باريس: رغم ظهور بوادر تحسن في الاقتصاد العالمي بقيادة آسيا مع مطلع العام الجاري خرجت تقارير رسمية تؤكد أن العام 2010 سيشهد ثباتاً في الطلب على النفط عند مستوى 86.3 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 1.7% أي ما يعادل 1.4 برميل يومياً. وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن توقعات الطلب العالمي للنفط لم تختلف كثيراً خلال الشهر الماضي وأن الزيادة الجديدة في معدل الطلب جاءت من جانب الدول غير الصناعية لاسيما في آسيا، مشيرة خلال تقريرها الشهرى لسوق النفط إن الطلب على النفط في 2009 لا يزال يقيم بنحو 84.9 مليون برميل يومياً بانخفاض نسبته 1.5% أي ما يعادل 1.3 برميل يومياً مقارنة بعام 2008. وتوقعت الوكالة أن يشهد عام 2010 ثباتاً في الطلب عند مستوى 86.3 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 1.7% أي ما يعادل 1.4 برميل يومياً ، مقارنة بالعام الماضي مدفوعاً بالنشاط الاقتصادي في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من خارج المجموعة الصناعية التي لن يزيد معدل الطلب في دولها بنسبة تذكر. وأشار التقرير الذي أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مقتطفات منه الى أن الطلب على النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يرجح أن يظل ضعيفاً على الرغم من تعرضها لموجة طقس بارد في الآونة الأخيرة، لافتا أيضاً إلى أن آسيا ستكون مصدراً للزيادات في معدل الطلب على النفط من خارج المنظمة. وأوضح التقرير أن النفط سجل أعلى مستوى له منذ 15 شهراً خلال يناير الجاري بسبب تعرض نصف الكرة الشمالي لطقس شديد البرودة "وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الدول الكبرى المنتجة للنفط". وخصت الوكالة بالذكر التوترات مع ايران وفي نيجيريا وروسيا وأنجولا واليمن بصفتها عوامل تؤثر على معنويات السوق. وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري في وقت سابق أن الأسواق الآسيوية تعتبر من أهم الأسواق المستهلكة للغاز الطبيعي المسال والمنتجات البتروكيماوية في العالم، موضحاً أن تلك الاهمية تنطلق من خلال المشاريع المشتركة مع بعض الدول الآسيوية مثل اليابان والهند والصين وكوريا وسنغافورة، مستبعدا حدوث انهيار لاسعار النفط. وقال العطية :" إنه لم يحدث من قبل إن هبطت اسعار النفط لمستويات اقل من سعر التكلفة حتى في اسوأ الظروف عندما انهارت اقتصادات آسيا عام 1997 وانخفضت اسعار النفط لاقل من 10 دولارات مؤكدا قدرة بلاده على التكيف مع السوق العلمية لاسيما ان الاسعار تنخفض احيانا ولكنها تعود مرة اخرى للارتفاع. ومن جانبه، حذر كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتيح بيرول من ان الاقتصاد العالمي لا يمكنه تحمل اية ارتفاعات جديدة في اسعار النفط وذلك بعد ان وصلت لأعلى مستوياتها للعام الحالي . وقال بيرول في تصريحات ل "فايناشيال تايمز" إن ارتفاع اسعار النفط عن مستوى ال 70 دولاراً قد يعوق تعافي الاقتصاد العالمي، مضيفا: إن الدول الأكثر فقراً مثل دول منطقة شبه الصحراء الافريقية ستتضررمن الارتفاعات في اسعار الطاقة مشيرا الى امكانية تعرضها لدوامة من الديون، كما حدث منذ عدة سنوات في اطار محاولاتها لسداد فاتورة واردات البترول. واضاف ان المشكلة الحقيقية تكمن في تراجع حركة الاستثمارات بمجال انتاج النقط محذرا من امكانية ظهور مشاكل كبيرة في حال استمرارية انخفاض الاستثمارات الموجهة لتك الصناعة. وقال إن معدلات الطلب على النفط في الصين ستكون محددا هاما لاتجاهات اسعار النفط كما ان الفجوة بين مستويات العرض والطلب في السوق البترولي ستكون محدودة للغاية وذلك في حال بدء انتعاش الطلب في دول اخرى خلال عامي 2011 و2012.