بعد اختفاء نصف شركات الطيران "إياتا": قطاع الطيران العالمي يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه
كوالالمبور: الأزمات تلاحق قطاع النقل الجوي, وفي الوقت الذي لم يفق فيه القطاع بعد من أسوأ أزمة اقتصادية مر العالم منذ الثلاثينات ظهرت أنفلونزا الخنازير لتكبد القطاع مزيد من الخسائر وتضع قيود علي حركة السفر, وجاءت الضربة الثالثة من تذبذب أسعار النفط وسوق العملات. وأكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أمس كل هذه الأزمات جعلت الطيران العالمي يمر ب"أسوأ مرحلة في تاريخه", مطالبا شركات الطيران والحكومات بإعادة صياغة استراتيجياتها، لتجاوز هذه المرحلة، بتخفيف عبء الضرائب وإساءة استعمال الشركاء سلطتهم الاحتكارية. وتوقع المدير العام ل"إياتا" جيوفاني بيسيناني, خلال الاجتماع السنوي للاتحاد في العاصمة الماليزية كوالالمبور أن تبلغ خسائر القطاع نحو 9 مليارات دولار خلال العام الجاري لترفع بذلك تقديراتها السابقة والتي كانت 4.7 مليار دولار. وسبق ل"إياتا" أن عدلت تقديراتها لخسائر 2008 إلى 10.4 مليار دولار بدلا من 8.5 مليار ورغم أن بيسيناني توقع تراجع فاتورة وقود الطائرات هذه السنة إلى 59 مليار دولار، لكن تزامن عودة ارتفاع أسعار الوقود حالياً بسبب "المضاربة الجشعة"، ومع الأزمة الاقتصادية، يعرّض القطاع لأخطار كبيرة. وأكد علي وجود مؤشرات تدل على أن القطاع تجاوز مرحلة "القاع"، أهمها استقرار حركة الشحن الجوي التي تراجعت العام الماضي 23 %. ولفت إلى استمرار شح السيولة لدى المصارف وعدم قدرتها على تمويل حاجة قطاع الطيران، وتقدر بنحو تريليون دولار. وأشار إلى أن نحو 50 % من شركات الطيران في العالم "اختفت عن الخريطة" هذه السنة، بسبب أزمة السيولة، وزيادة النفقات جراء الارتفاع القياسي لأسعار النفط. وأكد المدير العام ل"إياتا" أن "منطقة الشرق الأوسط هي الوحيدة في العالم التي حقق فيها قطاع الطيران نمواً منذ مطلع السنة"، مقارنة بالتراجع الكبير الذي يشهده القطاع حول العالم. وتشير إحصاءات "إياتا" إلى أن حركة الركاب في المنطقة العربية ارتفعت 4.5 % خلال الربع الأول، وحققت نمواً بمعدل 11 % خلال أبريل، في مقابل تراجع في حركة الركاب العالمية 7.5 %، ما يشير في رأي نائب رئيس الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجدي صبري، إلى أن المنطقة "أفضل حالاً من بقية العالم". انفلونزا الخنازير صداع جديد في قطاع الطيران لكن صبري توقع في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية، أن تنهي الشركات العربية السنة الحالية بمعدل نمو لا يتجاوز 1.2 %، وبخسائر تصل إلى 1.5 مليار دولار، مقارنه مع توقعات سابقة ل "إياتا" بأن تصل خسائر القطاع في المنطقة إلى 800 مليون دولار. ورجح أن تتراجع حركة النقل الجوي في المنطقة خلال هذه السنة بمعدل 2.9 %. وعزا الخسائر إلى تأثر حركة الطيران العربية بما يجري في العالم، خصوصاً أن شركات الطيران العربية أسست قواعد للحركة بين الشرق والغرب، فضلا عن الارتفاع الأخير في أسعار الوقود، وانتشار أنفلونزا الخنازير، وحالة عدم التيقن التي تسود أنحاء العالم، وتراجع حركة السفر على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال. وأشار إلى أن شركات الطيران العربية تأثرت أيضاً بسبب تغير حركة المسافرين، الذين كانوا في السابق يشترون التذاكر قبل اشهر من السفر، وباتوا يشترونها قبل أيام قليلة من موعد سفرهم، بسبب تخوفهم من فقدان وظائفهم، أو توقعهم أن تشهد أسعار التذاكر انخفاضاً إضافياً. وحض صبري الحكومات العربية على محاولة خفض الرسوم على حركة السفر لمساعدة شركات الطيران العربية على تجاوز "أصعب مرحلة في تاريخ صناعة الطيران العالمية".