اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن محاولات الدفع بأجندات سياسية إقليمية "أكثر أشكال العدوان ضررا" من خلال إذكاء نيران الصراع بين البلدان والمجتمعات التي تمرّ بمرحلة من الاضطراب. وفي كلمة له اليوم الأربعاء في مؤتمر القمة الآسيوية الأفريقية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، نشر نصها الديوان الملكي في بيان نشرته الأناضول، قال العاهل الأردني "نشهد اليوم فرصة لنعزز ونحافظ على وحدة أراضي جيراننا وشرعيتهم. فأكثر أشكال العدوان ضرراً هي محاولات الدفع بأجندات سياسية إقليمية من خلال إذكاء نيران الصراع والشقاق بين البلدان والمجتمعات التي تمرّ بمرحلة من الاضطراب ". ولم يوضح الملك عبدالله ماذا يقصد من هذه الأجندات أو من يدفع بها. وأضاف أن "الشراكة بين دول الجنوب أن تساعد في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يستغلها المتطرفون الذين يستهدفون الضعفاء. وعلى بلداننا أن تكون رائدة في إشراك الشعوب، وتوفير الفرص الجديدة للشباب، وإعطاء الجميع مكانتهم في مجتمع يعيش بسلام". واعتبر الملك عبدالله أن الشراكة بين دول الجنوب لها مكانة كبيرة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، وهي محورية للأمن والاقتصاد العالميين. وقال "نلتقي اليوم في أكبر دولة مسلمة في العالم، إندونيسيا، وهي دولة بنيت على رسالة الإسلام السمحة، التي أسست تراثا من الثروة الثقافية والتعاون التجاري والإقليمي". وأضاف العاهل الأردني "نقف اليوم جميعاً، المسلمين منّا وغير المسلمين، وقفة واحدة ضد قوى الشر، ونقف في وجه تلك العصابات الإرهابية من الخوارج، أولئك الخارجين عن الإسلام، ممن يستهدفون الدين الحنيف بأفكارهم المنحرفة"، في إشارة إلى مشاركة بلاده في التحالف الغربي ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا. وتابع "لقد تضامنا في تصدينا ضد الإرهاب، كما يجب علينا أن نتضامن دوماً لنتصدى له أينما كان، ليس فقط في سورياوالعراق، بل أيضاً في اليمن، وكينيا، وتونس، وليبيا، وسيناء، ومالي، ونيجيريا، والقرن الأفريقي، ودول آسيا وغيرها". وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، قال ملك الأردن "علينا أن ندرك أن الدول العشرة التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين في العالم تقع في آسيا أو في أفريقيا، والأردن يعتبر الآن ثالث أكبر دولة مستضيفة للاجئين؛ حيث تعد المملكة ملاذا لِ 1.4 مليون شخص فروا من العنف في سوريا، وهذه أعباء، على مناطقنا أن تتحملها وتتخطاها معاً". وعن القضية الفلسطينية، أشار العاهل الأردني إلى مؤتمر باندونغ الذي انعقد عام 1955 ليدعم حقوق الفلسطينيين، متسائلا "من كان يتخيل أنه وبعد مرور ستين عاماً، ما تزال فلسطين محرومة من حق إقامة دولتها؟" واعتبر أن "هذه الأزمة تخص العالم أجمع، فقد أدى الفشل في الحفاظ على مبادئ العدالة الدولية إلى غرس بذور الفرقة وعدم الثقة في جميع أنحاء العالم، وقد حان الوقت لنكمل العمل الذي بدأناه منذ زمن بعيد. فدعونا نعمل يداً بيد نحو حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بحد قوله. وأنهى الملك الأردني كلمته بالقول "لعب التضامن الآسيوي الأفريقي دوراً حيوياً في الدفع ببلداننا إلى الواجهة ليصبحوا قوة يُشهد لها على الساحة الدولية، وعلينا أن نستثمر ذلك لنبني المستقبل الذي تتطلع إليه وتستحقه شعوبنا، مستقبل يجعل من هذا الإقليم منطقة سلام وازدهار توحد العالم وتغيره نحو الأفضل" . وانطلقت في وقت سابق اليوم فعاليات دورة القمة الآسيوية الأفريقية في جاكرتا، وتستمر ليومين بمشاركة دولية واسعة.