دعا حزب النهضة الوطنية المعارض بمالي، الحركات الانفصالية، إلى الإفراج عن الإداريين والمدنيين وأفراد الجيش، الذين تم احتجازهم بمقر محافظة كيدال، شمال، بعد سيطرة عناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد عليها. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد ندد الحزب، في بيان أصدره أمس الأحد، ونشره موقع "مالي ويب" المحلي، بالاعتداء على الجيش المالي، كما عبر عن مساندته لسكان مدينة كيدال إثر هذه الأحداث. وقالت وزارة الدفاع والمحاربين القدامى في مالي، إن 36 شخصا قتلوا، وأصيب 87 آخرون بجروح، السبت، في مواجهات مسلحة شهدتها مدينة كيدال بين عناصر من الجيش ومتمردين طوارق. وأضافت الوزارة، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي يوم الأحد، أن 8 من بين القتلى هم جنود في الجيش، بينما ينتمي بقية القتلى إلى "الطرف المعتدي". وأوضح أن الجرحى ال87 بينهم 28 جنديا. ولم يتطرق البيان للرهائن الذين تحدث عنهم الحزب المعارض. وفي وقت سابق الأحد، أفادت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" "تمثل متمردي الطوارق شمال مالي" بأنها تمكنت من "قتل 4 جنود وجرح عدد آخر". ومضت الحركة قائلة، في بيان لها، إن مسلحيها "سيطروا على مواقع للجيش، ومقر محافظ ولاية كيدال، واستولوا على مدرعة للجيش وسيارتين وكمية من الأسلحة والذخيرة". وجاءت هذه المواجهات على خلفية اعتراض الأزواديين على زيارة يقوم بها رئيس الوزراء المالي، موسى مارا، لمناطق الشمال، وبينها كيدال. ووصل رئيس وزراء مالي، السبت، إلى كيدال، بعد أن تأجلت زيارته لعدة ساعات؛ جراء تبادل لإطلاق النار بين الجيش المالي وعناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وترفض هذه الحركة المتمردة زيارة أي مسؤول مالي للمناطق الخاضعة لسيطرتها، وتشترط أولا قيام السلطات المالية بالإفراج عن من تقول إنهم "أسرى أزواديين" في السجون المالية تم اعتقالهم في مواجهات مسلحة خلال العامين الماضيين. وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس/ آذار 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، وأطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في مدينة كيدال. وبعده تنازعت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" ، مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين"، السيطرة على مناطق شمالي البلاد. وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال، وتمبكتو، وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير/ كانون الثاني 2013. ولا تزال هذه العملية العسكرية جارية، وقد تمكّنت من منع تقدّم الحركات المسلّحة نحو مدينة "كونا" (وسط)، بعد طردها من المدن الكبرى في الشمال، غير أنّ ذلك لم يمنع تواصل نشاطها في مناطق عديدة أخرى بالشمال الغربي من البلد الأفريقي.