تراجعت حدة ثوران بركان ايسلندا امس بنسبة 80 % عما كانت عليه، لتضع حدا لأزمة كلفت شركات الطيران أكثر من 1.7 مليار دولار حتى الثلاثاء. وأعادت الدول الأوروبية فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران بعد نحو أسبوع من القيود التي فرضت عليها بسبب البركان. وأعلنت المتحدثة باسم خلية الازمة في الدفاع المدني الايسلندي انجفيلدور ثورداردوتير ان حدة ثوران بركان ايجافيول في ايسلندا تراجعت بنسبة 80% عما كانت عليه السبت الماضي، وأوضحت أن "السحابة البركانية هي دون 3000 متر، ومن الممكن أن تنخفض اكثر". وأضافت أن احدى طائرات خفر السواحل أقلعت صباحاً للتحليق في منطقة البركان التي لا تزال تحجبها الغيوم، موضحة أن الرياح التي تدفع السحابة تتجه حالياً إلى الجنوب الشرقي واوروبا، ومن المتوقع أن تتحول خلال النهار إلى الجنوب الغربي والمحيط الاطلسي. في الوقت نفسه اعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" ان أزمة بركان آيسلندا كلفت شركات الطيران أكثر من 1.7 مليار دولار حتى الثلاثاء. وقال المدير العام للاتحاد جيوفاني بيسيناني في مؤتمر صحافي في برلين ان "الخسائر تبلغ الآن أكثر من 1.7 مليار دولار لشركات الطيران وحدها". واضاف ان "الأسوأ ان الأزمة أثرت على 29% من الملاحة الجوية الدولية و1.2 مليون مسافر يومياً. وتجاوز مستوى الأزمة 9/11 حين أغلق المجال الجوي الأمريكي لثلاثة أيام". وأوضح بيسيناني انه على الرغم من توفير بعض التكاليف خصوصاً فواتير الوقود إلاّ ان شركات الطيران تكبّدت تكاليف إضافية بينها رعاية المسافرين، مشيراً إلى ان الأزمة الحالية سيكون لها أثر كارثي على الشركات التي تعاني من أصعب الأوضاع المالية. وكان من المتوقع قبل أزمة البركان أن تتكبّد شركات الطيران الأوروبية خسائر بقيمة 2.2 مليار دولار هذا العام. ودعا بيسيناني الحكومات إلى تحمّل الدور الأكبر في مساعدة شركات الطيران وتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها ورفع الحظر عن الرحلات الليلية كي تتمكن الشركات من إعادة المسافرين العالقين في أسرع وقت ممكن. وأعادت الدول الأوروبية فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران بعد نحو أسبوع من الاغلاق؛ حيث أعلنت هيئة سلامة الطيران في ألمانيا إعادة فتح المجال الجوي الألماني أمام حركة الطيران اعتبارا من الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي. وعلى ضوء ذلك أعيد فتح المطارات الألمانية أمام الملاحة الجوية عدا مطارات دريسدن ولايبزغ وايرفورت ومونستر. كما فُتحت الأجواء الأوروبية الأخرى أمام حركة الطيران. واعادت بريطانيا ليلة امس فتح مجالها الجوي. وذكرت الخطوط الجوية البريطانية على موقعها الإلكتروني أنها ستشغل رحلات المسافات الطويلة من مطاري هيثرو وجاتويك يوم الأربعاء، بينما سيتم إلغاء رحلات المسافات القصيرة حتى الساعة الثانية عشرة بتوقيت جرينتش. وأوضحت هيئة الطيران المدني البريطانية ان العلماء وشركات صناعة الطائرات خفضوا خطر الطيران في المناطق التي توجد فيها تركيز منخفض من الرماد البركاني. وأمّنت اسبانيا التي قلما تأثرت بسحابة الرماد البركاني 160 رحلة خاصة من مطاراتها منذ الاثنين، فضلا عن رحلات مطار مدريد، على ما أفادت سلطات المطارات. وفي فرنسا، استؤنفت الرحلات البعيدة إلى خارج الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بعد توقفها بشكل شبه تام منذ خمسة أيام، وتم تامين حوالي 90 بالمائة من الرحلات البعيدة و30 بالمائة من الرحلات متوسطة البعد. وتعتزم شركة اير فرانس الفرنسية تسيير رحلاتها للمسافات الطويلة اليوم الأربعاء، وأعادت بولندا فتح مجالها الجوي. وسمح الهولنديون بالرحلات الجوية الليلة بعد أن اخذوا زمام المبادرة وسمحوا برحلات الركاب يوم الاثنين. عالميا أعلنت المزيد من شركات الطيران استئناف الرحلات. وقالت شركة طيران كانتاس الاسترالية إنها ستستأنف رحلاتها إلى أوروبا اليوم. وأضافت أن تعطل الطيران كلفها 1.4 مليون دولار أمريكي يوميا. وعادت الرحلات الجوية من بكين والمدن الصينية الأخرى الى طبيعتها. وقالت شركة اير تشاينا وهي شركة الطيران الصينية الرئيسية على موقعها على الانترنت إن رحلاتها إلى أوروبا "أعيدت بالكامل" ابتداء من يوم امس الأربعاء اعتمادا على التغيرات في الأحوال الجوية. من جانب اخر نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا مطولا حذر من قرب ثورة بركان يفوق في قوته 10 بركان ايسلندا الحالي. واوضحت الصحيفة ان بركان كاتلا في ايسلندا قد يثور في غضون اشهر يتوقع ان يكون اشد واقوى من البركان الحالي. واوضحت الصحيفة انه اذا كان البركان الحالي الذي ثار في 14 ابريل، عطل 100 الف رحلة جوية واضر بقطاع السفر الجوي واعاق سفر مئات الالاف من البشر فان بركان كاتلا المتوقع ربما كان اكثر فتكا. وكان الرئيس الايسلندي اولافور جريمسون اشار الى البركان كاتلا في مقابلة شبكة "بي بي سي" الاخبارية البريطانية في نسختها الانجليزية، قائلا ان على اوروبا والعالم الانتباه للمخاطر التي قد تنجم عن البركان التالي. وقال: "لان تاريخ تلك البراكين في بلادي يوضح انها تنفجر بانتظام، فموعد انفجار كاتلا اصبح قريبا. انه اكبر بكثير، وما نراه الان ليس الا مجرد بروفة لما سيحدث. ولا اقول اذا ثار، وبل اقول عندما يثور كاتلا لانه يثور عادة كل قرن، واخرة مرة كان عام 1918".