لندن: حذر كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتيح بيرول من ان الاقتصاد العالمي لا يمكنه تحمل اية ارتفاعات جديدة في اسعار النفط وذلك بعد ان وصلت لأعلى مستوياتها للعام الحالي. وقال بيرول في تصريحات لصحيفة ال "فايناشيال تايمز" إن ارتفاع اسعار النفط عن مستوى ال 70 دولارا قد يعوق تعافي الاقتصاد العالمي. وقال إن الدول الاكثر فقرا مثل دول منطقة شبه الصحراء الافريقية ستتضررمن الارتفاعات في اسعار الطاقة مشيرا الى امكانية تعرضها لدوامة من الديون كما حدث منذ عدة سنوات في اطار محاولاتها لسداد فاتورة واردات البترول. واضاف ان المشكلة الحقيقية تكمن في تراجع حركة الاستثمارات بمجال انتاج النقط محذرا من امكانية ظهور مشاكل كبيرة في حال استمرارية انخفاض الاستثمارات الموجهة لتك الصناعة. وقال إن معدلات الطلب على النفط في الصين ستكون محددا هاما لاتجاهات اسعار النفط كما ان الفجوة بين مستويات العرض والطلب في السوق البترولي ستكون محدودة للغاية وذلك في حال بدء انتعاش الطلب في دول اخرى خلال عامي 2011 و2012. ومن جانبه قال فرانسيسكو بلانش الخبير الاستراتيجي في اسواق السلع الاولية لدى بنك اوف امريكا ان النطاق المقبول لتحركات اسعار النفط يبدو سيتراوح ما بين ال70 وال 80 دولارا للبرميل مع الاخذ في الاعتبار ان ال 80 دولارا سيكون بمثابة الحد الاقصي الذي يمكن ان تتحمله الاقتصاديات المتقدمة. واشار إلى أن الصين يمكن ان تتأثر في حال تراوح اسعار النفط ما بين 90 وال 100 دولارا. واشار إلى أن المستويات المنخفضة لأسعار النفط والسلع الاولية الاخرى المسجلة في اواخر العام الماضي ربما كانت اكثر فائدة ومساندة للأقتصاد العالمي عن اية اجراءات حكومية للتحفيز الاقتصادي. وأشارت صحيفة الفاينشال تايمز فى تقرير لها عبر موقعها الإلكترونى إلى تصاعد المخاوف خلال الشهور الأخيرة إزاء تأثر الاجراءات النقدية التى اتخذتها حكومات الدول الغربية لانتشال اقتصادياتها من الركود نتيجة الضغوط التضخمية الناتجة عن الارتفاعات الراهنة فى أسعار الطاقة. وكانت أسعار النفط الخام قد وصلت فى أول أسبوع لأعلى مستوياتها منذ بداية العام مسجلة 73.75 دولار للبرميل فى ضوء عدد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية المتعلقة بالقطاع الصناعى فى الصين وحركة الإنشاءات فى الولاياتالمتحدة.