أكد الناقد التشكيلي صلاح بيصار أن الفنان الكبير أحمد مرسي يمثل مساحة مهمة وعلامة فارقة في تاريخ الفن والأدب السريالي في مصر والعالم العربي، واصفًا إياه بأنه حلقة وصل مهمة جاءت بعد الجيل الأول من الرواد. جاء ذلك خلال حواره في برنامج العاشرة مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ على قناة إكسترا نيوز. وريث جيل الرواد أوضح الناقد التشكيلي صلاح بيصار أن أحمد مرسي يأتي كأحد أبرز أعلام الجيل الثاني للسريالية المصرية، مكملاً لمسيرة الرواد الكبار مثل جورج حنين، ورمسيس يونان، وكامل التلمساني. وأضاف أن ما يميز مرسي هو جمعه الفريد بين الفن التشكيلي والأدب، حيث لم يكن رسامًا فقط، بل كان شاعرًا ومثقفًا من الطراز الرفيع، وهو ما انعكس على عمق تجربته الفنية. تكوين فني وأدبي مزدوج أشار الناقد التشكيلي صلاح بيصار إلى أن موهبة مرسي ظهرت في سن مبكرة، حيث نشر ديوانه الأول أغاني المحاريب وهو في التاسعة عشرة من عمره، وقد صُقلت هذه الموهبة بدراسة مزدوجة؛ حيث درس الأدب الإنجليزي في كلية الآداب بالإسكندرية، وفي الوقت نفسه تعلم الفن على يد فنانين كبار في المدينة التي كانت وقتها مركزًا كوزموبوليتانيًا غنيًا بالروافد الثقافية المتعددة، مثل الفنان الإيطالي سيلفيو بيتشي. حضور عابر للحدود لفت الناقد التشكيلي صلاح بيصار إلى أن مسيرة أحمد مرسي لم تتوقف عند حدود مصر، فبعد سفره إلى الولاياتالمتحدة عام 1974 لدراسة فن الجرافيك، ظل على صلة وثيقة بالوطن العربي. وأوضح أن مرسي حافظ على هذا التواصل عبر كتاباته التي كانت تُنشر في كبرى المجلات العربية والمصرية مثل "الهلال"، "الآداب البيروتية"، "أقلام"، و"إبداع". كما كان له دور محوري في تأسيس ورئاسة تحرير مجلة "جاليري 68"، التي أصبحت منبرًا ثقافيًا مهمًا لنخبة من كبار الكتاب والمثقفين المصريين والعرب.