محيط - لندن: حذرت وكالة الطاقة الذرية من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن يعد مبررا لتأخير التحرك العاجل من أجل معالجة تأمين إمدادات الطاقة وذلك في ظل التراجعات الحادة التي تشهدها أسعار النفط عالمياً والذي سجل أمس أقل من 58 دولار لأول مرة منذ 20 شهرا. وقدرت الوكالة أن العالم يحتاج لاستثمار ما يقرب من 26 تريليون دولار في السنوات العشرين المقبلة لضمان كفاية إمدادات الطاقة بزيادة أكثر من أربعة تريليونات دولار عن تقديرها في تقرير العام الماضي. وحثت وكالة الطاقة، في تقريرها السنوي الذي أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" مقتطفات منه، دول العالم على زيادة الاستثمار في مجال الطاقة لمواجهة الطلب المتزايد عليها حيث من المتوقع أن يزيد الطلب بنسبة 45 % بحلول عام 2030. وتوقع التقرير السنوي للوكالة والتي تتخذ من "باريس" مقرا لها تصاعد حجم الانبعاثات الغازية الكربونية بنسبة 45 % بحلول 2030 إذا استمرت المعدلات الحالية. وأضافت الوكالة أن الجهود الرامية إلى منع ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية سيحتاج إلى زيادة حصة مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات الغازية من 19% من إجمالي مصادر إنتاج الطاقة في العالم عام 2006 إلى 26% بحلول 2030 . وتشير توقعات الوكالة التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى ارتفاع إمدادات النفط العالمية إلى 106 ملايين برميل يوميا عام 2030 من 84 مليون برميل يوميا عام 2007. وحرصت الوكالة على عدم التنبؤ بالأسعار لكنها تبني تقديراتها على أسعار مفترضة. وتأتي أنباء وكالة الطاقة مع هبوط أسعار النفط يوم أمس أكثر من 2 % ليصل إلى أقل من 58 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 20 شهرا. ومن ناحية أخرى، نرى أن الانتعاش الطفيف الذي شهدته أسعار النفط والعديد من السلع الأولية في استجابة فورية لخطة الإنعاش الاقتصادي الصينية لن يدوم طويلا خاصة وان الأسعار سرعان ما عاودت التراجع لتهبط عن مستوى ال59 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة منذ نحو 20 شهرا أي مارس 2007. وتأتي الانخفاضات الجديدة لأسعار النفط في ظل الأجواء القاتمة التي مازالت تلقي بظلالها على الأداء العام للاقتصاد العالمي رغم الجهود الدولية المبذولة لتفادي مخاطر الكساد حيث لا تبدو بوادر انفراجة قريبة للأزمة الراهنة التي لم تعد تقتصر أثارها على الاقتصادات الصناعية بل أيضا امتدت للأسواق الناشئة خاصة في ظل اعتزام البنك الدولي تخصيص 100 مليار دولار كمساعدات للدول النامية. ويقدر الهبوط الجديد لأسعار النفط والذي وصل لأكثر من 5 % على مدي يومين وذلك في ضوء انعكاسات الأزمة الراهنة على مستويات استهلاك الطاقة عالميا. وحول تحركات الأسعار أشارت شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى تراجع أسعار النفط الخام لعقود شهر ديسمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع خلال التعاملات الإلكترونية بنحو 1.6 دولار أو 2.8 % مواصلة انخفاضات اليوم السابق التي قدرت بحوالي 5 % ليبلغ سعر الخام 57.7 دولار وهو ما اعتبر أدنى مستوى منذ مارس 2007. وفي بورصة البترول الدولية بلندن سجل سعر خام برنت حوالي 55 دولار للبرميل وذلك بعد أن هبط في وقت سابق إلى 54.2 دولار وهو ما اعتبر أدنى مستوى للخام منذ 30 يناير 2007 . ويشير تقرير أوردته صحيفة ال"فايناشيال تايمز" عبر موقعها الاليكتروني إلى أن شواهد التباطؤ والركود في الأسواق الناشئة تؤثر سلبا على أسعار السلع الأولية بما فيها النفط وذلك كما كان يعمل النمو الاقتصاد السريع في دول مثل الصين والبرازيل والهند على رفع مستويات الاستهلاك والطلب على السلع الاولية والنفط والطاقة. ويرى المحللون أن وضع حد لانخفاضات الأسعار قد يكون متاحا من خلال إجراء أوبك لمزيد من عمليات خفض الإنتاج خاصة بعد خطة الإنعاش الاقتصادي التي أعلنتها الصين غير أن تأثير تلك الإجراءات لن يكون سريعا.