المشير السابق والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، سيفوز في الانتخابات الرئاسية المصرية هذا الشهر، والرئيس بشار الأسد سوف يتم إعادة انتخابه في سوريا الشهر المقبل.. الاثنان سيحصلان على 90 في المائة من الأصوات، أو سيجتازان الثمانينات كما فعلها من قبلهما العجوز المريض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي حصل على 81.5 في المائة في الجزائر. هكذا توقع الكاتب البريطاني روبرت فيسك" في مقاله بصحيفة الإندبندنت أمس الجمعة، تحت عنوان "لماذا يحب الطغاة الانتخابات؟"، موضحا أنها مسألة قديمة في الشرق الأوسط، ولكنها تحتاج لإجابة. "السيسي" ليس "بوتفليقة" وفقا لتوقعات "فيسك" سيحصل "السيسي" على 82% على الأقل من أجل إظهار أنه ليس كنظيره الجزائري "بوتفليقة"، وسيجتاز "الأسد" أكثر من 90% من الأصوات، بالرغم من أن 2.5 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن خارج سوريا، متسائلا من يتوقع إنهاء حكم أسرة الأسد بعد 44 عاما؟، الوضع إذن مثير سواء في القاهرة أو دمشق، فالسيسي الذي ترك منصبه العسكري للترشح للرئاسة ليس بحاجة لدعم انتخابي ولكنه بحاجة لحماية الإمبراطورية العسكرية المصرية الاقتصادية الضخمة واستثمار زملائه الجنرالات في مجال الطاقة، وشركات المياه المعبأة في زجاجات، والعقارات، ومراكز التسوق، ومتاجر الأثاث. إمبراطورية الجيش الاقتصادية هي السبب الذي يعتقد "السيسي" انه سيكون "من غير الملائم" للمدنيين السيطرة على ميزانيته، ولذلك يريد بند جديد في الدستور المصري في هذا الشأن، بحسب رأى الكاتب. "الأسد" ينافس نفسه أما عن "الأسد" فهو يريد التأكد من أن محادثات جنيف "للسلام"، التي من المفترض أن تهدف إلى تشكيل حكومة "انتقالية" في دمشق، لا فائدة منها. وبالتالي لن يكون مفاجئا أن يفوز "الأسد" ب90% من الأصوات فالقوانين الانتخابية الجديدة في سوريا تشترط أن يكون المرشح للرئاسة عاش في سوريا لمدة 10 أعوام قبل الانتخابات، لذلك لا يستطيع معارضي الأسد الخارجيين أن يقفوا في وجه ذلك، وهو ما يبرر التساؤل: كيف يمكن تشكيل حكومة انتقالية في سوريا إذا تم انتخاب الأسد كرئيس لمدة ثانية؟. السخرية عادة ما ترافق الانتخابات العربية، ولكنها من الممكن أن نقلل شعبية الشخصيات الذكورية التي تأتي إلى السلطة، فالملايين من المصريين يدعمون السيسي و"الانقلاب العسكري" ضد رئيس البلاد المنتخب الأول محمد مرسي، الذي فاز ب51.7 في المائة في الانتخابات وهذه النسبة تعد - وفقا لمعايير الديكتاتور – مثيرة جدا للشفقة. والسيسي يضمن بشكل فعال أن جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المصري السابق محمد مرسي، والمحظورة الآن في مصر, "منظمة إرهابية" منوها انه في الواقع، كل من السيسي والأسد يزعمان أنهما مثل "بوش" و"بلير" وشخصيات تاريخية جديرة من الماضي القريب – يقاتلون باسم "الحرب على الإرهاب". دعم بلير "للسيسي" و"الأسد" نكسة خطيرة أوهام الحرب على الإرهاب الغربية، تساعد أنظمة الشرق الأوسط، وليس من قبيل الصدفة أن يدعم توني بلير, "انقلاب" السيسي ورئاسته في المستقبل، ويظهر حماس خفيف للأسد الذي قد يبقى في السلطة خلال "نوعا من الانتقال السلمي إلى دستور جديد"، وهو ما يمثل نكسة سياسية خطيرة لأي سياسي دون العالم العربي!. البعض ينافق من أجل مصالحه لا يجب أن نتناسى نفاق البعض, فجون كيري وزير الخارجية الأمريكي الذي أدان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ويصمت على ضم إسرائيل للجولان والاستيلاء على الأراضي المسروقة، يعتقد أنه من المهزلة أن يجري الأسد انتخابات خلال الحرب، ولكن في نفس الوقت من الضروري أن تعقد الانتخابات في أوكرانيا بالرغم من خروج مدنها الشرقية عن سيطرة الحكومة تماما، والرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه، هنأ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على فوزه في انتخابات مزورة، يعطي تمنياته الطيبة للسيسي عند فوزه في مصر. الدعم الغربي لصالح إسرائيل السيسي، وربما الأسد أيضا، سيتلقيان دعم غربي سري إذا قاما بحماية وعدم تحدي السلطة الإسرائيلية، وهو ما يراه الكاتب أحد الأسباب التي تجعل الدبلوماسيين الغربيين يتحدثون عن "الضرورة" المحتملة لاستمرار رئاسة الأسد بالإضافة إلى حقيقة أن السيسي حول جماعة الإخوان لتنظيم القاعدة، و"الإرهاب" دون أدنى دليل، ولم يعترض عليه الغرب.