المسلحة التي قام بها تنظيم الجهاد في مصر عام 1974، في محاولة انقلابية فاشلة عرفت باسم «الكلية الفنية العسكرية، ثم جاء اغتيال «السادات» علي يد أربعة من أعضاء هذا التنظيم. وكانت جماعة الإخوان قد بدأت في الظهور علي الساحة عندما سمح لهم السادات بالعودة للعمل السياسي في الجامعة فانقسموا الي قسمين، الأول: الجماعة الإسلامية التي يتزعمها عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان اللذان كونا خلايا وقاما بتوسيع قاعدة التنظيم.. ثانيا: الجماعة المسلحة ويتزعمها ناجح إبراهيم وكرم زهدي واللذان دخلا في مواجهات مع قوات الأمن. ويتابع: من خلال متابعتنا لتلك الجماعات تأكدنا من أن تنظيم القاعدة هو امتداد لجماعة الإخوان، وتنظيم داعش هو النسخة المتطورة لتنظيم القاعدة وقد بدأت كل أعمال العنف هذه منذ أن تم عزل مرسي وأكبر دليل علي هذا هو كلام «البلتاجي» الذي صرح من قبل بأن كل أعمال العنف في سيناء ستتوقف عند عودة «مرسي» ولا يخفي علي أحد أن جماعة الإخوان هم الذين أنشأوا «حماس»، ثم انشق منهم بعد ذلك كتائب القسام وكلها تنظيمات واحدة كان يقودها «بن لادن» و«أيمن الظواهري» ومعظم تلك الجماعات الإرهابية تم تدريبها بواسطة الإخوان. التنظيم الأم يقول اللواء ممدوح قطب مدير، مدير عام بالمخابرات المصرية سابقا: يعتبر الإخوان هم التنظيم «الأم» لكل الجماعات التي تبنت فكر الإرهاب والإسلام السياسي، وإذا نظرنا الي تنظيم داعش سنجد أنه يسعي مثل جماعة الإخوان الي إسقاط الدولة المصرية من أجل إعادة الخلافة الإسلامية، وهذا الأمر بدأ لدي جماعة الإخوان منذ أيام حسن البنا، وقد تبنت تلك الجماعة أعمال العنف منذ فترة طويلة أيام الزعيم عبدالناصر، وذلك لتحقيق أهدافهم، نفس الأمر لتنظيم داعش لكنهم يسلكون الآن طرقا حديثة لتحقيق تلك الأهداف وكلاهما يعتمد علي فكرة الإسلام السياسي، زاعمين أنهم يحكمون بشرع الله وأن الحكومات لا تحتكم به. ويمضي قائلا: وإذا نظرنا الي بدايات كل من الإخوان وتنظيم داعش سنجد أنها واحدة فقد بدأ تنظيم داعش في شكل خلايا ثم تطور بعد ذلك بعد استيلائه علي أراض في العراقوسوريا وتحول الي جيش منظم ولا يخفي علي أحد ما أعلنه من قبل أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، عندما صرح بأن «بن لادن» كان من الإخوان. ثم شاهدنا أيضا الرئيس مرسي عندما أعلن باستاد القاهرة فتح باب الجهاد في سوريا، فرأينا انضمام بعض أعضاء الإخوان الي تنظيم داعش باختصار كلاهما يتبني فكرا جهاديا واحدا وأهدافا واحدة. وأكد مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، أن داعش لا تقل جرما عن الإخوان لافتا الي أن كافة تصرفات وأفعال داعش تدل علي أنهما خرجتا من بوتقة واحدة مضيفا أن الولاياتالمتحدة هي الصانع الحقيقي لتلك الجماعات لتحقيق أهدافها ولكنها تتظاهر بالحرب عليهم وتدعمهم في الخفاء.