"السيد متولى حافظ" 73 عاما بائع مناديل ورقية فقير لا يعلم عن الدنيا الا مقدار ما يكتسبه يوميا من جنيهات من مهنته البسيطة لكى يسد بها رمق ابناؤه واحفاده . المكان حى الوايلى فى شمال القاهرة عم"السيد " لديه ثلاثة أولاد.. وجميعهم عاطلون عن العمل ومتزوجون!! احدهم يقطن معه فى شقته، لديه ولد وزوجته فى طريقها لإنجاب الطفل الثانى.. ومن يعول هذه الأسرة هو عم"السيد" أيضا!! فهو يعمل"بائع مناديل" منذ أربع سنوات.. وابنه لديه صنعة وهى العمل فى الكهرباء ولكنه لا يجد عملا مستقرا.. فهو مثلما قال عم"السيد" (أرزقى على باب الله) وعندما سألته ولماذا لا يعمل وهو لديه حرفة ؟؟ فأجاب "دى أرزاق يابنتى يعنى مرة تجيله شغلانة وعشرة لأ" التقته شبكة الاعلام العربية " محيط" وكان هذا الحوار كم تكسب يوميا من بيع المناديل ؟ اللى بيرزقنى بيه ربنا ساعات 10 جنيه وساعات 15 وساعات فى المواسم والاعياد الرزق بييجي اكتر من عند ربنا . هل زوجتك مازالت على قيد الحياة؟ (تعيشى انتى) هل تتقاضي معاش ؟ أجاب نعم كم هو معاشك؟ "فى الأول طلعت معاش ب 80 جنيه وبعد كده اترفع بقى 500 جنيه" لماذا لا يعمل إبنك كبائع مناديل؟ وتلزم انت البيت حفاظا على صحتك وراحتك؟ إبنى مش حابب الشغلانة دى ومالهوش فيها أصل عنده عزة نفس كبيرة. واستطردت فى نفسى مثلما لا يقبل هذا الأبن أن يهين نفسه ويعمل بائع مناديل.. فكيف يرضى ويقبل أن يخرج والده فى تلك الشمس المحرقة ويبيع المناديل!! وقد وصل إلى مرحلة الهرم واصبح عجوزا على مشارف الموت.. هل أنت راض عن تلك الحياة التى تعيشها؟ الحمد لله فضل ونعمة من عند ربنا راضين والحمد لله " اللى خلقنا مش ممكن ينسانا" لكنى اعانى من دوالى كثيرة فى قدمي.. وامرنى الطبيب بالاستمرار فى العلاج والتزام الراحة وتجنب اى عملا شاق .. عم "السيد" فى هيئته البسيطة على الرصيف بجانب بضاعته وعلى يساره " طبق فول" إفطاره والى جواره كوب من الشاى الساخن ، وبادرنى بالقول "أتفضلى معايا يابنتى" فأجبته : بالهنا والشفا شكرا.. ما هى امنيتك فى الحياة؟ الصحة والستر يابنتى.. ابتسم عم "السيد" اثناء التقاطى صورة له ابتسامة لم أرها فى حياتى من قبل "إنها ابتسامة رضا" واخذ عم " السيد " دفة الحوار وسالنى : أسمك ايه يابنتى؟؟ "اسمى فاطمة" وهممت بالانصراف قائلة : "كم أنا مسرورة برؤيتك ياعم سيد..وربنا يديك الصحة"