دبت الحياة من جديد فى أغلب المطارات الأوروبية بعد أسبوع من الشلل، نتيجة أزمة سحب رماد بركان أيسلندا، وذلك بعد إعلان تراجع ثورة البركان بنسبة 80%، واعتبار المجال الجوى الأوروبى آمنا. جاء ذلك فيما طالب خبراء جيولوجيون أوروبا بالاستعداد للسيناريو الأسوأ مع ثوران بركان آخر فى أيسلندا فى غضون أشهر قليلة سيكون أشد وأقوى من البركان الحالى الذى أدى لتعطيل 100 ألف رحلة طيران وخسائر ب1.7 مليار دولار. وقالت المنظمة الدولية للطيران المدنى إن السفر جوا إلى أوروبا أصبح الآن آمنا، بعد أن قررت أغلب الدول الأوروبية إعادة فتح أجوائها. وقال ريمون بنيامين، الأمين العام للمنظمة، إن السلطات استطاعت إعلان أن الخطر زال وإنه لم يعد هناك احتمال خطر حقيقى على تسيير الرحلات الجوية. وأضاف: «إذا كان هناك رماد فلن نسير رحلات، ولن يطير أحد إذا كان هناك خطر». وذكرت الهيئة الأوروبية لمراقبة الحركة الجوية أنه سمح لشركات الطيران بإدارة الرحلات وفقا لقواعد الطيران البصرية حيث يتولى الطيار، وليس برج المراقبة الأرضى، مهمة اتخاذ القرار خلال الرحلة. وتمكن آلاف الركاب من أصل ملايين المسافرين العالقين منذ أسبوع تقريبا بسبب غيمة الرماد المنبعث من استقلال طائرات عبرت بهم سماء أوروبا، ويتسع مدى هذا الانفراج بمرور الوقت، حيث أفاد خبراء الأرصاد بأن اتجاه الرياح فى المنطقة تغير فى المنطقة ليتجه الرماد شمالا بدلا من توجهه شرقا ناحية أوروبا. وأعادت فرنسا النرويج والدنمارك وفنلندا وبولندا فتح مطاراتها، بينما تم فتح مطارات بريطانيا كلها فى الوقت الذى كانت فيه بعض الرحلات الجوية قد غادرت مطارات باريس وأمستردام وفرانكفورت فى طريقها إلى بريطانيا ولكن سيظل مجال الطيران مغلقا فى بعض أجزاء من ألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وبلجيكا. ويجرى العمل بشكل طبيعى فى 4 مطارات ألمانية مستثناة من الحظر هى مطارات بريمن وهامبورج وبرلين تيجل وبرلين شونفيلد بعد انقشاع سحب الرماد. وقال مسؤولون إن هناك «فرصاً جيدة» بأن يعاد فتح المجال الجوى الألمانى بالكامل خلال ساعات. وأشارت وكالة مراقبة الحركة الجوية البريطانية إلى رفع القيود المفروضة على حركة الطيران فى الأجواء البريطانية، وانتقد المحافظون المعارضون فى لندن الحكومة «لسوء إدارتها» للأزمة، حيث وصفوا الموقف بأنه «إخفاق تام». وشهدت حركة الطيران الأوروبى أمس الأول 14 ألف رحلة طيران، توازى نصف الحركة الجوية المقررة، وفق «يوروكنترول» وهى هيئة حكومية تدير حركة النقل الجوى فى أوروبا. وأعلنت «يوروكنترول» أن 100 ألف رحلة طيران ألغيت، منذ الخميس الماضى جراء كارثة الغيمة البركانية. وأوضحت أن الأجواء الأوروبية مفتوحة للرحلات الطويلة على علو 20 ألف قدم باستثناء الرحلات القصيرة فى المجال الجوى الأدنى الذى مازال مغلقاً أو قيدت الحركة فيه بشدة. وأعلنت شركات الطيران اليابانية وفى كوريا الجنوبية استئناف رحلاتها إلى أوروبا بعدما أوقفتها قرابة أسبوع. عربيا، استبعدت الأردن أن تؤثر الغيوم البركانية القادمة من أيسلندا عليها، فيما قرر رئيس الوزراء الكويتى الشيخ ناصر المحمد الصباح تأجيل باقى جولته الأوروبية التى بدأت بفرنسا بسبب أزمة سحب الرماد البركانى. فى غضون ذلك، أعلن متحدث باسم وكالة حماية المدنيين فى أيسلندا انغفيلدور ثورداردوتير أن بركان ايجافيول الثائر فى جنوب البلاد فقد 80% من قوته، التى كان عليها منذ أسبوع. وقالت المتحدثة «السحابة البركانية هى دون 3000 متر ومن الممكن أن تنخفض أكثر»، مشيرة إلى أن إحدى طائرات خفر السواحل أقلعت صباحا للتحليق فى منطقة البركان التى لا تزال تحجبها الغيوم. وأوضحت أن الرياح التى تدفع السحابة تتجه حاليا إلى الجنوب الشرقى وأوروبا ومن المتوقع أن تتحول خلال النهار إلى الجنوب الغربى والمحيط الأطلنطى. ورغم أجواء التفاؤل حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من أن بركانا آيسلندياً أخر قد يثور فى غضون أشهر يتوقع أن يكون أشد واقوى من بركان إيجافيول. وعلى الصعيد الاقتصادى، قدر الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) أن الأزمة الناجمة عن سحابة الرماد البركانى كلفت شركات الطيران أكثر من 1.7 مليار دولار من الإيرادات. وقال جيوفانى بيسنيانى، الرئيس التنفيذى للاتحاد «على أسوأ تقدير أثرت الأزمة على 29% من الطيران العالمى و1.2 مليار راكب يوميا». وأضاف أن قطاع الطيران يحتاج ل3 سنوات على الأقل ليتعافى من أزمة سحابة الدخان. وأكد (أياتا) أن أكثر من 5 شركات طيران مهددة بالإفلاس نتيجة إغلاق المجال الجوى الأوروبى، وحث الحكومات على بحث سبل تعويض شركات الطيران عن هذه الخسائر. وأفادت الجمعية الأمريكية لصناعة السفر بأن شلل الأجواء الأوروبية كلف الاقتصاد الأمريكى 650 مليون دولار وتأثرت به 6 آلاف وظيفة.