في خطوة مبتكرة تعكس روح التطوير والانفتاح، تتحول الأقصر من كونها عاصمة السياحة الثقافية في مصر إلى مركز لتأهيل وتصدير الكوادر المدربة للعمل في القطاع السياحي، ليس داخل حدودها فقط، بل إلى مدن سياحية أخرى مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم. وزير السياحة يبحث مع القطاع السياحي بالبوسنة والهرسك زيادة حركة الوافدين إلى مصر المبادرة، التي جاءت ثمرة بروتوكول تعاون بين محافظة الأقصر وجامعة الأقصر، تفتح أبواب العمل أمام الشباب والراغبين في تغيير مسارهم المهني، وتضع هدفًا طموحًا: "أقصر بلا بطالة". يشير الخبير السياحي محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة الثقافية بمحافظة الأقصر، في حديثه ل"بوابة أخبار اليوم"، إلى أن الوضع الحالي في الأقصر مشجع للغاية، حيث تشهد المحافظة حالة من النشاط السياحي والاقتصادي، والجديد هو الانطلاق نحو أفق أوسع بتأهيل العمالة لتلبية احتياجات مدن سياحية أخرى. ويضيف عثمان، أن المبادرة لم تقتصر على طلاب الجامعات الباحثين عن فرص عمل، بل شملت أيضًا من يرغبون في تغيير مجالهم المهني، حتى وإن كانوا يعملون في مجالات بعيدة عن السياحة. ومن خلال تدريب عملي مكثف، يتم تجهيز المتدربين وفقًا لاحتياجات الوظائف الفندقية والسياحية، مع التركيز على المهارات اللغوية، خصوصًا اللغة الإنجليزية، لضمان جاهزيتهم لسوق العمل. ويؤكد أن الهدف ليس فقط القضاء على البطالة في الأقصر، بل جعلها مصدرًا رئيسيًا للعمالة المدربة التي تسهم في دعم القطاع السياحي في مصر. وبعد انتهاء فترة التدريب، يحصل العامل على عقد عمل لمدة عام في إحدى المدن السياحية، ما يضمن له فرصة عمل مستقرة ودخلاً ثابتًا. ويصف عثمان، البروتوكول الموقع مع جامعة الأقصر بأنه خطوة استراتيجية، حيث تتكامل الجهود بين المحافظة والمؤسسات التعليمية لإيجاد حلول عملية ومستدامة لمشكلة البطالة، وفي الوقت نفسه تلبية الطلب المتزايد على العمالة الماهرة في القطاع السياحي، خاصة مع تنامي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر. ويختتم بأن هذه التجربة يمكن أن تتحول إلى نموذج يحتذى به في باقي المحافظات، إذا ما تم تطبيقه بروح التعاون بين الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، بما يضمن استدامة النتائج وتحقيق التنمية المتوازنة بين المحافظات السياحية المختلفة.