أدانت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي المواجهات التي جرت صباح أمس السبت بين الجيش المالي وقوات تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد في مدينة كيدال شمالي البلاد. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد اعتبرت البعثة في بيان أذاعه التلفزيون المالي الرسمي بنشرته الصباحية ليوم الأحد أن "هذه الأحداث تخالف إرادة الشعب الأزوادي الذي يتطلع إلى السلام والاستقرار الدائم بمالي". ودعت البعثة الأطراف المتحاربة إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى الهدوء، مشيرا إلى أن 19 من عناصر الشرطة التابعيين للبعثة أصيبوا أثناء التصدي لمظاهرة شعبية بالمدينة رافضة لزيارة رئيس الوزراء المالي موسي مارا، وأن 7 محتجين أصيبوا كذلك بجروح. وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد "تمثل متمردي الطوارق شمال مالي" إنها تمكنت من "قتل 4 جنود ماليين وجرح عدد آخر" أثناء مواجهات مسلحة دارت، صباح السبت، بمدينة كيدال. وأضافت الحركة في بيان وصل الأناضول نسخة منه، أن مسلحيها "سيطروا على مواقع للجيش المالي، ومقر محافظ ولاية كيدال، كما استولوا على مدرعة للجيش المالي، وسيارتين، إضافة لكمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة". ولم يصدر تعقيب رسمي من السلطات المالية على هذه الحصيلة التي قدمتها الحركة. وجاءت هذه المواجهات، على خلفية اعتراض الأزواديين على زيارة يقوم بها رئيس الوزراء المالي، لمناطق الشمال من البلاد، بما فيها كيدال. ووصل رئيس وزراء مالي، السبت، إلى كيدال، بعد أن تأجلت زيارته لعدة ساعات جراء تبادل لإطلاق النار بين الجيش المالي وعناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وترفض هذه الحركة المتمردة زيارة أي مسؤول مالي إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتشترط أولا قيام السلطات المالية بالإفراج عن "الأسرى الأزواديين" في السجون المالية، الذين تم اعتقالهم في مواجهات مسلحة جرت خلال العامين الماضيين. وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس/ آذار 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، وأطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في مدينة كيدال. وبعده تنازعت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" ، مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين"، السيطرة على مناطق شمالي البلاد. وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال، وتمبكتو، وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير/ كانون الثاني 2013.ولا تزال هذه العملية العسكرية جارية، وقد تمكّنت من منع تقدّم الحركات المسلّحة نحو مدينة "كونا" (وسط)، بعد طردها من المدن الكبرى في الشمال، غير أنّ ذلك لم يمنع تواصل نشاطها في مناطق عديدة أخرى بالشمال الغربي من البلد الأفريقي