علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية على الفوز الساحق الذى حققه الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى الانتخابات الرئاسية ليصبح رئيساً لفترة ثالثة، وقال الكاتب روبرت فيسك فى تعليقه الذى جاء تحت عنوان " فوز آخر جيد جداً لكى يكون حقيقياً"، إن بوتفليقة البالغ من العمر (72 عاماً) عين نفسه رئيساً لفترة ثالثة غير مسبوقة وغير دستورية ربما، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب فى منطقة القبائل البربرية فى شرق البلاد وشكوك فى جميع أنحاء العالم العربى. وقد مهد البرلمان الجزائرى الطريق لكى يستغل بوتفليقة الفرصة للحصول على فترة ولاية ثالثة، وبذلك يستطيع الفتى العجوز أن يسبح فى أمواج تعديله الديمقراطى حتى عام 2012، وربما يهندس لفترة ولاية رابعة بعد ذلك. ووألمح الكاتب البريطانى إلى أن المخاوف تزداد بشأن عمر بوتفليقة، خاصة أنه أمضى فترة فى أحد المستشفيات الفرنسية قبل عدة شهور. وتحدث روبرت فيسك عن النسب الخيالية التى حققها الرؤساء العرب السابقين والحاليين فى الانتخابات الرئاسية فى بلادهم، قائلاً "فى عام 1993، فاز الرئيس مبارك بنسبة 96.3% فى التصويت على فترة رئاسية جديدة له، وفى عام 1999 حصل على نسبة 93.79% فقط! مما جعله قريباً من النسبة التى حققها بوتفليقة 90.24%". وينبغى أن نتذكر أن الرئيس الجزائرى حقق فوزاً فى انتخابات 1999 نسبته 73.8% ، ولذا لم يكن مستغرباً أن يكون وزير داخليته فى غاية السعادة بالنسبة التى حققها بالأمس. قال فيسك: بالطبع قليليون فقط حققوا النسبة الاستثنائية التى حققها الرئيس أنور السادات فى استفتاء عام 1974، وكانت 99.95%. منهم الرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى حقق انتصاراً بنسبة 99.96% فى الانتخابات العراقية عام 1993 "ولا نزال نجهل من حصل على نسبة .0.04 المتبقية". فى عام 2005، حقق الرئيس الفلسطينى محمود عباس نجاحاً نسبته 62.3%، وهى النسبة التى يمكن تصديقها إلى حد ما، وحقق الرئيس السورى السابق حافط الأسد نسبة 99.98% للحصول على فترة ولاية سابعة فى عام 1999، أى أن 219 مواطناً أحمق لم يصوتوا لصالح الرئيس السورى!. واتسمت رئاسة بوتفليقة بتراجع حدة العنف فى الحرب الوحشية بين الحكومة المشهورة بالفساد والمقاتلين الإسلاميين، وقد تم السماح للكثير من المعارضين المسلحين بالاستسلام، وفى الوقت نفسه لم تعاقب قوات الأمن الجزائرية على التعذيب والمذابح التى ارتكبت عام 1992. ويجب أن نلاحظ أن كل الرؤساء العرب كانوا ولا يزالوا حلفاء للولايات المتحدة بمن فيهم صدام حسين، وعبد العزيز بوتفليقة ما هو إلا مسئول آخر فى جبهة الحرب على الإرهاب حتى إذا كان البيت الأبيض قد حظر هذا المصطلح الآن.